تنظيم فقدان الماء في الحلم الزراعي

Water regulation in agriculral mite

لكي يتمكن الحلم من البقاء والعيش لابد أن يكون قادراً على مقاومة التقلبات في درجات الحرارة والرطوبة النسبية وعوامل البيئة المختلفة والتي يمكن ان تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في فقدان الماء من الحلم إن قدرة الحلم على البقاء في ظروف متباينة من درجات الحرارة والرطوبة يتم من خلال التكيفات التي يمتلكها الحلم لتنظيم عملية فقدان الماء من الجسم، هذه التكيفات توجد في جميع اطوار الحلم وكما يأتي:

أولا : تنظيم فقدان الماء في الأطوار المتحركة للحلم

Water regulation in movable stages

تستطيع الأطوار المتحركة للحلم من السيطرة على عملية فقدان الماء من خلال ما يلي:-

1- الجهاز الهضمي Digestive system: إن نسبة الماء الداخلة لجسم الحلم تصل إلى 20-25 % من الوزن الكلي للجسم في الساعة وعليه فإنه في الأجواء عالية الرطوبة يجب التخلص من كميات كبيرة من الفضلات السائلة عندما تتغذى أفراد الحلم بنشاط. ففي دراسة على موازنة الماء في الحلمة الحمراء العادية (Tetranychys urticae (Koch وجد أن نهاية المريء تكون في تلامس مع بداية الأمعاء الخلفية حيث ينتهي المريء في صمام مرتفع يشبه القمع داخل القناة الوسطى التي تكون أوسع من فتحة القمع ثم إلى الأمعاء الخلفية، حيث يهيئ هذا الصمام الاتصال الضروري للمرور المباشر للماء إلى القناة الخلفية، ويعمل تقلص العضلات الزهرية الطولية على غلق المدخل إلى القناة الخلفية على الصمام المريئي، وبواسطة هذا الفصل عن القناة الوسطى يمكن للمواد الدقيقة ان تدخل القناة الوسطى وللسائل ان يمر إلى القناة الخلفية وهذا يريح منطقة الهضم في إمرار حجم كبير من الماء وعليه فإن الغذاء في القناة الوسطى يظهر كأنه كريات غذاء زائداً مواداً جديدة من المادة الخضراء والمواد الأخرى في حالة زغبيه مما يدل على ابتلاع الغذاء الدقيق في القناة الوسطى. إن هذا الفصل بين الغذاء والسوائل في القناة الوسطى يؤدي إلى:

a- إن الجزيئات الصغيرة والايونات التي يحتاجها الحلم يتم امتصاصها في القناة الوسطى.

b- استمرار هضم المواد الصلبة المركزة في القناة الوسطى لوقت أطول.

c- يمكن لكميات كبيرة من الماء ان تمر بسرعة من الجهاز الهضمي وأن تلفظ دون حاجة إلى طاقة من أجل الامتصاص الاختياري والنقل إلى الجهاز القصبي من أجل الابراز .

2- الجهاز القصبي Tracheal system: من المعروف أن الحلم الأحمر لا يعيش في محيط مائي حقيقي لذلك فإن الأطوار المتغذية والتي في حالة الانسلاخ أو في حالة بيات يجب ان تحافظ على الماء، هذه الحيوانات الصغيرة ذات سعات جسمانية محدودة وذات مساحة خارجية واسعة بالنسبة لحجم الجسم. نتيجة لذلك فإن على الحلم ان يتكيف ميكانيكاً وكيميائياً ليتمكن من البقاء والعيش. لذلك فإن للحلم القدرة على التحكم بلوحات الثغور أو الفتحات التنفسية للسيطرة على انتشار الماء من الجهاز القصبي وهو أهم عامل في موازنة الماء في الحلم في الرطوبات النسبية الواطئة. إن السيطرة على فقدان بخار الماء من الجهاز القصبي محدد بمعدل النشاط الحيوي للحلم. ففي الظروف الجافة يتمكن الحلم من خفض استهلاك الأوكسجين وغلق الجهاز القصبي لفترات طويلة من الوقت.

3- الجليد Cuticle : يعمل الجليد عادة بمثابة مانع جيد للتبخر وفقدان ماء الجسم وإلى حد ما بمثابة عامل في السيطرة على فقدان الماء، ما لم تزداد درجة الحرارة عن المدى الحرج 45-50 م، فضلاً عن ذلك فإن الشكل الخارجي للجليد يلعب دوراً في تنظيم فقدان الماء من الجسم إذ لوحظ أن عدد الفصوص أو الدرينات الموجودة على الخطوط العرضية للجليد والتي تظهر بشكل زخرفة دقيقة ورفيعة على الحلم هذه الفصوص توجد على الأطوار المتحركة التي تتغذى بنشاط حيث تعمل هذه الفصوص على زيادة المساحة السطحية للجليد وبذلك تسمح بخروج الماء من الجليد بينما لوحظ أن إناث الحلم الساكنة أو الداخلة في بيات شتوي أو صيفي تفتقد لهذه الفصوص هذا يدل على ان هذه الفصوص لا تأخذ الماء إلى الجسم وإن غيابها يساعد على المحافظة على ماء الجسم.

4- السلوك Behaviour: يتمكن الحلم ايضاً من تجنب الماء باعتماد سلوكيات معينة منها مثلاً:

أ- الانتقال إلى اماكن محمية تتوفر فيها الرطوبة مثل ذلك تسعى أفراد الحلم شعرية الرسغ Tarsonemidae إلى الانتقال إلى محلات داخلية على النبات لكي تتخلص من التأثيرات الضارة لفترات الجفاف.

ب- تسعى بعض أنواع الحلم إلى المحافظة على الأطوار غير البالغة بإبقائها داخل جسم الأنثى حتى تصل طور البلوغ أو قريباً من ذلك كما في نوع (Penthaleus major (Duges حيث تتمكن الأنثى ان تنتقل مباشرة بعد ظهورها إلى اماكن مأمونة. مثال أخر في أفراد بعض اناث الحلم الحامل وبعد تنتفخ البطن لتصبح ردهة أو غرفة حاضنة تبقى الأفراد غير البالغة فيها بعيداً عن التأثيرات الخارجية، ولا تخرج حتى تصل طور البلوغ حتى انها قد تتزاوج داخل هذه الحجرة كما في حلمة الحبوب ( Siteroptes cerealis ( Rent .

ثانياً) تنظيم فقدان الماء من بيض الحلم Egg water regulation

إن صغر حجم بيض الحلم يجعل من مشكلة مواجهة متطلبات الأوكسجين بدون خسارة كثير من الماء مسألة مهمة، لذلك فقد تطور في بيض الحلم الاحمر بسبب متطلبات الأوكسجين جهاز غريب للتنفس حسب نظام قنوي مملوء بالهواء ذو فرعين، حيث تبقى القنوات مفتوحة بمساعدة عدد من الأعمدة المجهرية التي تمتد بين القشرة واللوحة التي تقع تحتها مباشرة مما يهيئ فراغاً هوائياً (0.1-0.45 مايكرون) بين اللوحة والقشرة. تنشأ الأعمدة المجهرية على اللوحة أثناء نمو الجنين فيما تتكون اللوحة الوسطى من رقاقة تظهر احياناً كتركيب ثانوي من اللويفات المقوسة ونظراً للتكيفات التركيبية والأعمدة المجهرية والأعضاء الثاقبة فإن اللوحة الوسطى تمثل وسط مهم جداً في تبادل الغاز في الجنين. يثقب قشرة البيضة عضوان ثاقبان مما يسبب دخول الهواء إلى الجهاز ومن حيث يلتحمان مع اللوحة الوسطى ومن الممكن ان يبدأ ذلك بتمييز مناطقها السطحية من الأعمدة المجهرية. تسمح قشرة البيضة بمرور الهواء بعد ثقبها ويصبح العضوان الثاقبان جزءاً من جهاز القنوات الهوائي، يتم الثقب بواسطة قضيب اسطواني مخروطي طوله حوالي (5) مايكرونات وعرضه عند القاعدة (1.8) مايكرون . يوجد في عضو الثقب تجويف داخلي مسدود من جهة الجنين ولكنه متصل بالقنوات الدقيقة التي تصل إلى قمة المخروط، مما يجعل من الممكن إيصال غازات التنفس من المسامات على القشرة إلى الفراغ إلى القناة الموصلة وجهاز القنوات الهوائي. إن التكيفات السابقة ساعدت الحلم على البقاء والانتشار ولولاها لكانت اعداده محدودة جداً.