(يوماً تتقلَّبُ فيه القلوب والأبصار- يوم تشخصُ فيه الأبصار) اوصاف يوم القيامة. |
3200
10:20 صباحاً
التاريخ: 14-12-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
806
التاريخ: 15-12-2015
789
التاريخ: 14-12-2015
847
التاريخ: 17-12-2015
1100
|
التعبيران المذكوران في الآيتين أعلاه واللذان يجمعهما شبه كبير يرفعان الستار عن أسرار اخرى من أسرار ذلك اليوم العظيم، ويحملان لجميع الناس نداءات جديدة.
ففي الآية الاولى قال تعالى : {يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ والْابْصَارُ} (النور/ 37).
وفي الآية الثانية قال تعالى : {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} (إبراهيم/ 42).
حلبة المحشر رهيبة من عدة جوانب : من جانب ما يستجد فيها من الوقائع الرهيبة التي تقع عند قيام القيامة، ومن جانب استعداد الملائكة مع حضور الاشهاد لمحاسبة العباد، ومن جانب نشر الصحف التي تحتوي على سائر أعمال الإنسان التي ارتكبها خلال حياته صغيرها وكبيرها، ومن جانب اتضاح ملامح النار والعذاب الإلهي واستحالة العودة لإصلاح ما فات وعدم وجود خليلٍ ومنقذ!
إنّ هذه الوقائع والتي يكفي كل واحد منها بوحده لقلب افئدة الناس، تقع جميعها في وقت واحد، تجعل الإنسان في حصار شديد ممّا يؤدّي به إلى أن يقلّب عينيه في كل جانب بدون إرادة ويتلفت إلى كل جانب باضطراب يطلب العون، وعلى حد تعبير القرآن أنّها تقلب الأبصار وأحياناً تقف عن الحركة نهائياً وتبقى الأجفان مفتوحة وكأن روح الإنسان فارقت جسده! ومن الجدير بالذكر أنّ الآية الاولى تختص بالمؤمنين والآية الثانية بالظالمين، وهذا يدل بوضوح على أنّ الجميع من المحسنين والمسيئين سوف يستولي عليهم الرعب في ذلك اليوم المفزع، وذلك (لجهل الناس بعواقب أعمالهم بسبب الدقة والشدة في الحساب الإلهي فلا أحد يعلم بالضبط إلى اين ينتهي مصيره.
«تتقلب» : بمعنى انقلاب الشيء رأساً على عقب وبمعنى التحوّل، وللمفسرين تعابير مختلفة في تفسير هذه الجملة تشير جميعها إلى الخوف والاضطراب الشديد الذي يهيمن على ظاهر وباطن الإنسان وعلى بصره وبصيرته.
«تَشْخَصُ» : من مادة «شخوص» بمعنى توقف العين والأجفان عن الحركة والتركيز بالنظر على نقطةٍ دون التفات.
والأصل في «شخوص» على وزن (خلوص) هو بمعنى القيام أو الخروج، و «الشخص» من حيث إنّه يبدو من بعيد على هيئة بارزة اطلق عليه كلمة شخص، وخروج الإنسان من محلٍ آخر يطلق عليه الشخوص أيضاً.
و «شاخص» : المشتق من نفس هذه المادة أيضاً بمعنى الجسم المرتفع الذي يستخدم لقياس الوقت وأمثال ذلك «1».
وبما أنّ عين الإنسان حين التعجب والتحديق كأنّها تريد أن تخرج من حدقتها فقد استعمل هذا التعبير في عدة موارد، بلى إنّ الناس في عرصة المحشر يصبحون أُسارى الخوف بنحوٍ يجعل عيونهم تتوقف عن الحركة وتشخص وكأنّها تريد أن تخرج من حدقتها، وهذه الحالة تظهر لدى الإنسان أحياناً في حال الاحتضار.
ومن البديهي أن تكون هذه الحالات أشد بكثير عند المذنبين والمجرمين، ولذا جاء في القرآن المجيد : {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}. (الأنبياء/ 97)
_____________________
(1) مفردات الراغب؛ ومقاييس اللغة؛ والمصباح؛ والتحقيق في كلمات القرآن الكريم.
|
|
إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقرّ عقارا جديدا للألزهايمر
|
|
|
|
|
شراء وقود الطائرات المستدام.. "الدفع" من جيب المسافر
|
|
|
|
|
العتبة العبّاسيّة: البحوث الّتي نوقشت في أسبوع الإمامة استطاعت أن تثري المشهد الثّقافي
|
|
|