المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18912 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معركة حنين  
  
29   12:36 صباحاً   التاريخ: 2025-05-04
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 3، ص94-99.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / سيرة النبي والائمة / مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة /

معركة حنين

قال تعالى : {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} [التوبة : 25، 26].

قال يوسف بن السّخت : اشتكى المتوكّل شكاة شديدة ، فنذر للّه إن شفاه اللّه أن يتصدّق بمال كثير ، فعوفي من علّته ، فسأله أصحابه عن ذلك ، فأعلموه أنّ أباه تصدّق بثمانية « 1 » ألف ألف درهم ، وإن « 2 » أخاه تصدّق بخمسة ألف ألف درهم ، فاستكثر ذلك . فقال أبو يحيى بن أبي منصور المنجّم : لو كتبت إلى ابن عمّك - يعني أبا الحسن عليه السّلام - فأمر أن يكتب له فيسأله ، فكتب إليه ، فكتب أبو الحسن عليه السّلام : « تصدّق بثمانين درهما ».

فقالوا : هذا غلط ، سلوه من أين ؟ قال : « هذا من كتاب اللّه ، قال اللّه لرسوله :

{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ  } والمواطن التي نصر اللّه رسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فيها ثمانون موطنا ، فثمانون درهما من حلّه مال كثير » « 3» .

وقال أبو الحسن عليّ الرّضا عليه السّلام للحسن بن أحمد : « أيّ شيء السّكينة عندكم ؟ » قال : لا أدري - جعلت فداك - أيّ شيء هو ؟

فقال : « ريح من اللّه تخرج طيّبة ، لها صورة كصورة وجه الإنسان ، فتكون مع الأنبياء ، وهي التي نزلت على إبراهيم خليل الرّحمن حيث بنى الكعبة ، فجعلت تأخذ كذا وكذا ، فبنى الأساس عليها » « 4».

وقال عليّ بن إبراهيم : أنّه كان سبب غزاة حنين أنّه لما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى فتح مكّة أظهر أنّه يريد هوازن ، وبلغ الخبر هوازن ، فتهيّئوا وجمعوا الجموع والسّلاح ، واجتمع رؤساؤهم إلى مالك بن عوف النّضري فرأسوه عليهم ، وخرجوا وساقوا معهم أموالهم ونساءهم وذراريهم ومرّوا حتى نزلوا بأوطاس « 5 » ، وكان دريد بن الصّمّة الجشمي « 6 » في القوم ، وكان رئيس جشم ، وكان شيخا كبيرا قد ذهب بصره من الكبر ، فلمس الأرض بيده ، فقال : في أيّ واد أنتم ؟ قالوا : بوادي أوطاس . قال : نعم ، مجال خيل ، لا حزن « 7 » ضرس « 8 » ، ولا سهل دهس « 9 » ، مالي أسمع رغاء البعير ونهيق الحمار ، وخوار البقعر وثناء الشاة وبكاء الصّبيّ . فقالوا له : إنّ مالك بن عوف ساق مع الناس أموالهم ونساءهم وذراريهم ، ليقاتل كلّ امرئ عن نفسه وماله وأهله . فقال دريد : راعي ضأن - وربّ الكعبة - ماله وللحرب ! ثمّ قال : ادعوا لي مالكا .

فلمّا جاءه قال له : يا مالك ، ما فعلت ؟ قال : سقت مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ، ليجعل كلّ رجل أهله وماله وراء ظهره ، فيكون أشدّ لحربه .

فقال : يا مالك ، إنّك أصبحت رئيس قومك ، وإنّك تقاتل رجلا كريما ، وهذا اليوم لما بعده ، ولم تضع في تقدمة بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا ، ويحك وهل يلوي المنهزم على شيء ؟ ! أردد بيضة هوازن إلى علياء بلادهم وممتنع محالّهم ، وألق الرّجال على متون الخيل ، فإنّه لا ينفعك إلّا رجل بسيفه ودرعه وفرسه ، فإن كانت لك لحق بك من وراءك ، وإن كانت عليك لا تكون قد فضحت في أهلك وعيالك .

فقال له مالك : إنّك قد كبرت وذهب علمك وعقلك ، فلم يقبل من دريد . فقال دريد : ما فعلت كعب وكلاب ؟ قالوا : لم يحضر منهم أحد .

قال : غاب الجدّ والحزم ، لو كان يوم علا وسعادة ما كانت تغيب كعب ولا كلاب . قال : فمن حضرها من هوازن ؟ قالوا : عمرو بن عامر ، وعوف بن عامر . قال : ذانك الجذعان « 10 » لا ينفعان ولا يضرّان ، ثمّ تنفّس دريد ، وقال : حرب عوان « 11 ».

ليتني فيه اجذع * أخبّ فيها وأضع « 12 ».

أقود وطفاء الزّمع * كأنّها شاة صدع « 13 ».

وبلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اجتمع هوازن بأوطاس فجمع فضائل ورغّبها في الجهاد ، ووعدهم النّصر ، وأن اللّه قد وعده أن يغنمه أموالهم ونساءهم وذراريهم ، فرغب الناس وخرجوا على راياتهم ، وعقد اللواء الأكبر ودفعه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ، وكلّ من دخل مكة برايته أمره أن يحملها ، وخرج في اثني عشر ألف رجل ، عشرة آلاف ممّن كانوا معه . وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السّلام ، قال : « وكان معه من بني سليم ألف رجل رئيسهم عبّاس بن مرداس السّلمي ، ومن مزينة ألف رجل » .

رجع الحديث إلى عليّ بن إبراهيم ، قال : فمضوا حتّى كان من القوم على مسيرة بعض ليلة ، قال : وقال مالك بن عوف لقومه : ليصيّر كلّ رجل منكم أهله وماله خلف ظهره ، واكسروا جفون سيوفكم ، واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشّجر ، فإذا كان في غلس الفجر فاحملوا حملة رجل واحد ، وهدّوا القوم ، فإنّ محمّدا لم يلق أحدا يحسن الحرب .

قال : فلمّا صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الغداة انحدر في وادي حنين ، وهو واد له انحدار بعيد ، وكانت بنو سليم على مقدّمته ، فخرجت عليها كتائب هوازن من كلّ ناحية ، فانهزمت بنو سلعيم ، وانهزم من وراءهم ، ولم يبق أحد إلّا انهزم ، وبقي أمير المؤمنين عليه السّلام يقاتلهم في نفر قليل .

ومرّ المنهزمون برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لا يلوون على شيء ، وكان العبّاس آخذا لجام بغلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن يمينه ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره . فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ينادي : « يا معشر الأنصار ، إلى أين المفرّ ؟ أنا رسول اللّه » فلم يلو أحد عليه .

وكانت نسيبة بنت كعب المازنيّة تحثو التراب في وجوه المنهزمين ، وتقول : أين تفرّون عن اللّه وعن رسوله . ومرّ بها عمر ، فقالت له : ويلك ، ما هذا الذي صنعت ؟ فقال لها : هذا أمر اللّه .

فلمّا رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الهزيمة ركض يحوم على بغلته قد شهر سيفه ، فقال : « يا عبّاس ، اصعد هذا الظّرب « 14 » وناد : يا أصحاب البقرة ، يا أصحاب الشجرة ، إلى أين تفرّون ، هذا رسول اللّه » .

ثمّ رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يده فقال : « اللهمّ لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان » فنزل عليه جبرئيل عليه السّلام ، فقال : يا رسول اللّه ، دعوت بما دعا به موسى حين فلق اللّه له البحر ونجّاه من فرعون . ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأبي سفيان بن الحارث : « ناولني كفّا من حصى ، فناوله فرماه في وجوه المشركين ، ثمّ قال : « شاهت الوجوه » ثمّ رفع رأسه إلى السّماء ، وقال : « اللهمّ إن تهلك هذه العصابة لم تعبد ، وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد ».

فلمّا سمعت الأنصار نداء العبّاس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم وهم
ينادون : لبّيك ، ومرّوا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، واستحيوا أن يرجعوا إليه ، ولحقوا بالرّاية ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للعبّاس : « من هؤلاء ، يا أبا الفضل ؟ » . فقال : يا رسول اللّه ، هؤلاء الأنصار . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « الآن حمي الوطيس « 15 » » فنزل النّصر من السّماء ، وانهزمت هوازن ، وكانوا يسمعون قعقعة السّلاح في الجوّ ، فانهزموا في كلّ وجه ، وغنم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أموالهم ونساءهم وذراريهم ، وهو قوله تعالى : {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ} [التوبة : 25] « 16 » .

وقال أبو جعفر عليه السّلام ، في قوله : ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وهو القتل . وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ .

قال : وقال رجل من بني نصر بن معاوية ، يقال له : شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو أسير في أيديهم : أين الخيل البلق والرّجال عليهم الثّياب البيض ؟ فإنّما كان قتلنا بأيديهم ، وما كنّا نراكم فيهم إلّا كهيئة الشامة ؟ قالوا :

تلك الملائكة « 17 ».

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « السّكينة : الإيمان » « 18 ».

________________

( 1 ) في « ط » : بثمانمائة ، وفي بحار الأنوار : ج 104 ، ص 227 ، ح 56 : بيمينه .

( 2 ) في بحار الأنوار : وإنّي ، والظاهر وجود سقط في هذا الموضع .

( 3 ) تفسير العيّاشي ج 2 ، ص 84 ، ح 37 .

( 4 ) تفسير العيّاشي ج 2 ، ص 84 ، ح 39 .

( 5 ) أوطاس : واد في ديار هوازن ، فيه كانت وقعة حنين . « معجم البلدان ج 1 ، ص 281 » .

( 6 ) وقيل : الجعشمي . . . رئيس جعشم ، وهما تصحيف ، انظر جمهرة أنساب العرب : ص 270 .

(7 ) الحزن ؛ ما غلظ من الأرض . « الصحاح - حزن - ج 5 ، ص 2098 » .

( 8 ) الضّرس : أكمة خشنة . « الصحاح - ضرس - ج 3 ، ص 942 » .

( 9 ) الدهس : المكان السهل اللين . « الصحاح - دهس - ج 3 ، ص 931 » .

( 10 ) أي الصغيران .

( 11 ) العوان من الحروب : التي قوتل فيها مرّة ، كأنهم جعلوا الأولى بكرا . « الصحاح - عون - ج 6 ، ص 2168 » .

( 12 ) خبّ ووضع : كلاهما بمعنى أسرع .

(13) الوطفاء : كثيرة الشعر ، والزّمع : جمع زمعة ، الشعرات المدلّاة في مؤخّر رجل الشاة والظبي ونحوهما ، والصّدع من الدوابّ : الشابّ القويّ ، والمراد فرس هذه صفاته .

( 14 ) الظّرب : الجبل المنبسط أو الصغير . « القاموس المحيط - ظرب - ج 1 ، ص 103 » .

( 15 ) الوطيس : التنّور ، وهو كناية عن شدّة الأمر واضطراب الحرب . « مجمع البحرين - وطس - ج 4 ، ص 123 » .

( 16 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 285 ، السيرة النبوية لابن هشام ج 4 ، ص 80 .

( 17 ) تفسير القميّ : ج 1 ، ص 288 .

( 18 ) الكافي : ج 2 ، ص 12 ، ح 3 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .