أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-2-2017
![]()
التاريخ: 6-5-2018
![]()
التاريخ: 13-11-2016
![]()
التاريخ: 2025-04-14
![]() |
الأهمية الاقتصادية للنيماتودا في البلدان العربية
Economic importance of phytonematodes in the Arab countries
يعاني مجال نيماتودا النبات في البلدان العربية فقراً شديداً في الدراسات والمعلومات المتعلقة بالأضرار والخسائر التي تعتري المحاصيل الزراعية جراء إصابتها بالأنواع المختلفة من نيماتودا النبات (2005 ,Abd-Elgawad and Aboul-Eid) . في الماضي، كان مثل هذا الوضع سائداً في مختلف أنحاء العالم، إما لصعوبة إجراء الدراسات الحقلية أو بسبب تعدد العناصر التي تتدخل في التأثير على نتائج الدراسات، أو لعدم توفر الوسائل والمنهجيات العلمية المعتمدة على مستوى المزرعة أو المنطقة أو القطر، إلا أن توفر المعادلات الرياضية في العقود الأخيرة جعل قياس نسبة الخسائر أمراً ممكناً . ولكن رغم ذلك، فإن الدراسات الحقلية في البلدان العربية التي تستهدف إعطاء تقديرات للمعدل السنوي للخسائر التي تتعرض لها المحاصيل الزراعية جراء إصابتها بنيماتودا النبات ما زالت محدودة للغاية. معظم التقديرات المتاحة حاليا هي في واقع الأمر نسب يقدرها أصحاب الخبرة من المعنيين والمختصين في نيماتودا النبات في البلدان العربية المختلفة. وتأتي هذه التقديرات إما من متابعة التقارير العلمية المستقاة من نتائج البحوث العلمية التي أجريت في البيوت الزجاجية أو في الحقول المغطاة أو المكشوفة، أو من خلال تقدير ذوي الخبرة للعلاقة المرضية بين أعداد النيماتودا المعنية وقدرتها على إحداث أضرار، أو خسائر بنسب معينة في كمية ونوعية المحصول مع مراعاة الظروف المؤثرة السائدة.
تختلف تقديرات الخسائر الناجمة عن إصابة المحاصيل الزراعية بالنيماتودا اختلافاً بينا، وذلك وفقا لنوع النيماتودا وأعدادها، وحساسية المحصول للإصابة، والظروف الأخرى المرافقة. ففي بعض الحالات تصل النسب المئوية للخسائر أو الأضرار إلى ما يزيد عن 50% وقد تصل إلى 90% مثل هذه التقديرات تعود عادة إلى عدوى شديدة بالنيماتودا في تجارب تتم في البيوت الزجاجية أو البلاستيكية. ولكن عند تقدير الخسائر على مستوى الحقل أو البلد أو المنطقة، فإن باستطاعة الخبير أن يقدر تفاوت الإصابة بين الحقول، وأن الضرر العام الناجم عن الإصابة بأحد أنواع النيماتودا المرافقة أو المسببة للحالة المرضية يكون عادة في نطاق او مستوى يتفاوت بين اقل من 5 % الى ما يزيد قليلا عن 20 % (الجدول التالي)، فيما عدا حالات خاصة قد تكون استثنائية.
جدول يبين: تقدير الخسائر المحصولية السنوية الناتجة عن الاصابة بنيماتودا النبات على المستوى العالمي.
وفي ضوء ما بينا سوف نجتهد في وضع تصور أولي لمدى الأضرار والخسائر التي تعتري بعض المحاصيل الزراعية في الوطن العربي، مستلهمين نتائج الأبحاث العلمية المنشورة من جهة، ومستعينين بآراء بعض من تفضلوا بتقديم آرائهم وخبرتهم الخاصة من بعض الزملاء في البلدان العربية المختلفة (وذلك من خلال تعبئة استبانة خاصة).
1- الدراسات والبحوث في البلدان العربية
في محاولة لمعرفة أعداد الدراسات التي تناولت أجناس نيماتودا النبات الأكثر أهمية في البلدان العربية، تم استعراض 875 بحثاً (لا تشمل دراسات مسوحات النيماتودا). ولقد تبين أن نيماتودا تعقد الجذور استحوذت على 57.1% من عدد البحوث، تلتها في ذلك كل من نيماتودا الموالح 8,8 %، الحوصلات 7.3%، الكلوية 7.2% ، ونيماتودا التقرح 5,5 % أما الأجناس التي نالت درجة أدنى من الاهتمام فقد شملت نيماتودا جذور الأرز 4,0 %، السوق والأبصال 3.1 %، تثألل الحبوب 2,2 %، الحلزونية 1,6% ، والتقزم 1,5 ، أما مجموعة النيماتودا الخنجرية والإبرية وتقصف الجذور فقد استأثرت بمجموعها على 1.7% فقط من مجموع الدراسات في البلدان العربية.
وفيما يتعلق بأعداد البحوث العلمية التي استهدفت نيماتودا تعقد الجذور في البلدان العربية، فقد شمل الاستعراض 1673 حالة (شملت أيضاً دراسات المسوحات) تبين أن 43 % من الدراسات تناولت النوع Meloidogyne incognita ، 35% النوع M. javanica، 1% النوع M. arenaria ، وعدداً قليلاً جداً من M. hapla. أما البقية وهي 21 % من الحالات فلم يتم فيها تحديد النوع المستهدف (أي Meloidogyne spp) ولوحظ أن النوع M. incognita استأثر بنسبة عالية من البحوث التي أجريت في مصر وهو أيضاً النوع السائد في السودان، وربما كان لزراعة محصول القطن على نطاق واسع أثر في هذا الوضع باعتبار أن القطن لا يصاب بالنوع M. javanica.
هناك العديد من التجارب العلمية التي تناولت أنواعاً من النيماتودا وتأثيراتها على محاصيل معينة، منها ما أجرى في البيوت الزجاجية Pot experiments ، ومنها ما أجري في الحقول Field experiments . وكان الهدف من هذه الدراسات إيجاد العلاقة بين أعداد النيماتودا ومقدار الضرر الذي تحدثه على عناصر نمو النباتات أو إنتاجيتها . ففي البيوت الزجاجية، تتم العدوى بمستويات مختلفة قليلة متوسطة وعالية من النيماتودا مقارنة مع تربة خالية من النيماتودا. بينما في الحقل، فإما أن تعامل التربة لمكافحة النيماتودا ومن ثم تضاف النيماتودا المعنية بمستويات مختلفة، أو تجري التجربة في تربة موبوءة طبيعياً بمستويات مختلفة من النيماتودا.
2- النيماتودا الأكثر أهمية في البلدان العربية
The most important phytonematodes
1- نيماتودا تعقد الجذور (Meloidogyne spp.)
أجريت تجارب عديدة في البلدان العربية داخل البيوت الزجاجية لدراسة العلاقة بين أعداد النيماتودا ومقدار الضرر الذي تحدثه على النباتات Nematode damage function . فبالنسبة للتجارب التي استعملت فيها النيماتودا M. incognita تبين أن هناك علاقة عكسية جوهرية بين المستويات العالية من النيماتودا وعناصر النمو الخاصة بالموز (خير وزملاؤه، 2004 ؛2003 ,.Eissa et al) والبطاطا (El-Sherif and F. Mostafa 1983) على سبيل المثال، وتناقص نمو نباتات الشمندر السكري بمقدار 77 % على المجموع الجذري و 90% على المجموع الخضري (1983 .Al-Zarari, et al). كما تفاقم تأثير النيماتودا بوجود فطر الفيوزاريوم ممثلاً في التبكير بحدوث ذبول نباتات القطن (1982 ,.Ibrahim, et. al)، وماتت جميع نباتات الشمام (Naji and Abu-Gharbieh 2004) . أما بالنسبة للنوع M. javanica فقد نقصت معايير نمو البندورة بين 0,8 - 2 % مع كل 10% زيادة في أعداد النيماتودا الابتدائية (Pi) من البيض. كما تفاقم الضرر بوجود فطريات ممرضة أخرى مرافقة مثل الفيوزاريوم على الشمام ( Naji and Abu-Gharbieh 2004) حيث ذبلت جميع النباتات (100%) قبل نضج الثمار، ووجود Rhizoctonia solani على الباذنجان (جبر وزملاؤه، 2002) حيث قلت نسبة الإنبات بمقدار 46% وزادت شدة الإصابة الى 85 %.
وفي البيوت الزجاجية والمحمية أيضاً، فقد أجريت تجارب لتقدير الضرر على النباتات نتيجة مكافحة النيماتودا مقارنة بالشاهد غير المعامل. ففي التجارب التي استخدمت فيها M. incognita ، نقصت أعداد إناث النيماتودا بمقدار 85 % و 93 % باستخدام مساحيق البقدونس والبرتقال، على التوالي. كما زادت معايير نمو نباتات عباد الشمس جوهرياً (1998 Amin and Youssef,). وفي تجربة أخرى أمكن إيقاف فقس بيوض M. incognita . بمقدار 63 % وموت أعداد كبيرة من J2 لدى استخدام مستخلصات نباتات Tagetes لمكافحة النيماتودا على البندورة (2001 ,Sellami and Zemmouri)، وعند مكافحة M. javanica على عباد الشمس باستخدام المكافحة الحيوية (Trichoderma) لوجود فطر الفيوزاريوم، أدى ذلك إلى زيادة معنوية في معايير نمو النباتات، ونقص معنوي في أعداد الفيوزاريوم والنيماتودا (2001 ,Haggag and Amin). وفي تجربة مماثلة (Ibrahim, 1994) تمت مكافحة M. javanica على البندورة والباذنجان بطرق إحيائية، خفض الفطر Paecilomyces lilacinus من تكاثر النيماتودا بمقدار 65 - 83% وكذلك خفضت المادة الإحيائية Nemout بمقدار 40 - 66%، وارتفعت معايير المجموع الخضري والجذري جوهرياً.
من جهة أخرى، أجريت تجارب حقلية بعضها في أحواض صغيرة Microplots وبعضها الآخر في أحواض أو قطع أراضي حقلية. ففي إحدى التجارب التي أجريت في أحواض صغيرة على ستة أنواع من البقوليات أظهرت المستويات العالية من M. incognita. تأثيرات سلبية جوهرية على نمو النباتات (الأخضر وزملاؤه، 2000)، وكذا من M. javanica على نمو البندورة في وادي الأردن (صالح والمومني، 1986).
وفي وادي الأردن، أجرت ابتسام يونس (1995 ,Unis) دراسة حقلية لتقدير الخسائر الناتجة عن إصابة نباتات البامية بالنيماتودا M. javanica ، وذلك في تربة احتوت على أعداد متفاوتة من الكثافة الأولية للنيماتودا (Pi). ظهرت علاقة عكسية قوية بين محصول البامية والكثافة الأولية حسب المعادلة (Y = 822.5 - 112.9 LnX) حيث Y = محصول البامية ، X = الكثافة الأولية، كما أظهرت النتائج علاقة قوية عكسية بين كمية المحصول مع دليل تعقد الجذور، كما تبين وجود علاقة قوية ما بين دليل تعقد الجذور في نهاية الموسم والكثافة الأولية. كما أظهرت النتائج، أنه إذا كانت نسبة أقل أو تساوي 5% خسارة في المحصول الناتج مقبول للمزارع، فإن وجود كثافة أولية أقل أو تساوي 1,5 J2 لكل 100 / سم3 تربة، ودليل تعقد الجذور أقل من 0,1 في منتصف الموسم، فإنه يمكن تحملها. وخلصت الدراسة إلى أنه من الممكن توقع مقدار الخسارة من المحصول الناتج وذلك بتحديد أعداد J2 ودليل تعقد الجذور في الوقت المناسب.
وفي تجارب حقلية أخرى أجريت في مصر (Youssef and Abd-Elgawad 1993) تبين أن النيماتودا M. incognita أدت إلى خسارة مقدارها 17% من إنتاجية الكوسا . كما أدت مكافحة النيماتودا بالمبيدات الكيميائية (1993 ,Youssef) إلى زيادة الإنتاجية بمقدار 51,8 % و 19,1 % باستخدام Aldicarb و Oxamyl ، على التوالي. وفي تجربة أخرى زادت إنتاجية الباذنجان بمقدار 204، 142 ، 72 و 100 % باستخدام 1.3 D و Oxamyl و Phenamiphon ، والزراعة بعد فترة بور نظيف، على التوالي (Al-Hazmi, 1985a).
وبشكل عام، أظهرت نتائج البحوث العلمية التي أجريت في البلدان العربية أن الإصابة الشديدة بنيماتودا تعقد الجذور M. javanica تسبب في غالبيتها خسائر تتراوح بين 40-60 % على محاصيل الطماطم والباذنجان والتبغ في البيوت الزجاجية (اسطيفان وآخرون، 1977 أ؛ 1979 ,Abu-Gharbieh) و 10-30 % على الكوسا والخيار، وقدرت بحوالي 20 - 30% على العنب. أما التقديرات الحقلية لهذا النوع فإنها تقدر بين 10 - 20% على محاصيل الخضروات عامة (أبو غربية، 1994) . ولكن يبدو أن النوع M.incognita أقل ضرراً إلى حد ما على المحاصيل المختلفة، حيث يستنتج من التقديرات المتاحة أن خسائر الخضروات تتراوح بين 10 - 15 %. أما بالنسبة للنوع M. arenaria فلا تتوفر أية تقديرات بالخسائر التي تسببها في البلدان العربية.
2- نيماتودا تقرح الجذور (Pratylenchus spp.)
أشارت التقديرات إلى أن الخسائر المترتبة عن أنواع هذه النيماتودا في مصر تقدر بحوالي 10، 20، 30، و 50 % على كل من البطاطس، والكوسا، والخيار، والطماطم، على الترتيب؛ وبحوالي 10 % على القمح، و 5 - 20 % على أشجار الفاكهة، خاصة العنب. وفي دراسة أجراها Kheir (1972) أظهرت وجود خمسة أنواع على الذرة، ولكن النوع P. zeae هو السائد ويشكل حوالي 85 % من تلك الأنواع. وكذلك فقد ظهرت شواهد مماثلة على نباتات الذرة الشامية في تربة موبوءة طبيعيا بالنوع P. zeae (معوض وكريم، 2009) فيما لم يتم تحديد حد الضرر Damage threshold للنيماتودا بسبب عدم بلوغ كثافة العدوى للمستوى المطلوب.
وفي دراسة في العراق قدرت الخسائر التي تسببها نيماتودا التقرح على قصب السكر بحوالي 5-10 % (1983 .Al-Zarari, et al). وفيما عدا ذلك، ورغم وجود هذه النيماتودا في جميع البلدان العربية، ورغم إدراك أهميتها الاقتصادية على العديد من المحاصيل، الا أن الدراسات حول تأثيراتها والخسائر التي تسببها شحيحة للغاية.
3- نيماتودا الحمضيات / الموالح
(Tylenchulus semipenetrans spp.)
تراوحت تقديرات الأضرار والخسائر التي تسببها هذه النيماتودا على أشجار الحمضيات بين 7% في السودان إلى 50% في العراق. وفي حين تراوحت معظم التقديرات البحثية في البلدان العربية المختلفة بين 30 - 40 % (اسطفان وآخرون، 1977 ب)، فإن التقديرات على المستوى الحقلي تتفاوت بين 10-20 % تزداد أعداد النيماتودا في الأراضي الرملية الخفيفة الى مستويات عالية كما هو الحال في العراق وفلسطين المحتلة وبعض الأراضي في مصر، ولكنها تقل في الأراضي والترب الطينية والطميه كما في وادي الأردن (2004 ,Al-Azzeh and Abu-Gharbieh) وبعض الترب المصرية. ولكن يجب مراعاة أنه بالرغم من عدم وصول أعداد النيماتودا في الأراضي الثقيلة الى مستويات عالية الا أن الضرر الذي ينتج عن الإصابة قد يكون كبيراً، وذلك لأن أشجار الحمضيات تحت هذه الظروف تنمو تحت ظروف إجهاد بيئي قاس.
4- النيماتودا الحوصلية (Heterodera spp.)
استأثر النوع H. avenae على القمح والشعير بمعظم الدراسات الخاصة بالأضرار والخسائر التي تحدثها هذه النيماتودا الحوصلية على القمح والشعير في المنطقة العربية. فقد أظهرت الدراسات العلمية أنه كلما زادت الكثافة العددية للنيماتودا تنخفض معايير نمو وإنتاجية المحاصيل المصابة. فعند مستويات الكثافة العددية العالية انخفضت إنتاجية القمح والشعير إلى 92 و 77 % في السعودية (1999 ,.Ibrahim et al)، وإلى 96 و 86 في تونس (قشوري وآخرون، 2007)، على التوالي. كما انخفضت إنتاجية القمح بمقدار 57 % في سورية (حسن، 2008) و 50 % في المغرب (رماح، 1994). ولكن على مستوى التقديرات الحقلية فقد قدرت الخسائر بين 15 - 30 % في السعودية (1999 ,.Al-Hazmi et al) وتونس (قشوري وآخرون، 2007).
ومن الأنواع الأخرى للجنس Heterodera، فقد قدرت خسائر القمح والشعير المتسببة عن H. latipons في الأردن بحوالي 5% (2004 .Al-Abed et al). كما يسبب النوع H. schachtii الذي يصيب الشمندر/ الشوندر السكري في سورية خسائر تقدر بحوالي 50% (البلخي وآخرون، 2006).
5- نيماتودا ثأليل الحبوب (Anguina tritici)
تشير التقديرات والدراسات البحثية إلى فقد عال في إنتاجية الشعير وصلت إلى 73 % في العراق (الطائي وآخرون، 1993)، وإلى 50 % في سورية (الزينب وآخرون، 2000). الا أن التقديرات الحقلية الميدانية تظهر أن الخسائر تتفاوت بين 15 - 20 % على القمح و 25-30 % على الشعير في كل من شمال سورية وشمال العراق (1990 ,Stephan and Antoon) ، بينما تقل هذه النسبة إلى 10-12 % في شمال الأردن (1987 , Abu- Gharbieh). هذه النسب قد تكون متوقعة في السنوات التي تهطل فيها أمطار ربيعية، حيث تزداد الإصابة والخسائر بارتفاع الرطوبة في أواخر موسم النمو. أما في السنوات قليلة الأمطار الربيعية فإن نسب الإصابة قد تقل إلى النصف أو ما دون ذلك.
6- نيماتودا السيقان والأبصال (Ditylenchus dipsaci)
تشير التقارير إلى انتشار هذه النيماتودا في بلاد الشام وفي بلدان المغرب العربي كما تبين الأهمية الاقتصادية للنيماتودا على محاصيل العائلة البقولية، وخاصة على الفول القبرصي Vicia faba) broad beans) في كل من سورية والأردن والجزائر يتفاقم ضرر النيماتودا على المحاصيل العوائلية مع زيادة الرطوبة في أوائل فصل الربيع نتيجة لهطول الأمطار المتأخرة. قدرت الخسائر على الفول فيما بين 10-15 % في الأردن -Abu 1987 ,Gharbieh و 5 % على البرسيم الحجازي في العراق (1987 Stephan) .
7- النيماتودا الكلوية Rotylenchulus reniformis)
في مصر، تسبب هذه النيماتودا خسائر مهمة تقدر بحوالي 10 - 20 % على محاصيل البطاطس والكوسا والبصل وأشجار العنب والموالح والموز ( ,Abd El-Hameed 1974 .Salem et al ;1976). ودرس Kesba (1999) تأثير مستويات مختلفة من هذه النيماتودا على العنب، ووجد أن المستويات العالية قد خفضت معنوياً من أوزان المجموع الجذري والخضري للنباتات وصلت في أقصاها إلى 50%. وفي تجربة أخرى لمكافحة هذه النيماتودا باستخدام الفطر Trichoderma (بوجود الفيوزاريوم)، وجد أن الفطر أدى إلى زيادة جوهرية في نمو عباد الشمس ونقص معنوي في أعداد النيماتودا الفيوزاريوم (2001 ,Haggag and Amin). وفي السعودية، وجدت النيماتودا لأول مرة بكثافة عالية في بساتين النخيل في منطقة القصيم (الريحاني، 2004)، كما وجدت في بساتين الرمان وعلى محاصيل الكوسا والبرسيم.
8- النيماتودا الحلزونية (.Helicotylenchus spp)
وجدت النيماتودا الحلزونية في جميع البلدان العربية التي أجريت فيها مسوحات عامة تتعلق بنيماتودا النبات، وأمكن تعريف عدد من الأنواع السائدة على محاصيل معينة في بعض البلدان. إلا أن الأبحاث والتجارب العلمية لم تتطرق إلى اقتصاديات إصابة هذه النيماتودا للمحاصيل الزراعية المختلفة. أما في مصر فقد قدرت الخسائر الحقلية التي تسببها بحوالي 7% على الموالح، 20 % على الموز (H. multicinctus)، 20 % على العنب، 10% على القمح.
الخلاصة Conclusion
مما تقدم يمكن الاستنتاج بأن للنيماتودا المتطفلة على النباتات دوراً مهماً في تقليل معدلات نمو النباتات وإنتاجيتها، والتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة للمحاصيل الزراعية في الوطن العربي. إلا أن المعلومات المتاحة الخاصة بتحديد كميات ونسب الأضرار التي تسببها الأنواع المختلفة من النيماتودا والخسائر المادية التي تلحقها بالمحاصيل الزراعية المختلفة شحيحة للغاية. ويبدو أن الوقت مبكر نسبياً في الوقت الحاضر ، لوضع قائمة بالخسائر المحصولية الناجمة عن الإصابة بنيماتودا النبات في البلدان العربية.
غير أنه - وبشكل عام وأولي- يمكن ترتيب نيماتودا النبات تنازلياً حسب أهميتها الاقتصادية في المنطقة العربية، على النحو التالي:
أ. تأتي نيماتودا تعقد الجذور Meloidogyne spp في المرتبة الأولى في جميع البلدان العربية دون استثناء.
ب. بعد ذلك، وبشكل تنازلي مبدئي ، تأتي نيماتودا التقرح .Prarylenchus spp ، ثم نيماتودا الموالح/ الحمضيات Tylenchulus semipenetrans ، ثم النيماتودا الحوصلية .Heteroder . pp ، ثم نيماتودا تثألل الحبوب Anguina tritici ثم نيماتودا السوق والأبصال Ditylenchus dipsacia (وهذه الأخيرة تسود في بلاد الشام وبلدان المغرب العربي). أما النيماتودا الكلوية Rotylenchulus reniformis فإنها تصيب العديد من المحاصيل خاصة في مصر.
ج. وفيما عدا ذلك، فقد رافقت المحاصيل الزراعية أجناساً أخرى من النيماتودا، مثل بعض أنواع النيماتودا الحلزونية .Helicotylenchus spp و Rotylenchus .spp، ونيماتودا التقزم .Tylenchorhynchus spp ، وكذلك مجموعة أجناس النيماتودا الخنجرية .Xiphinema spp ، والإبرية .Longidorus spp وتقصف الجذور Trichodorus spp ، و .Paratrichodorus spp. إلا أن أنواع هذه المجموعة من النيماتودا لم تحظ بالاهتمام البحثي المناسب لإظهار أهميتها الاقتصادية وأضرارها على المحاصيل الزراعية المهمة في الوطن العربي.
ولقد أظهرت نتائج الاستبانة أو الاستطلاع الذي استجاب إليه عدد من الزملاء من البلدان العربية المختلفة، أن نيماتودا تعقد الجذور تعد الأشد ضرراً، وتلحق أكبر الخسائر التي طالت بشكل خاص الخضروات من محاصيل العائلتين الباذنجانية القرعية، وخاصة تلك المزروعة في البيوت المحمية. كما أظهرت المعلومات المتوفرة تعرض القمح والشعير لنيماتودا حوصلات الحبوب Heterodera avenae في عدد من البلدان العربية، خاصة في السعودية، والنيماتودا الحوصلية H. latipons في بلاد الشام ، و H. zeae على الذرة في مصر. أما الأشجار المثمرة فقد أظهرت إصابات شديدة بالنيماتودا من أهمها نيماتودا الحمضيات/ الموالح Tylenchulus semipenetrans في جميع البلدان العربية تقريباً، ونيماتودا تعقد الجذور على أشجار اللوزيات.
وقد كانت هناك حالات خاصة تسترعي الانتباه، منها نيماتودا جذور Hirschmanniella oryzae على الأرز في مصر، ونيماتودا حوصلات البنجر Heterodera schachtii على القطن شمال سورية، ونيماتودا حوصلات البطاطس Globodera rostochiensis على البطاطا / البطاطس، في المناطق الباردة في كل من لبنان والجزائر.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|