أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
11917
التاريخ: 24-4-2022
1803
التاريخ: 2-12-2015
5107
التاريخ: 28-09-2014
5004
|
قال تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران : 185].
تحدثت الآية عن شمولية قانون الموت، الذي هو نهاية جميع البشر وجميع الموجودات الحيّة، بل هو أمرٌ حتّى بالنسبة للموجودات غير الحيّة، قال تعالى : {كُلُّ نَفسٍ ذَائقَةُ المَوتِ}.
وقد ورد هذا التعبير في ثلاث آيات في القرآن المجيد «1»، والسبب في تكرار هذا الأمر هو التأكيد على حتمية الموت، هذا بالإضافة إلى تحذير جميع البشر كي لا يغفلوا عن حتميّة هذه العاقبة.
ولمّا كان الموت هو نافذة نحو عالم البقاء، فقد اضاف تعالى على الفور : {وَإِنَّمَا تُوَفَّونَ اجُوْرَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ}، وذلك للدلالة على أنّ الدنيا دار عملٍ ولا حساب ولا جزاء وإنّ الآخرة دار حساب وجزاء ولا عمل.
وعلى الرغم من وجود إثابة محدودة في عالم الدنيا وعالم البرزخ، لكنْ من البديهي هو أنّ لا يتمّ الحصول على الأجر والثواب الكامل إلّافي الدار الآخرة.
وهناك احتمال آخر أيضاً وهو أنّ التعبير المذكور أعلاه يدلّ على أنّ المنقذ الوحيد للإنسان يوم القيامة هو أعماله الصالحة فقط، لأنّ المال والجاه والمنصب والأولاد والعشيرة لا تعالج حتّى معضله واحدة من معضلات الإنسان، وهذا التعبير يشبه ما جاء في سورة الشعراء : {يَومَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء/ 89).
لكنّ التفسير الأوّل أقرب للصحة، وقد انتخبه الكثير من المفسرين.
إنّ الإنسان يمكنه أساساً أن يشك في كل شيء، إلّا أنّه لا يمكنه أن يشك في تحقق الموت، إنّ جميع أهل السماء والأرض سوف يموتون وسوف يبتلع الموت جميع الموجودات الحيّة، فالجميع من دون أيّ استثناء لهم اجلٌ ونهاية معينة لا تتأخّر عن موعدها لحظة واحدة، أمّا بالنسبة لدعاء الناس لبعضهم أو لحكّامهم بالخلود فما هو إلّا مجاملة خالية من أيّ محتوى، فأيّ خلودٍ هذا؟ وأَيُّ بقاء؟ إنّ الأنبياء جميعاً مرّوا بهذه المرحلة، والجميع من دون استثناء عبروا هذا الممر.
ويستفاد من هذه الآية بالإضافة إلى ذلك، أولًا : أنّ روح الإنسان لا تموت بموته، وذلك لأنّ الآية تقول : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائَقَةُ المَوتِ}، ومعنى الذوق هو أنّ الروح باقية فتدرك الموت وتتذوّقه، ويستفاد منها ثانياً : أنّ الروح هي غير الجسد، وذلك لأنّها تبقى بعد موت الجسد.
جاء في إحدى الروايات لمّا نزلت الآية الشريفة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (الرحمن/ 26). قالت الملائكة : «مات أهلُ الأرض» وعندما نزلت الآية الشريفة {كُلُّ نَفْسٍ ذَائَقَةُ المَوتِ} قالت الملائكة : «متنا نحن أيضاً» «2».
بالرغم من أنّ كلمة «النفس» اطلقت أحياناً على اللَّه كما جاء في حديث عيسى عليه السلام عندما كان بين يدي اللَّه حيث قال : {وَلَا أعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} (المائدة/ 116).
لكنّ التعبير ب «كل نفس» في الآية المذكورة يراد منه المخلوقات لا الخالق.
______________________
(1) آل عمران، 185؛ الأنبياء، 35؛ العنكبوت، 57.
(2) التفسير الكبير، ج 9، ص 125.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|