أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1165
التاريخ: 16-12-2015
1338
التاريخ: 6-4-2016
2051
التاريخ: 23-09-2014
1438
|
قال تعالى : {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ } [المائدة : 29]
تحدثت الآية عن ابناء آدم «هابيل» و «قابيل» عندما تقبّل اللَّه قربان هابيل بسبب إخلاصه ولم يتقبّل قربان قابيل لعدم اخلاصه فيه، فتأججت نار الحسد في قلب قابيل وهدد أخاه بالقتل، فقال هابيل إن قصدت قتلي فإنني لن أفعل ذلك لأنني أخاف اللَّه، ثم أضاف : {انَّى ارِيدُ انْ تَبُوأَ بإثمي وَاثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ اصْحَابِ النَّارِ}.
وهذا يدل على أنّ مسألة المعاد كانت من الامور البديهية لدى أولاد آدم منذ ذلك الزمان، لذا هدد هابيل أخاه قابيل بعذاب اللَّه في الدار الآخرة.
و «بَوَأَ، تبوءَ» من مادة «بواء»، قال الراغب في المفردات : هي في الأصل بمعنى السطح الصقيل، وتقابلها «نبوة» التي بمعنى السطح غير الصقيل، لذا عندما يقال بوّأتُ مكاناً فهذا يعني ساويت له سطح المكان.
وتأتي هذه الكلمة أحياناً بمعنى الإقامة وملازمة المكان أيضاً، لأنّ الإنسان إذا ما أراد أن يقيم في مكانٍ ما فإنّه ينظم سطحه ويساويه، وقد فسروا هذه الآية بهذا المعنى أيضاً.
لكن صاحب «المصباح المنير» فسّرها بمعنى الاعتراف وحمل العبء الكبير، أمّا صاحب المقاييس فقد ذكر لها معنيين هما : عودة الشيئين، وتساوي الشيئين.
وقال صاحب كتاب «التحقيق»، إنّ الأصل فيها هو (السفول) والانحطاط، وعدّ جميع المعاني الاخرى من المجاز واعتبرها من لوازم المعنى الحقيقي، وطبقاً لهذا المعنى يصبح مفهوم الآية المعنية بالبحث : إنّي اريد أن تسقط من ساحة الرحمة الإلهيّة بإثمك وإثمي.
وتتبع موارد استعمال هذه الكلمة في القرآن المجيد والمصادر الاخرى يؤيد ما ذكره صاحب المقاييس من أنّ هذه الكلمة لها مفهومان وكلا المفهومين ينطبقان على الآية المعنية، فطبقاً للمعنى الأول تصبح الآية بهذا المعنى : «إنّي اريد أن تعود (إلى اللَّه) وأنت تحمل إثمك وإثمي»، وطبقاً للمعنى الثاني تصبح بهذا المعنى : «إنّك تعدّ مكاناً لنفسك بارتكابك هذا الإثم وحملك إثمي».
وهنا يطرح هذا السؤال المهم : ما هو المراد من ذنب هابيل الذي قُتِلَ على يد أخيه حتى يثقل كاهل أخيه؟ وكيف يمكن قبول هذا الحديث أساساً مع أنّ الآية تقول : {الَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اخْرَى}. (النجم/ 38)
سلك مشاهير المفسرين عدّة طرق تحتاج أغلبها إلى التقدير في الآية وقالوا : إنّ المراد من إثمي هو إثم قتلي.
لكن المناسب عدم التقدير، والمراد في الآية هو : إنّك إن عملت بتهديدك هذا وقتلتني فإنّك سوف تحمل ثقل جميع ما ارتكبته أنا من إثم، وذلك لأنّك يجب أن تدفع غرامة قتلي يوم القيامة وبما أنّك لم تعمل صالحاً في الدنيا فعليك أن تحمل عبءَ ذنوبي غرامة فعلك!
وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير هذه الآية ما يؤيد هذا المعنى، قال عليه السلام : «من قتل مؤمناً متعمداً أثبت اللَّه على قاتله جميع الذنوب وبرئ المقتول منها، وذلك قول اللَّه عزوجل : {انِّى ارِيدُ أَنْ تَبُوأَ بإثمي وَإِثمِكَ فَتَكُونَ مِنْ اصْحَابِ النَّارِ}» «1».
وروي عن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ما يعزز هذا المعنى (وإن لم تكن الرواية واردة في تفسير هذه الآية)، قال صلى الله عليه و آله : «يؤتى يوم القيامة بالظالم والمظلوم فيؤخذ من حساب الظالم فتراهُ في حسنات المظلوم، حتى يُنتصف، فإن لم تكن له حسنات اخذ من سيئات المظلوم فتطرح عليه» «2».
________________________
(1) تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 613، ح 133.
(2) تفسير القرطبي، ج 3، ص 2134.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|