أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-07-2015
2819
التاريخ: 11-2-2016
2511
التاريخ: 20-10-2014
6457
التاريخ: 2024-09-02
478
|
مصبا- عام في الماء عوما من باب قال ، فهو عائم وعوام مبالغة ، وبه سمّى الرجل. والعام : الحول ، والنسبة اليه على لفظه فيقال نبت عاميّ إذا أتى عليه حول فهو يابس. والعام في تقدير فعل بفتحتين ، ولهذا جمع على أعوام. وإذا عددت من يوم الى مثله فهو سنة ، وقد يكون فيه نصف الصيف ونصف الشتاء. والعام لا يكون إلّا صيفا وشتاء متواليين.
مفر- العام كالسنة ، لكن كثيرا ما تستعمل السنة في الحول الذي يكون فيه الشدّة أو الجدب ، ولهذا يعبّر عن الجدب بالسنة. والعام فيما فيه الرخاء والخصب- عام فيه يغاث الناس ، وقوله- فلبث فيهم ألف سنة. والعوم : السباحة ، وقيل سمّى السنة عاما : لعوم الشمس في جميع بروجها.
صحا- العوم : السباحة. ومسير الإبل والسفينة عوم أيضا. والعومة : دويبة تسبح في الماء كأنّها فصّ أسود. والعام : السنة ، يقال سنون عوم ، وهو توكيد للأول ، كما تقول بينهم شغل شاغل. وعاومت النخلة : حملت سنة ولم تحمل سنة. ويقال المعاومة المنهيّ عنها أن تبيع زرع عامك. والعوام : الفرس السابح في جريه.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الجريان الطبيعيّ بلا تكلّف. ومن مصاديقه : جريان الفرس السابح. وجريان الإبل. وجريان السفينة. وسباحة الدويبة العومة.
وسباحة في الماء فانّ السباحة في الماء جريان معتدل. وهكذا الجريان الطبيعيّ المنظّم المعتدل في الزمان الممتدّ الى سنة ، بحركة الأرض.
وأمّا الفرق بين السنة والعام : أنّ السنة كما سبق مأخوذة من السنو بمعنى التحول والتغيّر. والعام مأخوذ من العوم بمعنى الجريان الطبيعيّ المعتدل. فيطلق العام إذا كان الملحوظ هو ذلك الجريان. وأمّا إذا كان الملحوظ جهة التغيّر والتحول الخارج عن الاعتدال : فيعبّر بكلمة السنة ، وهذا التغيّر بالنظر الى الوقائع الجارية فيها.
فالسنة انّما تدلّ على عام فيه تغيّر وتحول ، خيرا كان أو شرّا وابتلاء.
{فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا } [العنكبوت: 14].
{ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49].
{فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ .. قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259].
فأطلقت السنة على أزمنة فيها التحولات في جريانات حقّة أو باطلة أو خير أو شرّ ، كما في امتداد زمان دعوة نوح النبيّ (عليه السلام) وحالاته مع قومه ، وفي زمان يؤخذ آل فرعون ويبتلى بالعذاب ويتغيّر جريان حياتهم. ومن المادّة كلمة- لم يتسنّه : أي لم يتغيّر.
وأمّا العام : فأطلق على أزمنة فيها جريان طبيعيّ وعلى برنامج عاديّ ، كما في خمسين عاما بعد نوح. وفي زمان يغاث فيه. وفي زمان أمات نبيّا مائة عام ثم بعثه.
فلا تحول في مجاريها.
فظهر لطف التعبير بكلّ واحدة من الكلمتين في موردهما.
_____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
- صحا - صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|