المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7170 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشفاء بالماء
2025-03-17
مرض تجعد الأوراق المتسبب عن الفطر Tephrina
2025-03-17
أسرة الملك (تهرقا)
2025-03-17
آثار أخرى للفرعون (تهرقا) في متاحف العالم والمتحف المصري
2025-03-17
آثار (تهرقا)في القطر المصري
2025-03-17
آثار (تهرقا) الأخرى ومخلفاته في بلاد النوبة
2025-03-17

Brahmagupta Polynomial
17-9-2019
الأمراض الفطرية التي تصيب الديفينباخيا Dieffenbachia
2023-07-23
Fermat,s Little Theorem
8-1-2020
مسائل في احكام الحج
2024-11-10
فكر العالم
2024-06-27
اللابشرط المقسمي
13-9-2016


آثار (تهرقا)في القطر المصري  
  
24   02:34 صباحاً   التاريخ: 2025-03-17
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج11 ص 207 ــ 217
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

(1) في معبد الفيلة: عثر في معبد الفيلة على قاعدة يجوز أنها كانت للسفينة المقدسة، وقد وجدت في نهاية قاعة العمد في الركن الجنوبي الشرقي من الردهة بين البوابة الأولى والثانية، وكرنيش هذه القاعدة بسيط، ولكن وجد في مربع أحد أوجه هذه القاعدة نقش للملك «تهرقا» جاء فيه: «محبوب آمون» صاحب «تاكمبس» ابن رع «تهرقا» معطي الحياة مثل رع، ملك الوجه القبلي والبحري «خو رع نفر تم» «محبوب آمون تاكمبس» معطي الحياة، ومن البديهي أن «آمون» كان هو الإله الرئيسي الذي يعبده «تهرقا»، غير أنه على ما يظهر لم يوجد أي أثر في «فيلة» يدل على عبادة هذا الإله أو على تقى «تهرقا» وورعه، وإذا كانت هذه القاعدة تابعة لمعبد «فيلة» حقًّا فلا بد أنها كانت قد أهديت لآمون قبل بناء معبد «إزيس»، ومما تجدر ملاحظته هنا وجود اسم «تاكمبس» الذي يُحيي نظرية الأستاذ «زيتة» القائلة بأن جزيرة «تاكمبس» التي جاء ذكرها في هردوت هي فيلة، ومن المحتمل إذن أن فيلة في عهد «تهرقا» كانت تسمى «تاكمبس».

(2) معبد الكرنك: مقياس النيل: كان الملك «تهرقا» ضمن الملوك الذين دونوا مقاييس النيل على مرسى الكرنك.

وهاك النص على حسب ما جاء في برستد:

(34) السنة السادسة من عهد الملك «تهرقا» محبوب آمون العظيم.

(35) النيل: السنة السادسة في عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «خو رع-نفر تم» ابن رع «تهرقا» العائش أبديًّا «نون» العظيم آمون العظيم، النيل والد الآلهة، والتاسوع «المقدس» على الفيضان «يحتمل أن كل هذه الأسماء اسم إله مركب النيل» الذي أعطاه إياه والد «آمون» لأجل أن يصير زمنه سعيدًا.

(36) النيل: السنة السابعة في عهد جلالة الملك «تهرقا» العائش أبديًّا، محبوب «نون» العظيم، آمون العظيم، النيل والد الآلهة، والتاسوع المقدس فوق الفيضان «النيل» الذي أعطاه إياه والده آمون لأجل أن يصير زمنه سعيدًا.

(37) النيل: السنة السابعة «هكذا» في عهد جلالة الملك «تهرقا» … «مثل رقم سبعة عدا الارتفاع فإنه يختلف، والسنة بلا شك هي خطأ، يجب أن تكون الثامنة؛ وذلك لأنها سبقت بالسنة السابعة وتبعت بالسنة التاسعة».

(38) النيل: السنة التاسعة «وجاء بعدها السنة العاشرة» من عهد الملك «تهرقا» العائش أبديًّا محبوب «نون» العظيم، وآمون العظيم.

(3) قاعات العمد التي أقامها «تهرقا» في «الكرنك»: دلت الكشوف الحديثة على أن الفرعون «تهرقا» قد أقام قاعات عمد في جهات معبد الكرنك العظيم الأربع، فإذا اخترق الإنسان السور العظيم لمعبد الكرنك من البوابة الضخمة الواقعة في الشرق «وهي المسماة بوابة نختنيف «نقطانب»» ثم اتجه في سيره من هذه البوابة مقتفيًا المحور الرئيسي نحو المحراب الشرقي فإنه يصادف قاعة عمد الملك «تهرقا»، وذلك قبل أن يصل إلى معبد «رعمسيس الثاني»، والمكان الذي كانت قد أقيمت فيه مسلة اللتران الوحيدة الموجودة الآن بمدينة روما، وهذا الجزء الشرقي من السور الشرقي لمعبد الكرنك كان مجهولًا إلى أن كشفت عنه الحفائر الحديثة، وقد كان أول من كشف النقاب بعض الشيء عن قاعة عمد «تهرقا» هذه هو الأثري العظيم «شمبليون» ثم «لبسيوس»، وأخيرًا قام بالكشف عنها جزئيًّا وبسرعة الأثري لجران عام 1906-1907، ومع كل ذلك فقد كانت كل الزاوية الشمالية القريبة من قاعة العمد هذه مطمورة تحت الأرض إلى أن كشف عنها المهندس شفرييه ونصب بعض عمدها ثانية.

وقاعة العمد هذه تحتوي على أربعة صفوف من العمد منحوتة في الحجر الرملي الرديء وقد زينت بصور بارزة بعض الشيء، ويلحظ أن بعض تفاصيل هذه الصور قد أهمل صنعها، وأسلوب رسمها ثقيل الظل، ومع ذلك فإننا نجد أن رسم عضلات الأشخاص فيها وهي المصورة على العمد قد أبرزت على حسب الأسلوب الشائع في هذا العهد بقوة وبخاصة في السيقان، يضاف إلى ذلك أن ملامح وجه الفرعون قد مثلت بصورة واضحة تدل على أنه قد أتى من بلاد الجنوب.

هذا؛ وقد كشفت أعمال الحفر التي قام بها المعهد الفرنسي في الجزء الشمالي من معبد الكرنك؛ أي بين خرائب معبد «آمون رع منتو» وبوابة البطالمة الشمالية عن بقايا قاعة عمد أخرى تشبه في شكلها القاعة السالفة، وتشغل المساحة التي بين بوابة «أمنحتب الثالث» وواجهة المعبد الأصلية، وهذا المبني يعد من مميزات العهد الإثيوبي.

هذا؛ ولدينا بقايا قاعة عمد ثالثة تقع بين معبد الإله «خنسو» وبوابة بطليموس «إفرجت» في الجهة الجنوبية من معبد الكرنك.

وأخيرًا أقام «تهرقا» قاعة عمده الضخمة الذائعة الصيت في الردهة الأولى لمعبد الكرنك في الغرب من الكرنك، وعمدها تشبه عمد القاعات الأخرى التي أقامها هذا الفرعون، ولكنها تمتاز بضخامة عمدها، ولم يبقَ من عمد هذه القاعة إلا عمود واحد، وقد عثر بجوار هذا العمود حديثًا على قائمة مدن استولى عليها «تهرقا»، وهذه القائمة كانت منقوشة على بوابة له، وهذه الأسماء يحتمل أنها نقلت عن قوائم قديمة، وبهذه المناسبة نذكر أنه يوجد على واجهة البوابة الثانية لمعبد قبالة «نباتا» نقشان منحوتان في الصخر مُثِّل فيهما «تهرقا» يذبح الأسرى أمام الإله، وعلى البرج الجنوبي للبوابة لا يزال هذا المنظر محفوظًا، ويحتوي على قائمة طوبرغرافية تشمل اثني عشر اسمًا «وهم من الأفريقيين والأقواس التسعة» ولكن المنظر الذي على البرج الشمالي، وهو الذي كان من المحتمل أن يحتوي على قائمة أسماء آسيوية لم يبقَ منه إلا قطعة واحدة عليها اسم واحد.

والواقع أن القائمة الطوبوغرافية الوحيدة للملك «تهرقا» التي وجدت سليمة عن غربي «آسيا» هي التي عثر عليها في معبد الإلهة «موت» بالكرنك على قاعدة تمثال صغير كان ارتفاعه الأصلي حوالي خمسين سنتيمترًا، ولم يبقَ من هذا التمثال إلا قاعدته كما ذكرت من قبل وهي محفوظة بالمتحف المصري، وقد كتبت هذه القائمة بالشكل العادي في حلقات، ولكن بدون صور أسرى أو كتابة فوقها، وقد نقش اسم «تهرقا» على قمة القاعدة، ويلحظ أن القائمة منقوشة حول جوانب القاعدة الأربعة، ولكن لم يكن من بينهم آسيويون إلا الذين على الجانب الأيمن؛ أي إنه وُجد اسمان على واجهة القاعدة وتسعة على الجهة اليمنى وثلاثة على الظهر، وقد نقل «مريت» القائمة الآسيوية.

والقائمة كلها لا تخرج عن أنها نسخة لأربعة عشر اسمًا من قائمة الملك «حور محب» التي على الجانب الشرقي لتمثاله الضخم المنصوب أمام البوابة العاشرة بالكرنك، غير أنها أكثر حفظًا وبواسطتها يمكن أن تملأ بعض الفجوات في الأصل، وإن كانت كتابة بعض الأسماء قد غيرت أحيانًا في قائمة «تهرقا» عن قصد، وهاك القائمة:

سنجار. (2-3) الأقواس التسعة. (4) نهرين. (5) الأقواس التسعة. (6) شاس. (7) خينا. (8) إرث. (9) أسسور (= آشور). (10) قادش. (11) قدن. (12) إكريت = أوجاريت. (13) تونب. (14) قادش.

والواقع أن هذه القائمة إذا صدقنا حوادث التاريخ التي في متناولنا حتى الآن تكشف لنا عن مقدار ما فيها من مبالغة، وبخاصة عندما نعلم أن «تهرقا» لم يغز هذه البلاد، وبخاصة آشور التي نعلم أن ملوكها هزموه شر هزيمة واستولوا على بلاده، وتحتوي القائمة الخاصة بأهل الشمال على بلاد أفريقية مثل التمحو وأكيتا وإبهت.

ومما تجدر ملاحظته هنا أن التماثيل التي عثر عليها في قصر نينوة للملك «تهرقا» قد جاء عليها ذكر بلدة آسيوية تدعى «دجل»، مما يدل على اتصال هذا الفرعون ببلاد سوريا، وأنه كان بينه وبين أمرائها ود ومصافاة، وسنتحدث عن نقوش هذه التماثيل فيما بعد.

(4) ويوجد مبنى يقع في الشمال الغربي من البحيرة المقدسة أقامه «تهرقا» بأحجار من مبني للملك «شبكا»، وهذا المبني قد اغتصبه «بسمتيك الثاني» بدوره ونسبه لنفسه فيما بعد.

(5) مقصورة أوزير رب الجبانة: كشف الأثري لجران عن هذه المقصورة عام 1900 وكانت مغطاة بالأتربة في قاعة العمد الكبرى بالكرنك، وهي تتألف من حجرتين صغيرتين: ارتفاع الحجرة الأولى منهما 2٫26 مترًا وعرضها 2٫11 مترًا، وباب هذه الحجرة يؤدي إلى الحجرة الأخرى التي يبلغ ارتفاعها 1٫24 من المتر، وأغلب الظن أن هذه المقصورة تعد أصغر أثر ديني في مصر، ولا شك في أن صغر حجمه قد جعله يضيع وسط معبد الكرنك الهائل، وتقع هذه المقصورة في شمالي قاعة العمد المذكورة على مسافة اثني عشر مترًا شمالي مقصورة «أحمس»، وتدل شواهد الأحوال على أن أحجار هذه المقصورة قد انتزعت من المباني المحيطة بها شأن معظم ملوك مصر في إقامة مبانيهم الموجودة في وسط مبانٍ ضخمة عفى عليها الدهر:

الواجهة: نقش في وسط عتب باب الحجرة الأولى طغراء الإله أوزير، وهو «أوزير رب الجبانة» يعلوه تاج مؤلف من ريشتين في وسطهما قرص الشمس، وفي الجهة اليسرى نشاهد أولًا «تهرقا بن رع معطي الحياة مثل رع» يقدم النبيذ للإله أوزير ورفيقته: «إعطاء النبيذ لوالده الذي أنجبه، معطي الحياة»، ونقش أمام أوزير نطق: «إني أعطيك الحياة والسلطان.» ويلحظ أن الملك يلبس التاج المزدوج.

والمنظر الثاني نشاهد الإله الطيب «تهرقا» معطي الحياة يعانقه «حور» بن «إزيس» العظيمة ويقول له: «إني أعطيك كل الحياة والسلطان وكل انشراح القلب مثل رع سرمديًّا»، ويشاهد هنا أن «حور» بن «إزيس» قد مثل بجسم إنسان ورأس صقر كما مثل «تهرقا» مرتديًا ملابس الرأس الكوشية وبيده مقمعة والعصا الخاصة بوضع الأساس.

الجزء الأيمن من المنظر الأول وجد في أوله تهشيم … «بيعنخي» … «شبنوبت» العائشة تقدم اللبن للإله «بتاح» رب طيبة وإلى «حتحور» اللذين منحاه الحياة والسلطة، ثم يلي ذلك متن قربان: إعطاء اللبن لوالدها ليعطيها الحياة، وترتدي «شبنوبت» على رأسها تاج حتحور بريشتين وقرنين في وسطها قرص الشمس:

المنظر الثاني: نشاهد في هذا المنظر الإلهة حتحور سيدة دندرة تعانق المتعبدة الإلهة «أمنردس» وبيدها عقد منات «وهو عقد ذو تأثير سحري» وتقول: إني أعطيك كل الحياة والسلطان والصحة وكل انشراح القلب مثل رع أبديًّا.

هذا؛ ونقرأ خلف «أمنردس» … المتعبدة الإلهية «أمنردس» المرحومة المهيمنة على كل الأرواح العائشة عندما تظهر على عرش «وازيت» (= إلهة الوجه البحري).

على عارضة الباب اليسري: المنظر السفلي: يشاهد في هذه الصورة إله النيل يحمل فوق رأسه نبات بردي ومعه المتن التالي: «إني أمنحك كل قرابين الغذاء»، ومع هذا منظر الخبز والماء والجعة.

المنظر العلوي: نقرأ أولًا في نقوشه ما يأتي: ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تهرقا» بن «رع» محبوبه من جده «خو-رع-نفر تم» يعانقه أوزير … ويلبس «تهرقا» هنا التاج المزدوج ويقبض بيده على مقمعة ومعه كذلك عصا وضع الأساس.

ونشاهد في هذا المنظر كذلك الإلهة «نخبيت» تحلق فوق الملك قابضة على خاتم الأبدية.

عارضة الباب اليسري: المنظر الأسفل: يشاهد في هذا المنظر إله النيل يحمل الهدايا، وفي المنظر العلوي نرى المتعبدة الإلهية وزوج الإله ومحبوبة الإله المسماة «شبنوبت» ومعها أمها التي تبنتها يد الإلهة «أمنردس» المرحومة تعانقها «إزيس» العظيمة محبوبة الأم المقدسة، وترتدي هنا «شبنوبت» تاج «حتحور» وتقدم رمز الحياة إلى المتعبدة الإلهية «أمنردس».

الحجرة الأولى: نشاهد فوق الباب في الوسط صورتين لإلهي النيل راكعين يربطان علامة الضم «أو بعبارة أخرى توحيد الوجه القبلي والوجه البحري» تحت طغراءي الملك «بينوزم الأول»، مما يدل على أن هذه المقصورة كانت أقدم من عهد الملك «تهرقا».

وتحتوي سائر مناظر هذه الحجرة على صور تمثل «شبنوبت» «وتهرقا» يقدمان القربان للإله «أوزير» ومناظر أخرى تمثل شعائر دينية خاصة بالإله «أوزير» رب هذه المقصورة.

الحجرة الثانية: هذه الحجرة صغيرة جدًّا وكذلك الباب الذي يؤدي إلى داخلها؛ إذ يبلغ طوله 1٫32 مترًا وعرضه 0٫75 مترًا، ويشاهد على أحد جدرانها المتعبدة الإلهية «شبنوبت» تقدم البخور والماء للإله «أوزير».

(6) معبد أوزير «نب زت» (= رب الأبدية): كشف عن هذا المعبد الأثري «لجران» عام 1902، وقد عثر عليه عن طريق السباخين الذين وجدوا فيه آثارًا باعوها لمحمد محسب شيخ تجار الآثار آنئذٍ في الأقصر، ويقع هذا المعبد على مسافة خمسة وعشرين مترًا غربي بوابة «تحتمس الثالث» ويلاصق كذلك السور الواقع غربي بوابة الإله «منتو» بالكرنك، ويصل الإنسان إلى هذا المعبد بسلم يتألف من ست درجات، وصدغا بابه مصنوعان من الحجر الرملي، والمعبد صغير الحجم جدًّا ومقام باللبنات، وسقف الحجرة الأولى يستند على عمودين، هذا؛ وكان أمام مصراعي الباب قاعدتان لتمثالين صغيرين، وتدل شواهد الأحوال على أنه كان يوجد لهذا المعبد محراب، والمعبد أقيم «لأوزير» معطي الحياة أو «أوزير رب الأبدية».

ويرجع عهد إقامة هذا المعبد إلى الحكم المشترك لكل من الإله الطيب «خو رع نفر تم» رب الأرضين «تهرقا»، والزوجة الإلهية بنت الملك رب الأرضين «بيعنخي» المرحوم والمتعبدة الإلهية «شبنوبت»، وأمها المتعبدة الإلهية «أمنردس»، وتدل الظواهر على أن المعبد كما وجده لجران كان قديمًا، ولكنه أصلح في عهد الملك «تهرقا» كما يدل على ذلك النقوش التي فيه، وقد وجد في هذا المعبد تمثال صغير محروق جدًّا يبلغ طوله حوالي أربعين سنتيمترًا، ويلحظ هنا أن جسمه كان موشى في كل أجزائه بصورة الإله أوزير، وكذلك نقش عليه متون تحدثنا عن وظائفه، فنعلم منها أنه كان يحمل لقب المدير العظيم للبيت، ورئيس التحنيط لأنوب في بيت التحنيط لسيدته الزوجة المقدسة «شبنوبت» المرحومة المسمى «حور».

وكذلك وجدت بعض قطع من تمثال من الجرانيت سرقت أجزاؤه الأخرى، وهو يمثل رجلًا يدعى «بس-شو-بر» راكعًا وممسكًا بيده لوحة، ويشاهد في اللوحة ما يأتي: رجلان راكعان، فالذي على اليمين يتعبد لأوزير «بدي عنخ» (= أوزير معطي الحياة) والذي على اليسار هو القاضي للمتعبدة الإلهية المسمى «بس-شو-بر»، وقد مثل راكعًا يقدم صورة المعبد لآمون المسمى «آمون باعشوت-نفر»، وتقص علينا اللوحة بناء معبد من الحجر الأبيض، ولكن ليس لدينا من المتن إلا نهاية أربعة أسطر، والظاهر من النقوش التي على التمثالين أنفسهما أنهما كانا على القاعدتين السالفتي الذكر أمام مصراعي الباب، وقد أهدى «بس-شو-بر» المعبد لأوزير معطي الحياة، ونقش اسم كل من «تهرقا» «وشبنوبت» عليه، وذلك على غرار ما فعل المدير العظيم للبيت المسمى «بدى نيت» عندما أهدى مقصورة أخرى في الكرنك لكل من الملك «بستميك الثالث» وللأميرة «عنخ-نس-نفر أب رع» المتعبدة الإلهية، وكما أهدى «شيشنق» بن «بدي نيت» مقصورة أخرى لنفس الأميرة كما سيأتي بعد.

و «بس-شو-بر» هذا معروف لدينا من نقوش علبة فاخرة ذات لويحات فاخرة محفوظة بمتحف اللوفر كان قد اشتراها الأثري «بنديت» ونشر محتوياتها منذ بضع سنين، ومن المحتمل أنها كانت ضمن أثاث معبد «أوزير عنخ» (= معطي الحياة) هذا ويضاف إلى ذلك أنه أقام بناء كبيرًا ملاصقًا للجدار الجنوبي لمعبد «آمون» بالقرب من البحيرة المقدسة، وقد نقش عليه مناظر طريفة للعيد الثلاثيني، وهو كما ذكرنا من قبل عيد تتويج الملك «تهرقا»، وقد مثل فيه موكب الأعلام كما هي الحال في كل الأعياد الثلاثينية، وكذلك مثل أربعة الآلهة بهذا الحفل أو حكام أركان العالم الأربعة وهم «ددون» رب الجنوب، «وسبد» رب الشرق «وسبك» رب الغرب، «وحور» رب مصر، وهؤلاء الآلهة قد حملهم عاليًا كاهن كل إله وكاهنته، وهذا يدل على أن الجنوب كان مركز التفكير، وقد ظهر «تهرقا» بوصفه الزعيم الوراثي للملكة: الواحد العظيم وشيخ الجنوب، وبعد ذلك يظهر «تهرقا» وهو يرمي بأقواس من حديد في جهات العالم الأربع في حين أن زوجه المقدسة كانت تُفَوِّق سهامها إلى أهداف تمثل أقسام العالم الأربعة … إلخ، وقد تحدثنا عن هذا المنظر باسهاب فيما مضى.

(7) معبد أوزير بتاح: يقع هذا المعبد في الجنوب الشرقي من البوابة العاشرة، وهو في الواقع عبارة عن مقصورة صغيرة «لأوزير بتاح»، ولا بد أنها كانت قد أقيمت في نهاية عهد الفرعون «تهرقا»؛ لأن جزءًا صغيرًا منها من صنعه، أما الجزء الأكبر فمن صنع الملك «تانوت آمون» خلفه، وقد مثل «تهرقا» في الحجرة الغربية منه في منظرين وهو يتعبد للإله «بتاح»، ولا غرابة في ذلك عندما نعلم أن «تهرقا» كان قد توج في «منف» وكانت له صِلات وثيقة بثالوثها وهو: «بتاح وسخمت ونفر تم».

(8) مدينة «هابو»: عثر في مدينة «هابو» على لوحة باسم الملك «تهرقا» عام 1902 وهي من الحجر الجيري باسم الملك «تهرقا»، ويبلغ ارتفاعها ستين سنتيمترًا وعرضها 36 سنتيمترًا، وجزؤها الأعلى مستدير صور عليه منظر يمثل الملك يقدم قربانًا للإله «آمون رع» قاعدًا على عرشه، والإلهة «موت» واقفة خلفه، وفوق هذا المنظر صورة السماء المقببة ترتكز على صولجانين، ويتدلى من قرص الشمس الذي أسفل السماء الصِّلَّان الملكيان، وفي أسفل هذا المنظر ستة أسطر أفقية.

ومتن هذه اللوحة يعد وثيقة هامة عن مباني مدينة «هابو» الدينية؛ إذ تحدثنا أنه في السنة الثالثة من حكم «تهرقا» أقام أثرًا لآبائه وهم الآلهة الستة أسياد «آت ثموت» (= مدينة هابو) فجدد الجدار الذي كان مقامًا باللبنات ببناء من الحجر الصلب الرمادي؛ وذلك لأن جلالته كان قد وجد هذا الجدار آيلًا إلى الدمار لدرجة أن الإنسان كان يخرج ويدخل هذا المكان المقدس من جهته الشمالية، فقد أعاد قداسة المكان المقدس لسيده لأجل أن يمنحه الحياة أبديًّا.

والواقع أن الجهة الشمالية للسور المقام من اللبنات كانت قد خربت في خلال الحروب الكوشية فأمر «تهرقا» بإقامتها، ولا يزال جزء منها باقيًا حتى الآن، ولدينا منظر في مدينة «هابو» نشاهد فيه هذا الملك يضرب طائفة من القبائل من بينها «تبا» «ودشرت» وكوش الخاسئة، وهذا المنظر قد انتحله الملك «نقطانب» أحد ملوك الأسرة الثلاثين، وعلى أية حال فإن هذا المنظر كان منقولًا عن قائمة قديمة؛ إذ لا يعقل أن يصف «تهرقا» «كوش» بالخاسئة وهو نفسه كوشي الأصل.

هذا؛ وقد وجد اسم «تهرقا» في مدينة «هابو» على الجانب الداخلي للبوابة بجانب اسم «تحتمس الثالث» في واجهة المبنى.

وكذلك نجد اسم هذا الفرعون على عتب بوابة الملك «شبكا» بمدينة «هابو» ونقشًا جاء فيه: يحيا ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تهرقا» محبوب «آمون رع» رب تيجان الأرضين معطي الحياة.

وفي الدير البحري وجدت له بعض إصلاحات.

وفي طيبة وجد مخروط «لرعمسيس» عليه اسم الفرعون «تهرقا».

ويوجد في شرقي معبد الإلهة «موت» بالكرنك حجرة صغيرة يفتح بابها غربًا، وقد أقامها «تهرقا» لنفسه، وسنتحدث عن المتون التي على جدرانها، وهي خاصة بحياة الأمير «منتومحات» الذي يعد أعظم شخصية ظهرت في العهد الكوشي بعد ملوكها:

قفط: ووجدت في قفط لوحة من الجرانيت مثل عليها «تهرقا» واقفًا أمام الإله «مين» والإله «إزيس»، وتحتوي على متن خاص بالفيضان في السنة السادسة من حكم «تهرقا» وقد تحدثنا عنه فيما سبق.

المطاعنة: وفي المطاعنة عُثر كذلك على لوحة خاصة بالفيضان، وهي من الجرانيت الأحمر وعليها منظر مزدوج يشاهد فيه «تهرقا» يقدم رمز الحقل للإله «همن» إله الصحراء وتحتوي على متن مؤرخ بالسنة السادسة من حكم «تهرقا» خاص بالفيضان كذلك، وهي صورة طبق الأصل من لوحة «قفط»، وقد تحدثنا عنها فيما سبق.

الحمامات: وجد اسم الملك «تهرقا» على صخور محاجر الحمامات مما يدل على نشاط جديد في هذه المحاجر.

السربيوم: عُثر على لوحتين خاصتين بدفن عجلين من عجول أبيس في منطقة منف الأولى مؤرخة بالسنة العاشرة من عهد «تهرقا» وهي مكتوبة بالمداد الأسود، دوَّنها رجل يدعى «حتب حو آمن». أما الثانية فقد دُوِّن عليها: دُفن عجل أبيس في السنة الرابعة والعشرين من حكم «تهرقا». وقد تحدثنا عنها فيما سبق.

منف: وجد لهذا الفرعون موازين من الجرانيت عليها طغراؤه، وهي محفوظة الآن بالمتحف المصري.

تانيس: أقام الملك «تهرقا» لوحة في «تانيس» تخليدًا لذكرى مجيء والدته من نباتا لزيارته وعن فيضان النيل، وقد تحدثنا عنها فيما سبق.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).