أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2014
6084
التاريخ: 2023-10-02
885
التاريخ: 26-09-2014
45323
التاريخ: 9-06-2015
4902
|
غالباً ما يُنظر إلى صفات اللَّه تعالى من بعد «معرفة اللَّه» ، وهذا صحيح في محله طبعاً ، لكن القرآن الكريم استعمل هنا نقطة ظريفة اخرى وهي استعانته بهذه الصفات لتربية الإنسان في الغالب ، ... لذا يجب أن نعمل بهذا الكتاب الإلهي ، ونتخذ من معرفة صفات اللَّه تعالى أساساً لتهذيب نفوسنا وتكامل عقولنا.
إنّ للإيمان بحكمة اللَّه تعالى انعكاسات وآثار تربوية في نفس الإنسان ، وهذه الآثار هي كالتالي :
أ) الإيمان بحكمته تعالى يمكنه أن يترك آثاراً بليغة في التطورات العلمية للإنسان ومعرفته بأسرار عالم الوجود ، ويزيد في سرعة العلم البشري بالسير إلى الأمام قُدُماً.
لأننا عندما نعلم أن صانع هذا البناء البديع العظيم معمار ماهر ، وأودع كل موضع منه أسرار الحكمة ، فإننا سوف لا ننظر إلى موجودات وحوادث هذا العالم بنظرة عادية ، بل سوف نتعمق في كل ظاهرة كموضوع مهم ، بحيث نتوصل إلى اكتشاف قانون الجاذبية العام المهم جداً ، وقوانين مهمّة اخرى بمجرّد سقوط تفاحة من شجرة ما.
ولا تعجب عند سماعك بأنّ (إنشتاين) كان يعتقد بأنّ العلماء والمكتشفين العظام كانوا جميعاً يؤمنون نوعاً ما بوجود المبدئ العليم ، وبحكمة الوجود ، وهذا الأمر هو الذي كان يشجعهم على بذل مساعٍ أكبر.
ب) إنّ الاعتقاد بحكمة اللَّه تعالى في التشريع والتقنين يهوّن الصّعاب الموجودة في تعاليم تلك الشرائع ، ويلتذ الإنسان في تحمل الشدائد في طريق امتثال أوامره سبحانه ، لأنّه يدرك بأنّ جميع هذه البرامج والقوانين صادرة من ذلك الحكيم العظيم. فتجويزه سبحانه وتعالى دواءً مُراً مثلًا ، إنّما هو لدور ذلك الدواء في شفاء الإنسان ، وتشريعه لتكليف شاق معين ، إنّما هو من أجل سعادة الإنسان وتكامله المترتبة عليه.
ج) إيمان الإنسان بهذه الصفة الإلهيّة يزيد من صبره وتحمله وقدرته ، ومقاومته في مواجهة المصائب والحوادث المرة ، وذلك لأنّه يدرك وجود حكمة معينة في كل واحدة منها ، وهذا الاحساس يعينه في التغلب على المشاكل المذهلة ، لأننا نعلم بأنّ الشرط الأول للتغلب على المشاكل هو التمتع بالمعنوية العالية ، والتي لا تتحقق إلّافي ظل معرفة حكمة اللَّه تعالى.
د) وكما نعلم أنّ افضل مقام مرموق يبلغه الإنسان هو وصوله إلى مقام القرب منه تعالى ، ولا يتحقق القرب منه سبحانه إلّا بالتخلق بأخلاقه تعالى والاقتباس من نور صفاته.
والإيمان بحكمة اللَّه تعالى يدعو الإنسان إلى سلوك طريق العلم والحكمة والتخلق بالأخلاق الإلهيّة ، ولعل هذا هو السر في تعبير القرآن عن الحكمة بعبارة (خيراً كثيراً) حيث قال : {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اوْتِىَ خَيْراً كَثِيراً} (البقرة/ 269) .
ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قوله : «الحكمة ضياء المعرفة وميراث التقوى وثمرة الصدق وما أنعم اللَّه على عبدٍ من عباده نعمة أنعم وأعظم وأرّفعَ وأجْزلَ وأبْهى من الحكمة» (1).
ونختم كلامنا هذا بكلام العلّامة المجلسي رحمه الله ...
فقد نقل العلامة المجلسي رحمه الله معنى الحكمة عن العلماء بأنّهم قالوا : الحكمة تحقيق العلم وإتقان العمل ، وقيل : ما يمنع من الجهل ، وقيل : هي الإجابة في القول ، وقيل : هي طاعة اللَّه ، وقيل : هي الفقه في الدين ، وقال ابن دريد : كل ما يؤدّي إلى مكرمة ، أو يمنع من قبيح ، وقيل : ما يتضمن صلاح النشأتين (2).
________________________
(1) بحار الانوار ، ج 1 ، ص 215 ، ح 26.
(2) بحار الانوار ، ج 1 ، ص 215 ، ح 26.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|