أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2022
2402
التاريخ: 15-11-2015
2325
التاريخ: 2023-06-22
1380
التاريخ: 8-4-2016
5426
|
مصبا - كسفت الشمس من باب ضرب كسوفا ، وكذلك القمر. وقال ابن القوطيّة : كسف القمر والشمس والوجه : تغيّرت. وكسفها اللّه كسفا أيضا ، يتعدّى ولا يتعدّى ، والمصدر فارق. ونقل : انكسفت الشمس ، فبعضهم يجعله مطاوعا ، مثل كسرته فانكسر ، وبعضهم يجعله غلطا ، ويقول كسفتها فكسفت هي لا غير. وقيل الكسوف : ذهاب البعض ، والخسوف ذهاب الكلّ.
مقا - كسف : أصل يدل على تغيّر في حال الشيء الى ما لا يحبّ ، وعلى قطع شيء من شيء. من ذلك خسوف القمر ، وهو زوال ضوئه ، ويقال رجل كاسف الوجه ، إذا كان عابسا ، وهو كاسف البال أي سيّئ الحال. وأمّا القطع :
فيقال : كسف العرقوب بالسيف كسفا ، يكسفه. والكسفة : الطائفة من الثوب. والكسفة : القطعة من الغيم- وإن يروا كسفا من السماء ساقطا.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تحوّل في ظاهر الشيء مع انقطاع. ومن مصاديقه : ذهاب ضوء عن شمس أو قمر أو وجه ، كأنّها منقطعة عن نظام الكلّ متحولة الى صور مخصوصة. وهكذا في اسوداد الوجه ، وفي عبوسه ، وفي سوء حالة للشخص ، وفي تغيّر في صورة.
والكسفة لبناء النوع : القطعة المتحوّلة عن الكلّ ، والجمع كسف.
ويعتبر في الأصل : التحوّل عن الصورة الأصيلة الطبيعيّة وعن النظام الكلّى ، فيكون تحوّلا الى صورة غير مطلوبة قهرا ، كالاسوداد ، وذهاب الضوء ، والعبوس ، وسوء الحال.
وأما الخسوف : فهو غور بحيث ينمحي أثر الشيء وصورته بالكلّية ، وعلى هذا يطلق الخسوف في تحوّل ضوء القمر فانّ ضوءه من الشمس وليس من ذاته ، وفي الخسوف ينمحي ضوءه بالكليّة وتتحوّل صورته ، وهذا بخلاف كسوف الشمس ، فانّ ضوءها ثابت لها على أيّ حال ، وإنّما تحوّل ظاهرا بوجود حائل بيننا وبينها فلا نشاهد ضوءها.
{فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الشعراء : 187]. { إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} [سبأ : 9]. {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} [الإسراء : 92]. {وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [الروم : 48] التعبير في الآية الثالثة بقوله- أو تسقط السماء : تعليق من الكفّار بأمر ممتنع ، كقولهم- أو تأتى باللّه والملائكة.
والضمير في الرابعة : راجع الى السحاب-. {فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ } [الروم : 48].
وأمّا طلب المعجزة في الاولى بصورة إسقاط الكسف من السماء : فانّ الّذين توغّلوا في الحياة الدنيا ، وليس لهم من المعارف والحقائق والعلوم الإلهيّة نصيب ، ولم يتنوّر قلوبهم بفيوضات ربّانية : فانّهم محجوبون في عالم المادّة ، ولا يتوجّهون الى عوالم ما وراء الطبيعة ، ويحسبون أنّ المعجزة لا بدّ أن تكون من سنخ عالمهم وفي محيط أفهامهم المحدودة.
نعم قد صدرت امور خارقة وظهرت معجزات خلاف نواميس الطبيعة ، من الأنبياء العظام ، إتماما للحجّة على كافّة الناس من الخاصّ والعامّ ، إلّا أنّ المعجزة التامّة : هي روحانيّة وجودهم ، وخلوص سريرتهم ، وارتباط قلوبهم بالغيب ، وظهور المعارف الإلهيّة الحقّة اليقينيّة منهم ، وامتيازهم عن سائر الناس بكمال العبوديّة والإخلاص والنورانيّة.
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان : 1].
______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|