أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-29
![]()
التاريخ: 12-1-2017
![]()
التاريخ: 2025-03-28
![]()
التاريخ: 13-1-2017
![]() |
تولى الملك «تجلات بليزر» بن الملك «آشور ريشيشي» وفي زمنه أخذت «آشور» تمد فتوحها حتى البحر الأبيض المتوسط.
وتحدثنا نقوش المخاريط التي عملها من أربع نسخ ووضعها ودائع أساس لكل من الإلهين «إنو» «وإداد» في «آشور» عن الحملات التي قام بها في سني حكمه الخمس، وفيها يقول إنه هاجم أولًا «الموسكيين» وهم من سكان الجبال في شمالي «كومجين»، وهذا الإقليم كان يدفع فيما مضى في عهد الملك «توكولتي نينورتا» الجزية لبلاد «آشور»، ولكنهم كانوا قد استردوا استقلالهم التام منذ ستين سنة، وقد نزل عشرون ألف رجل يقودهم خمسة ملوك في «كومجين» لمحاربة «آشور»، فجمع لذلك ملك «آشور» حشوده واخترق تلال «كاشياري» الواقعة فوق «نصبين»، وانقض على «الكومجيين» وأسر منهم ستة آلاف، واستولى على غنيمة هائلة وقطع رءوس القتلى وحلى بها شرفات المدينة، وبعد أن فتح «كومجين» ضمها إلى إمبراطوريته، وفي السنة التالية سار على حسب أمر آلهة «آشور» نحو جبال «أرمينيا» في الوقت الذي كانت فيه جماعات من جنوده يقومون بهجمات على «كردستان» في غابات وعرة المسالك لم يكن قد اقتحمها ملك من قبل، وكانت العربات في هذا الإقليم الوعر لا يمكن استعمالها، فاعتمد في الطليعة على جنود المشاة، وقد خرب بلاد «كرهي» وبلاد «هريا» واستولى على الآلهة ونفى كل الأهلين وأخذ كل أمتعتهم ثم أشعل في مدنهم النيران.
وبعد ذلك بدأت الحروب مع قوم «نا إيري» فتحالف ثلاثة وعشرون ملكًا منهم على مقاومة الفتح الآشوري، ولكنهم هزموا واقتفى هذا العاهل أثرهم حتى بحيرة «وان»، واضطروا في نهاية الأمر أن يقبلوا الحماية «الآشورية» عليهم وأن يقدموا أولادهم رهائن على ولائهم، وكذلك فرض عليهم أن يقدموا ألفين ومائتي جواد وألفي رأس من الماشية.
وقد غادر «تجلال بليزر» آشور في السنة الخامسة من حكمه بعد أن حدد لنفسه يومًا سعيد الطالع على حسب رؤيا رآها في منام، وانقض على بلاد «سوهي» ثم صعد في نهر الفرات إلى أن وصل إلى «إيرام» التي كان يحتلها قوم «الأخلامي» وخربها، ثم واصل زحفه إلى «كركميش» (جرابيس) وهي حصن خيتي على نهر الفرات، ثم عبر النهر وأخضع بلاد «موتوسورو» التي تمتد بين جبال «طوروس» وما وراءها، وقد امتدت فتوحات هذا العاهل حتى بلاد «عامور» وهناك أخذ يصطاد الجاموس في سفح لبنان، ونزل في سفينة إلى «أرواد» وقتل «دلفينًا» في البحر الأبيض المتوسط وقد أصبح ساحل سوريا خاضعًا «لآشور»؛ إذ لم تجسر بعد على مهاجمة ممالك الآراميين ودمشق ولا مهاجمة إمارتي «صور» «وصيدا» اللتين استردتا استقلالهما.
وبعد مضي خمسة أعوام من حكمه أخذ «تجلات بليزر» يفاخر بأنه فتح بلاد اثنين وأربعين قومًا وأخضع ملوكهم، وسنرى بعد أن أخلافه المباشرين لم يكن في مقدورهم المحافظة على تلك الإمبراطورية الفسيحة الأرجاء، وأنه في خلال قرنين من الزمان كان في مقدور أقصى هذه البلاد الخاضعة لحكم «آشور» أن تخلع عن عاتقها الواحدة بعد الأخرى النير الأجنبي.
وقد قام «تجلات بليزر» بأعمال عظيمة سلمية في «آشور»، فأعاد بناء معبد الإلهين «آنو» «وأداد» الذي كان قد أقامه «شامشي أداد» قبل ذلك العهد بما يقرب من ستة قرون ونصف قرن، ثم خرب في عهد الملك «آشور دان» الذي كان قد وضع مشروع إعادة بنائه غير أنه لم ينفذ ما شرع فيه، وكذلك أصلح المعابد الأخرى الآشورية والقصور الملكية، وأقام من جديد جدران المدن، وجلب من البلاد المقهورة خيلًا وحميرًا وماشية، كما أحضر للصيد الملكي قطعانًا من الماعز الوحشي، وأمر بإحضار النباتات غير المعروفة في «آشور» لتزرع في بساتين ومزارع الملك كما فعل «تحتمس الثالث» في مصر (راجع مصر القديمة الجزء الرابع).
وقد شن «تجلات بليزر» في الجزء الأخير من حكمه حربين على بلاد «بابل» وانتصر في النهاية على ملكها «مردوك-نادين-آهى».
وقد خصص «تجلات بليزر» في نقوشه مكانًا للحملات التي قام بها للصيد والقنص، ولا يخفي على المطلع عليها ما فيها من مبالغات حيث يقول: «إن الإلهين «أورتا» «ونرجال» قد وضعا في قبضتي الملكية أسلحتهما المريعة وقوسهما الفاخر، وقد قتلت بأمر الإله «أورتا» الذي يحبني أربعة ثيران عظيمة وضخمة في حجمها في الصحراء في بلاد «متني» بالقرب من مدينة «أرزيكي»، وهي قبالة أرض «خاتي»، وذلك بقوسي الجبار وبحربتي المصنوعة من الحديد وبسهامي الحادة، وقد أحضرت جلودها وقرونها إلى «آشور» مدينتي، وذبحت عشرة فيلة في إقليم «حاران» وفي مركز نهر «الخابور»، وقبضت على خمسة فيلة أحياء وأحضرت جلودها وأسنانها مع الفيلة الأحياء إلى مدينة «آشور».
وكذلك ذبحت بأمر الإله «أورتا» الذي يحبني عشرين ومائة أسد بشجاعة الجَسور وبهجوم الجبار وأنا على قدمي، وكذلك قضيت على ثمان مائة أسد وأنا في عربتي بالحراب، وكذلك أحضرت أنواع حيوان الحقل وطيور السماء مما اصطدته».
وهذا المتن يذكرنا بحملات الصيد التي قام بها ملوك الأسرة الثامنة عشرة، وبخاصة الملوك «تحتمس الثالث» وابنه «أمنحتب الثاني» ثم «أمنحتب الثالث»، وكلهم كانوا معروفين بحبهم للصيد والقنص (راجع مصر القديمة الجزء الرابع، والجزء الخامس).
|
|
الصين.. طريقة لمنع تطور قصر النظر لدى تلاميذ المدارس
|
|
|
|
|
ماذا سيحدث خلال كسوف الشمس يوم السبت؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الدينية يختتم محاضراته الرمضانية في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)
|
|
|