أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1706
التاريخ: 18-11-2014
1717
التاريخ: 13-11-2020
1940
التاريخ: 16-10-2014
1803
|
كـان الـتفسير في عهد نشوئه انما يتلقى شفاها ويحفظ في الصدور ، ثم يتناقل نقل الحديث يدا بيد هـكـذا كـان الـتـفـسير على عهد الرسالة ، وعلى عهد الصحابة والتابعين الاول اما في عهد تابعي الـتابعين ، فجعل يضبط ويثبت في الدفاتر والالواح ، و بذلك بدأ عهد تدوين التفسير الى جنب كتابة الحديث ، وذلك في اواسط القرن الثاني ، حيث راج تدوين الاحاديث المأثورة عن السلف .
ولـعل اول من سجل التفسير في الدفاتر والالواح هو مجاهد بن جبر ، توفي سنة (101هـ) يقول ابن ابـي مليكة : (رأيت مجاهدا يسال ابن عباس عن تفسير القرآن ، ومعه الواحه فيقول له ابن عباس : اكـتـب قال : حتى سأله عن التفسير كله ) (1) وكان اعلم الناس بالتفسير قال الفضل بن ميمون : (سمعت مجاهدا يقول : عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث مرات) (2).
وله تفسير متقطع ومرتب على السور ، من سورة البقرة الى نهاية القرآن يرويه عنه ابو يسار عبد اللّه بن ابي نجيح الثقفي الكوفي ، توفي سنة (131هـ) وقد صححه الائمة واعتمده ارباب الحديث ، وقد طبع اخيرا في باكستان سنة (1367 ه ق ) حسبما تقدم في ترجمته .
ويـذكـر ابن حجر عند ترجمته لعطا بن دينار المصري ـ وكان من ثقات المصريين ، توفي سنة (126هـ) ـ ان لـه تـفسيرا يرويه عن سعيد بن جبير ، قتل سنة (95هـ) وكان في صحيفة قال : ولا دلالـة انـه سـمـع مـن سعيد بن جبير وعن ابي حاتم انه اخذه من الديوان ، وذلك ان عبد الملك بن مروان ، توفي سنة (86هـ) سال سعيدا ان يكتب اليه بتفسير القرآن ، فكتب سعيد بهذا التفسير فوجده عطا بن دينار في الديوان فأخذه ، فأرسله عن سعيد (3) .
فهذا صريح في ان سعيد بن جبير جمع تفسير القرآن في كتاب ، وهذا الكتاب اخذه عطاء بن دينار وبـمـا ان سعيد بن جبير قتل سنة (95هـ) ولا شك ان تأليفه هذا كان قبل موت عبد الملك سنة (86هـ) فهذا التفسير قد كتب ودون قبل هذا الحين .
ويذكر ابن خلكان : ان عمرو بن عبيد ـ شيخ المعتزلة ، توفي سنة (144هـ) ـ كتب تفسيرا للقرآن عن الحسن البصري المتوفى سنة 116هـ (4).
ولابـن جريج ، توفي سنة (150هـ) تفسير كبير في ثلاثة اجزاء ، يرويه بواسطة عطاء بن ابي رباح عن ابن عباس ، توفي سنة (68هـ) ، ويرويه عنه محمد بن ثور وقد صححته الائمة (5) وذكر احمد بن حنبل : انه اول من صنف الكتب (6).
وامـثـال هـذه التفاسير مما كتب على الالواح او في صحائف ذلك العهد كثير ، كانت تقتضيه طبيعة الاخذ والتلقي ذلك الحين ، وقد قل الاعتماد على الحفظ والضبط في الصدور.
غير ان هذه التفاسير كانت مقتصرة على نقل المعاني وروايتها عن التابعين والاصحاب ، وثبتها في الدفاتر خشية الضياع ، و لم يكن التفسير قد توسع او دخله الاجتهاد في شكل ملحوظ.
ولـعـل اول مـن تـوسع في التفسير وضم الى جانب المعاني جوانب اخر ولاسيما التعرض لأدب الـقـرآن وذكر خصائص اللغة ، واجتهد في ذلك ، هو ابو زكريا يحيى بن زياد الفرا المتوفي سنة (207هـ) .
يذكر ابن النديم في (الفهرست ) ان ابا العباس ثعلب قال : كان السبب في املاء كتاب الفراء في معاني الـقـرآن ، ان عـمر بن بكير كان من اصحابه ، وكان منقطعا الى الحسن بن سهل فكتب الى الفراء : ان الامـيـر الـحسن بن سهل ، ربما سألني عن الشي بعد الشيء من القرآن ، فلا يحضرني فيه جواب فان رأيت ان تـجـمع لي اصولا ، او تجعل في ذلك كتابا ، ارجع اليه فعلت فقال الفراء لأصحابه : اجتمعوا حـتـى امـلـي عـلـيـكـم كـتابا في القرآن ، وجعل لهم يوما ، فلما حضروا خرج اليهم ، وكان في الـمـسـجـد رجـل يـؤذن ويقرا بالناس في الصلاة فالتفت اليه الفراء ، فقال له : اقرأ بفاتحة الكتاب نـفـسرها ، ثم نوفي الكتاب كله فقرأ الرجل ويفسر الفرا قال ابو العباس : لم يعمل احد قبله مثله ، ولا احسب ان احدا يزيد عليه (7).
ولا شك ان تفسير الفرا هذا هو اول تفسير تعرض لآيات القرآن آية آية ، حسب ترتيب المصحف وفـسـرهـا على التتابع ، و توسع فيه وكانت التفاسير قبله تقتصر على تفسير المشكل ، وبصورة مـتـقـطـعـة ، غير مستوعبة لجميع الآيات على التتابع وقد جنح الى هذا الرأي الاستاذ احمد امين المصري في (ضحى الاسلام )(8).
وعـلى أي تقدير ، فان ذلك يعد اول بذرة غرست للتفسير المدون بشكل رتيب فقد كان القرن الثاني من بدايته الى نهايته ، عهد تطور التفسير ، من مرحلة تناقله بالحفظ الى مرحلة كتابته بالثبت كما اخذ بالتوسع والشمول ايضا بعد ما كان مقتصرا على النقل بالمأثور.
وازداد فـي القرن الثالث فما بعد ، في الاخذ في التنوع ، وتلونه بالوان العلوم والمعارف والثقافات التي كانت دارجة في تلك العصور.
____________________
1- راجع تفسير الطبري ، ج1 ، ص31 .
2- تهذيب التهذيب لابن حجر ، ج10 ، ص43.
3- تهذيب التهذيب ، ج7 ، ص198-199 ، رقم 382 .
4- وفيات الأعيان لابن خلكان ، ج3 ، ص 462 ، رقم 503.
5- الإتقان في علوم للسيوطي ، ج4 ، ص208.
6- تهذيب التهذيب ، ج6 ، ص403-404.
7- الفهرست لابن النديم ، ص105 .
8- ضحى الإسلام لأحمد أمين ، ج2 ، ص140-141.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|