أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
1467
التاريخ: 30-01-2015
1585
التاريخ: 8-3-2022
2685
التاريخ: 17-5-2016
2515
|
جاء في قوله تعالى أنّ آدم عليه السلام بعد «ترك الأولى» تلقى «كلماتٍ من ربّه، وتاب بهن، وقبل اللَّه توبته ذلك أنّ اللَّه توابٌ رحيم» وهو قوله تعالى {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلِيهِ انَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة/ 37).
فما هي هذه الكلمات التي أوحاها اللَّه تعالى لآدم كي يتوب بهن؟ هناك جدال بين المفسّرين، إذ يرى البعض منهم أنّ ذلك يعد إشارةً لما جاء في الآية : {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا انْفُسَنَا وَانْ لَم تَغفِر لَنا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ}. (الأعراف/ 23)
ويرى البعض الآخر أنّ ذلك إشارة للأدعية الاخرى، ومنها دعاء يونس أثناء مكثه في بطن الحوت، أي جملة : {سُبحَانَكَ انِّي كُنْتُ من الظَّالِمينَ}.
ولكن جاء في الروايات المتعددة التي نقلت عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أو عن الصحابة، أنّ تلك الكلمات كانت القسم على اللَّه بحق محمدٍ وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
ينقل السيوطي في «الدر المنثور» في نهاية هذه الآية عن «ابن عباس» إنّي سألت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه، قال : «سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلّا تُبت عليَّ، فتاب عليه» (1).
وينقل أيضاً في ذلك الكتاب عن عليٍّ عليه السلام إنّي سألت الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله عن تفسير هذه الآية، قال : ... أمر اللَّه آدم أن قل : «اللهم إنّي أسألك بحق محمدٍ وآلِ محمدٍ، سبحانك لا إله إلّا أنت عملتُ سوءً وظلمتُ نفسي فَاغْفِرْ ليِ إنّكَ أنتَ الغفورُ الرحيم، اللهم إنّي أسأَلُكَ بحق محمدٍ وآلِ محمدٍ سبحانك لا إله إلّا أنت عملتُ سوءً وظَلمتُ نفسي فَتُبْ عليَّ إِنَّكَ أنت التّوابُ الرحيم فهؤلاءِ الكلمات التي تلقّى آدَمُ» (2).
يُعلَمُ جيداً من هذه الروايات أنّه لا منافاة بين هذه التفاسير الثلاثة، وكل هذه الكلمات كانت مجموعة في دعاء آدم عليه السلام.
ونقل «ابن المغازلي» في مناقبه نفس هذا المعنى عن «سعيد بن جبير» عن «ابن عباس» أنّه سأل الرسول صلى الله عليه و آله بشأن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه، فقال الرسول صلى الله عليه و آله :
«سَألهُ بحَقِّ محمدٍ وعلي وفاطِمةَ والحسن والحسينِ إِلّا ما تُبْتَ عليَّ فتابَ عليهِ» (3).
ونقل «العلّامة القندوزي» هذا الحديث أيضاً في «ينابيع المودّة»، والبيهقي في «دلائل النبوّة»، و «البدخشي» في «مفتاح النّجاح»، و «عبد اللَّه الشافعي» في «المناقب» (4).
وبالرغم من أنّ الكثير من الكتب، انهت سند هذا الحديث ب «ابن عباس»، إلّا أنّ الراوية لا ينحصر ب «ابن عباس»، ذلك أنّه ينقل نفس هذا المعنى في «الدر المنثور» عن الديلمي في «مسند الفردوس» بسندٍ ينتهي ب عليِّ عليه السلام، أنّ علياً عليه السلام يقول : سألت من الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بشأن هذه الآية إلى أن يقول : «فعليك بهؤلاء الكلمات فإنّ اللَّه قابل توبتك وغافر ذنبك. قل : اللّهم إنّي اسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلّا أنت عملت سوءً وظلمتُ نفسي فتب عليَّ إنّك أنت التوابُ الرحيم» (5).
ونقل هذا المعنى في مصادر أهل البيت عليهم السلام ومصادر السنّة عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً، ورواياته متعددة وطرقهُ متنوعة (6).
لا ينبغي النظر إلى هذا الحديث على أنّه فضيلة عابرة، والمرور به مروراً عابراً، إذ إنّ آدم عليه السلام عندما يريد أن يتوب من تركه الأولى (وهذا أول ترك للأولى) يؤمرُ من قبل اللَّه أن يسأَلَهُ بحق محمد وآل محمد صلى الله عليه و آله، أو بحق محمدٍ وعليِّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، كي يقبل توبته.
لاسيّما وأنّ هذا المعنى لم يرد بشأن أحد سواهم، وهو مقام رفيع مختصٌ بهم، وهذا دليل العظمة الفائقة للخمسة الطيبة وللرسول وأهل بيته والأئمّة المعصومين عليهم السلام.
وعلى هذا كيف يمكن القول بوجود مَن هو أفضل وأليق منهم لخلافة وولاية الرسول صلى الله عليه و آله، وكيف يمكن ترجيح سواهم عليهم؟
وبالرغم من وجود مثل هذه الأسانيد، أَمِنَ العجب- يا ترى- أن تبقى الإمامة في نسل الرسول صلى الله عليه و آله إلى يوم القيامة؟!
______________________
(1) تفسير در المنثور، ج 1، ص 60.
(2) المصدر السابق.
(3) مناقب ابن المغازلي، طبقاً لنقل احقاق الحق، ج 9 ص 102.
(4) المصدر السابق.
(5) تفسير در المنثور، ج 1، ص 60 (مع الاختصار).
(6) تفسير البرهان، ج 1، ص 86؛ تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 67 فما فوق؛ بحار الأنوار، ج 26، ص 319 فما فوق.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|