المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



أبو الرَقعْمَق  
  
5817   10:46 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص621-623
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2217
التاريخ: 9-04-2015 2260
التاريخ: 21-06-2015 2550
التاريخ: 27-09-2015 5425

هو أبو حامد أحمد بن محمّد الأنطاكيّ المنبوز (1) بأبي الرقعمق، ولد في أنطاكية. و بعد أن قضى في الشام مدّة ذهب إلى مصر، نحو سنة 363 ه‍ لأنّه أدرك المعزّ أبا تميم معدّا الذي انتقل إلى القاهرة سنة 362 ه‍ ثم توفّي فيها سنة 365 ه‍ (أواخر 975 م) . و توفّي أبو الرقعمق في مصر في الأغلب، سنة ٣٩٩ ه‍ (١٠٠٩ م) .

خصائصه الفنّيّة:

أبو الرقعمق شاعر محسن مجيد فصيح الألفاظ متين السبك، إلاّ أن الهزل و المجون غلبا على شعره؛ و هو يحتجّ لذلك بأنّ الهزل و السخف و الحمق و المجون أنفق عند الناس و أقرب إلى نفوسهم من الجدّ و الرصانة و العقل و الأدب. و ممّا يستغرب جدّا أنّه كان يأتي بالمجون الفاضح في مطالع الأماديح في رجال الدولة الفاطمية، كما فعل في مديح الأمير تميم بن المعزّ أو بالسخف الواضح كما فعل في مديح الإمام الحاكم، فبعد أن يقول مثلا:

فلأمنعنّ حمارتي... سنتين من علف الشعير
يتخلّص إلى مديح الحاكم بأمر اللّه (أبي عليّ المنصور) مشيرا إلى رواية الشيعة في إيصاء الرسول إلى عليّ بن أبي طالب بالخلافة يوم غدير خمّ فيقول (اليتيمة 1:286) :

لا و الذي نطق النبيّ... بفضله يوم الغدير
ما للإمام أبي عليّ... في البريّة من نظير

و فنون شعر أبي الرقعمق المديح و الرثاء و الهجاء و الخمر و الغزل. و معظم مديحه في رجال الدولة الفاطمية: مدح المعزّ و الحاكم بأمر اللّه و مدح جوهرا الصقليّ-و هو الذي فتح مصر باسم المعزّ لدين اللّه الفاطمي ثم بنى مدينة القاهرة- و الوزير ابن كلّس (2) و سواهم.

المختار من شعره:

- أعجب الثعالبيّ (اليتيمة 1:269-٢٧٠) و ابن خلّكان (وفيات الاعيان ١:٧٠-٧١) بهذه القصيدة لأبي الرقعمق في أبي الفرج يعقوب ابن كلّس:

قد سمعنا مقاله و اعتذاره... و أقلناه ذنبه و عثاره (3)
قال فيها يمدح ابن كلّس و يشير إلى سياسة الفاطميين في بذل المال:

لم يدع للعزيز في سائر الأر... ض عدوّا إلاّ و أخمد ناره
فلهذا اجتباه دون سواه... و اصطفاه لنفسه و اختاره (4)
كلّ يوم له على نوب الده‍ـ...ـر و كرّ الخطوب بالبذل عاره
هي فلّت عن العزيز عداه... بالعطايا و كثّرت أنصاره (5)
هكذا كلّ فاضل: يده تم‍ـ...ـسي و تضحي نفّاعة ضرّاره
- و له، في تبرير ميله إلى السخف و المجون في شعره، قصيدة نظر فيها إلى

قصيدة لأبي نواس في الخمر و المجون (6):

كفّي ملامك، يا ذات الملامات... فما أريد بديلا بالرقاعات (7)
كأنّني، و جنود الصفع تتبعني... و قد تلوت مزامير الرطانات
قسّيس دير تلا مزماره سحرا... على القسوس بترجيع و رنّات
و قد مجنت و علّمت المجون فما... أدعى بشيء سوى ربّ المجانات
و ذاك أنّي رأيت العقل مطّرحا... فجئت أهل زماني بالحماقات
(8)
سقيا و رعيا لأيّام لنا سلفت... بالقفص قصّرها طيب اللذاذات (9)
إذ لا أروح و لا أغدو إلى وطنٍ... إلاّ إلى ربع خمّار وحانات  (10)*
___________________

1) المنبوذ (بالذال أخت الدال) : المتروك، المهجور، الذي خلعه قومه و تبرءوا منه. و المنبوز (بالزاي أخت الراء) : الملقب بلقب فيه استصغار أو احتقار. الرقعمق: . . .

2) أبو الفرج يعقوب بن يوسف يهودي من أهل العراق انتقل إلى الشام ثم إلى مصر و اتصل بكافور الاخشيدي و أصبح ناظرا على أملاكه و شئونه. ثم أسلم سنة 356 ه‍ (في السنة التي مات فيها كافور) . ثم أنه اتصل بالفاطميين منذ نزولهم في مصر و أصبح وزيرا سنة 365 ه‍. و كانت وفاته سنة ٣٨٠ ه‍. و كانت معظم مدائح أبي الرقعمق في أبي الفرج يعقوب بن كلس (وفيات الأعيان ٣:٣٩٣) .

3) أقال الرجل عثار (بكسر العين) أخيه: أنهضه من عثرته (أعانه، ساعده، صفح عن هفواته و ذنوبه) .

4) اجتباه: قربه.

5) فلت: هزمت.

6) لا أستزيد حبيبي من مؤاتاتي (الديوان 269-250) .

7) يلمح في شعر أبي الرقعمق أن الصفع (ضرب بعض الرفاق بعضا) كان من أسباب اللهو و المرح.

8) الحمق و التبالد مع الوقاحة.

9) القفص (بفتح القاف و الفاء) : الخفة و النشاط (و سكنت الفاء لضرورة الشعر) . و لعلها: القصف (بفتح القاف و سكون الصاد) : اللهو، و إن كانت اللفظة غير عربية (قا 3:185، السطران ١٧ و ١٨) .

10) غدا: ذهب في الصباح. راح: رجع (أو ذهب) في المساء. الربع: الدار، المنزل. الخمار: بائع الخمر.

*) لعل ابراهيم طوقان (ت 1941 م) نظر إلى بعض معاني هذه القصيدة لما نظم قصيدته: «. . . . يا شهر أيار يا شهر الكرامات!» .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.