المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18926 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مراحل تطور علم تفسير القرآن  
  
53   04:22 مساءً   التاريخ: 2025-05-05
المؤلف : السيد بدري عباس محمد الاعرجي
الكتاب أو المصدر : كيف تدحل الى تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ص23 - 25
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

إن التفسير قد نشأ منذ بدء نزول الوحي على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقد كان الرسول نفسه أول رائد وشارح وموضح للقرآن لأن القرآن نزل عليه وهو أعرف بصغيره وكبيره ومحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه وغيرها من الأساليب التي نزل بها القرآن الكرين من أي شخص آخر وكان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بدوره يكشف هذه الأمور لجموع المسلمين ويجيبهم على كل شيء يسألونه سواء تعلق الأمر والسؤال باحكام الآيات المنزلة أم بأغراضها ومقاصدها فضلا عن تبيانه للمجمل من القرآن وتمييزه الناسخ من المنسوخ لانه (صلى الله عليه واله وسلم) كان قد أعد اعدادا إلهيا لتحمل هذه المهمة وإن الله تعالى يسدده دائما (صلى الله عليه واله وسلم) في تبينه لآيات القرآن وفي تبيانه لأهداف الآيات النازلة وأسرارها عملا بقوله تعالى: {وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ} [النحل: 44] 

وقال تعالى: {إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ 17 فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ 18 ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ} [القيامة: 17-19]  ولكن بعد انتقال الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) الى رحاب الخلد وانقطاع الوحي عن الأرض لم يكن بعد ذلك أمام أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام ممن وقف على أسرار القرآن وسمع شرحه وتفصيله من فم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لم يكن أمام كل هؤلاء جميعا إلا أن يروو الناس ويفسروا لهم كل ما كان يخفى عليهم من معاني الآيات الكريمة وفقا لما سمعوه من أقوال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) أو شهدوه من الظروف والأسباب التي نزل بها القرآن أو بتفسير القرآن بالقرآن نفسه جاء موجزا في القرآن بما جاء في موضع آخر مفصلا وأن يحمل المجمل على المبين ليفسر به ويحمل المطلق على القيد والعام على الخاص أو وفقا لاجتهاداتهم واستنباطاتهم إن لم يكن هناك شيء مما سلف بيانه من العلم الذي ورثوه من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم). والاجتهادات والاستنبطات الآنفة لا يمكن أن تصدر أو تخرج إلا ممن كان ذا معرفة بأوضاع اللغة وأساليبها وأن تكون لديه أيضا قوة لفهم وسعة الادراك فضلا عن الإحاطة بعادات العرب وأفعالهم وأقوالهم ومجاري أحوالهم وأحوال أهل الكتاب في الجزيرة العربية حين نزول القرآن وغير ذلك أن القرآن الكريم يرتبط نزوله ومعانيه بكل هذه الأحوال والأمور. وممن تصدى للتفسير بعد أهل البيت (عليهم السلام) عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وأبي كعب وغيرهم من الصحابة والتابعين. ولم يكن ذكر الإمام علي عليه السلام أو وجوده في المقدمة عفويا بل هو اتفاق آراء المؤرخين والرواة كافة. والتي أجمعت على أن الإمام علي عليه السلام كان صدر المفسرين والمؤيد فيهم وأكثر من روى عنه من أصحاب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وأما الرواية عن غيره فننزه وقليلة بالقياس اليه.

ما هو السبب في أن الروايات عن الإمام علي عليه السلام في التفسير كثيرة وموثوقة:

إذا أردنا ان نشكف علة ذلك فسنرى إن ذلك يعود إلى أن الإمام عليا عليه السلام كان ألصق الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم بل حسنة من حسناته وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يخفي عليه شيئا مما كان ينزل عليه لأنه منه بمنزلة هارون من موسى وإنه كان موضع سره وحامل أختامه ووارث علمه وأقرب الخلق إليه وأولهم إسلاما وأقدمهم بدين الله إضافة إلى تفرغه من مهام الخلافة مدة طويلة حتى نهاية خلافة عثمان وتأخر وفاته عليه السلام الى زمن كثرت فيه حاجة الناس إلى من يفسر لهم ما خفي عنهم من معاني القرآن.

وقد تجلى مصداق كل ذلك في أقوال وخطب الإمام نفسه فنراه يقول في القرآن: إني لأعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه وفصله من فصاله وحروفه من معانيه. والله ما من حرف نزل على النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إلا أني أعرف فيمن أنزل و في أي يوم وفي أي موضع. [1] كما وللإمام × كلمة أخرى في المعنى نفسه جاء في بعضها: علينا نزل القرآن قبل الناس ولنا فسر قبل ان يفسر في الناس، ونحن نعلم حلاله من حرامه وناسخه من منسوخه وسفريّه وحضريه وفي أي ليلة نزلت وفيمن نزلت. [2] وعنه عليه السلام قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا. [3] وقال عليه السلام: سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل. [4]

 


[1] لمحات من تاريخ القرآن

[2] لمحات من تاريخ القرآن

[3] لمحات من تاريخ القرآن

[4] الطبقات الكبرى ابن سعد: ج2 ص338




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .