المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16685 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه}
2024-07-06
آدم والنهي عن الشجرة
2024-07-06
سجود الملائكة واعراض ابليس
2024-07-06
من آداب عصر الغيبة: الاستغاثة به
2024-07-06
من آداب عصر الغيبة: التبرؤ من أعدائه
2024-07-06
من آداب عصر الغيبة: إحياء أمره بين الناس
2024-07-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


إنكار المعاد هو عين الضَلال  
  
859   09:16 صباحاً   التاريخ: 16-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج5, ص13-17.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / المعاد /

قال تعالى : {أَلا انَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي الساعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعيدٍ} (الشورى‏/ 18).

وقوله : {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ولِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ اعْمَالُهُمْ هَلْ يُجزَونَ الَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الاعراف/ 147).

وقوله - {وَأَنَّ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ اعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً الِيماً} (الاسراء/ 10).

وقوله - {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُم لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَّاصِرِينَ} (الجاثية/ 34).

وقوله - {وَانْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ءَإِذَا كُنَّا تُرَاباً ءَانَّا لَفِي خَلْقٍ جَديدٍ اولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَاولئِكَ الْأَغْلَالُ فِي اعْنَاقِهِمْ وَاولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الرعد/ 5).

هذه الآيات الخمس  تشتمل على‏ تهديدات مختلفة وجِّهت إلى‏ جاحدي الحشر والمعاد وكل آية لها تعبير خاص، ففي الآية الاولى مثلًا قال تعالى : {الا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفى ضَلَالٍ بَعْيدٍ}.

«يمارون» : من‏ «المراء» أو «المرية»، قال في «مقاييس اللغة» إنّها على معنيين :

الأول : شَدّ اليد على ثَدْي الحيوان لحلب اللبن، والمعنى.

الثاني : الصلابة والرصانة، لكن الراغب لم يذكر في المفردات إلّا المعنى‏ الأول.

ثم إنّ هذه الكلمة جاءت بمعنى‏ الشك والترديد، وإن قال الراغب إنّ لها مفهوماً أضيق دائرةً من الشك (من المحتمل أنْ يكون السبب في ذلك هو أنّ «المرية» يُفهَمُ منها معنى‏ الشك المقرون بالبحث والتحقيق، كما هو الحال في حالِب اللبن فإنّه يبذل جهداً لاستخراج اللبن من الثدي).

أمّا «المماراة» فهي بمعنى‏ المجادلة في البحث والتعصب في الجدل أو أنّ كلّاً من الطرفين يريد أن يقرأ أفكار الطرف الآخر، أو كما قال صاحب المقاييس إنّ كِلا المعنيين يشتملان على الصلابة والتزمُّت في البحث، كما اشيرَ أعلاه بأنّ الصلابة هي أحد معاني المرية. ومن الجدير بالذكر أنّ استعمال‏ «ضلالٍ بعيد» جاء في عشر آيات في القرآن المجيد، وكانت أغلبها خطاباً للكفّار والمشركين وجاحدي المعاد، وهذا التعبير يبيَّن بوضوح بأنّ الضلال البعيد يختص بهذه المجموعة، وذلك لأنّ الإيمان باللَّه ويوم الحساب إنّ وجِدْ يجعل وجود الضلال سطحياً ويزيد من احتمال العودة إلى‏ طريق الحق، بينما يقود جحد التوحيد والمعاد الإنسانَ ويجرُّه إلى‏ آخر درجة من الضلال ويبعده عن صراط الهداية القويم إلى‏ أدنى‏ حد، أو بتعبيرٍ آخر إنّ الأدلّة على‏ معرفة اللَّه وإثبات المعاد على حدٍ من الوضوح يجعلها تشابه الامور الحسيّة الملموسة، والذي يصاب بالضلال في هذين الأمرين فضلاله عظيم.

وفي الآية الثانية  اشير إلى‏ مسألة «حبط الأعمال» أي أعمال الجاحدين للمعاد في قوله تعالى‏ : {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ولِقَاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ اعْمَالُهُمْ هَلْ يُجزَونَ إِلّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

«الحبط» : في الأصل بمعنى‏ البطلان أو التمّرض‏ «1»، وفي تعبير الآيات والروايات جاء بمعنى‏ محو ثواب الأعمال بسبب إرتكاب عدد من الذنوب.

جاء في «لسان العرب» إنّ‏ «الحبط» هو أن ينجز الإنسان عملًا ما ثم يُبطله.

ولعلماء علم الكلام نقاشٌ في مسألةِ هل يكون «الحبط» حاكماً دائماً في تأثير المعاصي والطاعات على بعضها الآخر أم لا؟ وسوف نتعرض بالبحث مفصلًا في هذه المسألة في محلها إن شاء اللَّه، ولكن لا يوجد على‏ نحو القضية الجزئية شكٌ في صحة هذه المسألة، فإنّ بعض الامور مثل «الكفر» تكون سبباً في حبط ثواب جميع الأعمال الصالحة، فلو مات أحدٌ على الكفر فإنّ جميع أعماله الصالحة سوف تتلاشى‏ كنثر الرماد في ريحٍ عاصفٍ، إنّ الآيات الآنفة الذكر تنسب هذا الاحباط لجاحدي الآيات الدالّة على إثبات اللَّه والمعاد، وهذا دليلٌ واضح على‏ أهميّة المعاد في رأي القرآن المجيد.

وفي الآية الثالثة هدّد القرآن بشكلٍ صريح بتعذيب الذين لا يؤمنون بالآخرة عذاباً أليماً، قال تعالى‏ : {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ اعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً الِيماً}.

فهو من جانب يقول : إنّ الجزاء مُعدٌ وجاهز كي لا يظنّ أحد أنّ الجزاء وعد مؤجلٌ، ومن جانبٍ آخر يصف العذاب الإلهي ب «الأليم» وهذا الوصف من أجل المبالغة في بيان أهميّة الإيمان بالمعاد.

وكلمة «عذابٌ أليم» تكرر ذكرها في القرآن المجيد عشرات المرّات وفي آياتٍ مختلفة، وخوطِبَ بها الكفّار والمنافقون غالباً، ووردت أحياناً في تهديد من يقترف الذنوب الكبيرة مثل ترك الجهاد (سورة التوبة/ 39) والاجحاف عند القصاص (البقرة/ 178) أو اشاعة الفحشاء (النور/ 19) أو الظلم والعدوان (الزخرف/ 65) وما شابه ذلك من الكبائر.

وفي الآية الرابعة ذُكِرت ثلاث عقوبات أليمة للذين لا يبالون بيوم القيامة، قال تعالى :{وَ قِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا}. {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ}. {وَمَالَكُمْ مِنْ نَّاصِرِينَ}.

إنّ الغفلة عن يوم القيامة أو نسيانه هو مصدر جميع أنواع الضلال في الواقع، كما جاء في القرآن! {.... إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (ص/ 26) «2».

من الطبيعي أنّ اللَّه موجودٌ في كل مكان، وأنّ جميع الأشياء حاضرة بين يديه، ولا معنى لنسبة النسيان إليه، فالمراد من النسيان هنا هو أنّ اللَّه تعالى‏ يحرم هؤلاء من رحمته إلى‏ أبعد الحدود بحيث يُتَصوَّر أنّه نسيهم!

وأخيراً ففي الآية الخامسة والأخيرة وعَدَ اللَّه عزّ وجلّ جاحدي المعاد بالخلود في النار وهَدَّدهم بالعذاب الدائم.

قال تعالى‏ بعد أن وجّه الخطاب إلى‏ النبي صلى الله عليه و آله : {وانْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ءَإِذَا كُنَّا تُرَاباً ءَإنَّا لَفِى حَلْقٍ جَدِيدٍ}.

ثم يضيف إلى‏ ذلك : {أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْاغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

الحديث في بداية الآية عن تعجّب الكفّار، ثم يَعِدُّ هذا التعجب من غرائب الامور، أي هل هناك عجبٌ من هذا الأمر الواضح المُعزز بِكل هذه الأدلة؟ ويصورهم في نهاية الآية بصورة السجناء المكبَّلين بالأغلال والسلاسل في أعناقهم، وأي أغلال وأي سلاسل أكثر تقييداً من التعصب والجهل والهوى‏ الذي يسلبهم كل أنواع حرية التفكّر إلى‏ حدٍ تصبح فيه المسألة الواضحة كل الوضوح مدعاة لَعَجبِهم، وذلك لأنّها لا توافق هواهم وتقليدهم الأعمى‏.

فيجب الالتفات إلى‏ أنّ ظاهر الآية هو التقييد بالأغلال والسلاسل في الوقت الحاضر لا بعد ذلك في يوم القيامة، كما جاء في الشعر العربي : لَهُمْ عن الرُّشدِ أغلالٌ وأقيادُ، ولكن بعض المفسرين يرى‏ أنّ الآية تشير إلى‏ حالهم يوم القيامة ويعتقد بأنّ الأغلال والسلاسل ستوضع على أعناقهم في ذلك اليوم‏ «3»، وذكر البعض الآخر كلا الاحتمالين‏ «4» ولكنَّ عدداً من المفسرين يعتقد بأنّ الآية تشير إلى‏ حالهم في الدنيا، كما صرح بذلك المرحوم العلّامة الطباطبائي في تفسير الميزان فإنّه قال : {وَأُولَئِكَ الْأَغلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} إشارة إلى‏ اللازم الثاني وهو الاخلاد إلى‏ الأرض والركون إلى‏ الهوى‏ والتقيد بقيود الجهل وأغلال الجحد والإنكار «5».

ومن الواضح أنّ قيوداً وأغلالًا من هذا القبيل والتي يضعُها الإنسان في يديه ورجليه‏ وعنقه سوف تظهر له يوم القيامة على صورة أغلال وسلاسل من نار، وسوف تَصُدّه عن الارتقاء إلى‏ درجة القرب الإلهي.

________________________

(1) مقاييس اللغة مادة (حبط).            

(2) تفسير الميزان، ج 13، ص 50.

(3) تفسير مجمع البيان ذيل الآية 5 من سورة الرعد؛ وتفسير القرطبي، ج 5، ص 3513.

(4) تفسير الكبير، ج 19، ص 9.

(5) تفسير الميزان، ج 11، ص 300.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .