أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
9178
التاريخ: 28-12-2015
4987
التاريخ: 7-2-2018
4257
التاريخ: 21-06-2015
2577
|
هو أبو بحر صخر بن قيس بن معاوية السّعديّ التميمي؛ وكان يعرف بالأحنف لأنه كان أعرج من انقلاب ظهر قدمه نحو الأرض.
ولد الاحنف في سنة 3 ق. ه. (619 م) في البصرة ونشأ فيها يتيما لأن بني مازن قتلوا أباه. وأسلم الاحنف مع قومه ولم يفد على الرسول (لصغر سنّه يومذاك، فيما يبدو). ولمّا ارتدّ قومه (11 ه-633 م) لم يرتدّ معهم (لم يشترك في القتال معهم، لصغر سنه أيضا). ولمّا بلغ الاحنف العشرين من عمره وفد على عمر بن الخطّاب.
ومنذ عام 21 ه (642 م)، قبل أن يتوفّى عمر بن الخطاب، سار الاحنف في جيوش الفتح إلى فارس فشهد فتح نهاوند (21 ه) ثم فتح قمّ وقاشان. وكان على مقدمة جيش عبد اللّه بن عامر في فتح خراسان ففتح مدينة هراة ومرو و مرو الروذ و بلخ و غيرها. وبعدت فتوحه إلى ما وراء النهر وفقد عينه في فتح سمرقند (في أيام عثمان).
وبعد وفاة عثمان بايع الاحنف عليّ بن أبي طالب [عليه السلام] بالخلافة. ولكنّه اعتزل القتال مع ستّة آلاف من قومه لمّا نشبت معركة الجمل. وقيل انه كان من الخوارج (الكامل 616،626). غير أنه حارب في صفوف عليّ في معركة صفّين. ولمّا تولّى معاوية الخلافة وفد عليه الاحنف وكان جريئا في الردّ عليه غير هيّاب في الحقّ. ومال الاحنف إلى عبد اللّه بن الزبير فانضم إلى مصعب بن الزبير وقاوم المختار بن أبي عبيد الثّقفي في الحرب التي دارت بينه وبين مصعب حول البصرة.
وكان الاحنف قصيرا دميما ناتئ الوجنتين ثطّا (قليل شعر اللحية)، بالإضافة إلى أنه كان أحنف أعور. أما وفاته فكانت سنة 67 ه (686 م) أو بعد ذلك بقليل.
كان الاحنف حليما ذا أناة وصبر، راجح العقل داهية. وكان فقيها عالما وراوية للحديث ثقة. على أن شهرته الاولى أنه كان حليما حكيما ينطق بالحكمة وخطيبا يصيب مواضع الكلام من حيث شاء. وأكثر ما يروى له أقوال متفرّقة مفردة في الحكمة.
-المختار من كلامه:
للأحنف بن قيس أقوال في الحكمة منها:
قال معاوية للأحنف يوما: ما أذكر يوم صفين إلا كانت حزازة في قلبي إلى يوم القيامة. فقال الاحنف: واللّه، يا معاوية، ان القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا، وان السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها. وان تدن من الحرب فترا ندن منها شبرا، وان تمش اليها نهرول اليها.
ومن كلامه:
أ لا أدلّكم على المحمدة بلا مرزأة: الخلق السّجيح (1) والكفّ عن القبيح. -ما خان شريف، ولا كذب عاقل، ولا اغتاب مؤمن. وسئل الاحنف عن الحلم فقال: هو الذلّ مع الصبر. وكان يقول إذا عجب الناس من حلمه: إني لأجد ما تجدون، ولكنّي صبور. ووجدت الحلم أنصر لي من الرجال.
وخطب مرّة فقال، بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على نبيّه:
يا معشر الأزد وربيعة، أنتم إخواننا في الدين وشركاؤنا في الصهر وأشقّاؤنا في النسب وجيراننا في الدار ويدنا على العدوّ. واللّه، لأزد البصرة أحبّ إلينا من تميم الكوفة، ولأزد الكوفة أحبّ الينا من تميم الشام. فإن استشرى شنآنكم وأبى حسك صدوركم (2) ففي أموالنا وأحلامنا سعة لنا ولكم.
-تكلّم نفر عند عمر بن الخطّاب فيهم الاحنف بن قيس، فقال الاحنف:
يا أمير المؤمنين: ان مفاتح الخير بيد اللّه، والحرص قائد الحرمان؛ فاتّق اللّه فيما لا يغني عنك يوم القيامة قيلا ولا قالا، واجعل بينك وبين رعيّتك من العدل والإنصاف سببا يكفيك وفادة الوفود واستماحة الممتاح. فانّ كلّ امرئ إنما يجمع في وعائه، إلاّ الأقل ممن عسى أن تقتحمه الأعين (3) وتخونهم الألسنة، فلا يوفد إليك، يا أمير المؤمنين.
وكان الاحنف يقول:
لا تزال العرب عربا ما لبست العمائم وتقلّدت السيوف، ولم تعدّ الحلم ذلا ولا التواهب فيما بينها ضعة.
وللأحنف بن قيس خطبة في جماعة من قومه بني تميم تجري كلّها مجرى الحكمة والمثل المضروب:
حمد اللّه وأثنى عليه ثم قال:
إن الكرم يمنع الحرم (4). ما أقرب النقمة من أهل البغي: لا خير في لذّة تعقب ندما. لن يهلك من قصد (5)، ولن يفتقر من زهد. ربّ هزل قد عاد جدّا. من أمن الزمان خانه، ومن تعظّم عليه أهانه. دعوا المزاح فانّه يورث الضغائن، وخير القول ما صدّقه الفعل. احتملوا من أدلّ (6) عليكم، واقبلوا عذر من اعتذر إليكم. أطع أخاك وان عصاك، وصله وإن جفاك. أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك. إيّاكم ومشاورة النساء. واعلم أن كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم. ومن الكرم الوفاء بالذمم. ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد اللطف (7)، والعداوة بعد الودّ! لا تكوننّ على الاساءة أقوى منك على الإحسان، ولا إلى البخل أسرع منك إلى البذل؛ واعلم أن لك من دنياك ما أصلحت به مثواك (8)، فأنفق في حقّ ولا تكوننّ خازنا لغيرك. وإذا كان الغدر في الناس موجودا فالثقة بكلّ أحد عجز. اعرف الحق لمن عرفه لك؛ واعلم أن قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل.
_______________________
1) الواسع، اللين، السهل.
2) استشرى: اتسع، تفاقم، ساء. الشنآن: العداوة والبغضاء. حسك الصدور: الحقد الذي يحمل الناس على بغض بعضهم بعضا.
3) تقتحمه الأعين: تجرأ عليه (تحتقره، تراه صغيرا). فلا يوفد اليك (ان لم تتصف بالعدل والاحسان): لم يأت اليك أحد.
4) الحرمة: ما لا يحل انتهاكه-الكرم يعطي المحرومين ما يحتاجون اليه حلالا فلا يحاولونه حراما: لا يعتدون حتى يحصلوا على ما يعتقدون (خطأ) أنه حق لهم.
5) قصد: اعتدل، سار سيرة وسطا.
6) أدل زيد على عمرو: وثق زيد بمحبة عمرو له فتجرأ عليه في طلب الاشياء منه وأفرط في ذلك.
7) اللطف (بالضم) هو الاسم من المصدر «اللطف» (بفتح ففتح): الرفق والاحسان إلى الناس وايصال الاحسان إليهم من غير أن يتكلفوا له طلبا منك.
8) المثوى: المقر الدائم (الآخرة). ما أصلحت به مثواك: ما جعلته ذخرا ينفعك يوم القيامة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|