أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-24
![]()
التاريخ: 2025-03-28
![]()
التاريخ: 14-1-2017
![]()
التاريخ: 13-1-2017
![]() |
وقد دلت النقوش المكشوفة حديثًا على أن الملك «شاماشي-أداد الأول» كان معاصرًا للملك «حمورابي» وأنه ساعده في حروبه التي شنها على عيلامي مدينة «لارسا».
ونحن نعلم الآن أن «حمورابي» كان يحكم حوالي عام 1791–1749ق.م، بل لقد ذهب بعض المؤرخين إلى أنه حكم من حوالي عام 1728–1686 ق.م أو 1704–1662 ق.م، هذا؛ وكان التاريخ المتفق عليه لحكم «حمورابي» عند جمهرة المؤرخين هو من 2003–1961 ق.م، وعلى ذلك فإن الفجوة التي كانت ترى في تاريخ «آشور» وتقدر بنحو مائتي سنة لا أصل لها تقريبًا، وتدل الآثار على أنه كانت توجد في بلدة «آشور» حامية بابلية، وكان على أمير المدينة أن يساعد مليكه طوعًا أو كرهًا في حروبه التي شنها على مدينة «لارسا» ويوجد في متحف جامعة «بنسلفانيا» عقد ذكر فيه اسم «شاماشي-أداد» في صيغة يمين، وقد كتب اسمه بالقرب من اسم «حمورابي»، يضاف إلى ذلك أن اسم «شاماشي أداد» هذا قد جاء في نقوش كثيرة من أسطوانة ذات طابع بابلي.
وبعد ذلك ندخل في عصر مظلم تام من تاريخ «آشور» حتى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وأول ما نجد اسم «آشور» في هذا العهد في حكم الملك «تحتمس الثالث»؛ إذ نجده بعد أن عاد من حملته المظفرة على بلاد النهرين في السنة الرابعة والعشرين من حكمه إلى مصر كان يستقبل رسولًا من «آشور» يحمل إليه اللازورد والهدايا الأخرى، ويحتمل أن الملك الآشوري الذي كان يحكم وقتئذٍ هو الملك «أشير-رابي» أو «أشير-نيراري» وتكشف لنا خطابات «تل العمارنة» عن مركز بلاد الشرق الدولي في نهاية القرن الخامس عشر ق.م، هذا بالإضافة إلى أن الوثائق التي كشف عنها في «بوغاز كوى» وهي التي أقيمت على أنقاض عاصمة بلاد «خيتا» القديمة تمدنا بمعلومات ثمينة في هذا الموضوع، وقد تحدثنا عن ذلك بإسهاب في الجزء الخامس من مصر القديمة، ويتلخص الموقف فيما يأتي:
كان «أمنحتب الثالث» يحكم وقتئذٍ مصر وكان ساحل «سوريا» تحت سيطرته وكان ينقسم إقليمين: القسم الأول وهو الجنوبي كان يشمل بلاد «كنعان»، والقسم الشمالي ويحتوي بلاد «عامور» وكان يجاور بلاد «عامور» مملكة «خيتا» التي امتدت حدودها وقتئذٍ في آسيا الصغرى إلى ما بعد جبال «توروس»، ومن الشرق امتدت على نهر «الفرات» حيث اتصلت بمملكة متني التي كانت تمدها من الشرق بلاد «آشور» المسيطرة عليها.
ولا نعرف على وجه التأكيد أصل قومي «خيتا» «ومتني» وكان سكانهما يعبدون الآلهة «أندرا» «وفارونا» «ومترا»، وكان قوم «خيتا» يقومون منذ زمن بعيد بدور هام في التاريخ منذ القرن العشرين، فقد غزوا بلاد «مسوبوتاميا» واستولوا على «بابل» وقضوا على أول أسرة في هذه المدينة، وكان الملك الخيتي المعاصر «لأمنحتب» الثالث يدعى «شوبيلوليوما» أما ملك المتني فكان يدعى «دوشرتا» وهو صهر ملك مصر وقتئذٍ؛ إذ قد تزوج من إحدى أخواته، وكان ملك «خيتا» قد هاجم ملك «المتني» هذا ولكنه لحسن الحظ صده وغنم منه غنيمة كبيرة أرسل منها عربة وجيادًا لملك مصر، كما أرسل للملكة أخته التي كانت في البلاط المصري أدوات زينة محلاة بالصور، وقد امتد سلطانه على «نينوة»، والظاهر أن الإلهة «إشتار» معبودة كل من البابليين والآشوريين كانت في الأصل إلهة متنية، وهذه الإلهة كانت فيما مضى قد قامت برحلة إلى بلاد «مصر»، وقد بقيت في نفسها أحسن الذكريات لهذه الزيارة بسبب الاستقبال العظيم الذي استقبلت به في أرض الكنانة، وقد اقترحت أن تعود إلى مصر مرة أخرى وأعلنت ذلك لملك «المتني»، وقد أهدى الفرعون في مناسبة من المناسبات للملك «دوشرتا» عشرين «تلنتا» (التلنت = 25 كيلو جرام من الذهب أو الفضة) من الذهب، وقد أوقد هذا العمل نار الغيرة في نفس ملك «آشور» المسمى «آشور أوباليت» 1363–1328ق.م حتى إنه طلب في الحال إلى ملك مصر أن يهديه مثل هذه الهدية، وكان ملك «بابل» المسمى «بورنابورباش» وقتئذٍ يدعي السيادة على «آشور»، ومن أجل ذلك اشتكى واحتج على ملك مصر بقوله: «إن الآشوريين هم من رعاياي وليس لهم الحق في أن يتعاملوا مباشرة مع الفرعون».
والواقع أن كل هؤلاء الأقوام كانوا يتنازعون السلطة على ساحل سوريا الذي كان سوق التجارة المشتركة وكانت أقوى منازع بينهم هي بلاد «الخيتا»، وقد عملت «خيتا» على إيقاظ نار الفتنة بين «الأمراء العاموريين» الذين كانوا يسكنون في هذه الجهة كما عملت جهدها لفصلهم عن مصر التي كانت تسيطر عليهم وقتئذٍ، وقد وصل ملك «خيتا» بمجهوداته هذه إلى تثبيت قدمه في وادي «الأرنت» (نهر العاصي) ولكن «أمنحتب الثالث» أرسل إليه جيشًا وانتصر عليه وطرده من هذه الجهة، ولكن «شوبيلوليوما» انتقم لنفسه من «دوشرتا» ملك «المتني» بتخريب حدود بلاده ثم عاد إلى «سوريا» واستولى على «حلب».
ولما تولى «إخناتون» عرش مصر لم يظهر أي اهتمام بالحروب الداخلية التي كانت منتشرة في كل أنحاء «سوريا»، ولذلك نجد أن أحد أمراء العاموريين المسمى «أزيرو» قام بحملة مظفرة على الإمارات المجاورة له فبسط بذلك سلطانه على جزء من سوريا، ولكنه مع ذلك كان يعترف بالسيادة المصرية على بلاده، وقد ذهب إلى مصر ليقدم فروض الطاعة لفرعونها، ولكن ملك خيتا «شوبيلوليوما» عده خائنًا وهاجمه وهزمه واستولى على «سوريا» وقضى بذلك على النفوذ المصري هناك جملة، وفي أثناء ذلك هبت نار ثورة في بلاد «المتني» قتل في خلالها ملكها «دوشرتا»، وتولى الحكم من بعده ابنه «ماتيوز»، وعقد معاهدة مع ملك «الخيتا»، ولم تلبث «آشور» أن أسرعت في تخريب بلاد «متني» ولكن «شوبيلوليوما» رد على ذلك بتزويج أخته من الملك «ماتيوزا» وأقره ثانية في ملكه غير أنه عامله معاملة التابع، وبعد ذلك بزمن قليل تولى «مورسيل» عرش بلاد «خيتا» وكان وقتئذٍ يحكم إمبراطورية تمتد حتى بلاد «آشور» من جهة الشرق وحتى جبال الكرمل والجليلي من الجنوب، ولكن هذا الملك الشاسع لم يدم طويلًا فقد هزم «مورسيل» الملك «سيتي الأول» في موقعة في إقليم قادش على نهر «الأرنت» ثم حاربه بعد ذلك «رعمسيس الثاني»، وبعد موته أخذ ملكه يتناقص شيئًا فشيئًا في عهد ولديه «موتالو» «وخنوسيل» حتى اضطر الأخير إلى عقد صلح في السنة الواحدة والعشرين من حكم «رعمسيس الثاني» حوالي عام 1279ق.م، ولم تلبث مصر نفسها أن أخذت في التدهور كما فقدت بابل كل نفوذها في الشرق، وهذه هي اللحظة التي اقتنصها «العبرانيون» ليستوطنوا فيها بلاد «كنعان»، كما انتهزت طوائف أخرى من الآراميين هذه الفترة ليتسربوا إلى حدود «آشور» «وبابل».
وكان على الملك «آشور أوباليت» أن يصلح عاصمة ملكه «آشور» التي كان جدارها قد تهدم حديثًا، ومن المحتمل أن ذلك كان أثر حصار ضرب حولها، كما كان عليه أن يقيم معبدًا في «نينوة»، وتحدثنا النقوش أن هذا الملك قد حارب «السوباريين» في الشمال الغربي من مملكته ومد في حدود بلاده من هذه الجهة، أما في «بابل» فإنه تدخل في حرب على الحزب الكاسي الذي كان قد قتل حفيده «كارا إنداش» وضمن العرش لحفيده وهو «كوريجا لزو الثالث».
|
|
الصين.. طريقة لمنع تطور قصر النظر لدى تلاميذ المدارس
|
|
|
|
|
ماذا سيحدث خلال كسوف الشمس يوم السبت؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الدينية يختتم محاضراته الرمضانية في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)
|
|
|