أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-12
![]()
التاريخ: 9-4-2019
![]()
التاريخ: 29/10/2022
![]()
التاريخ: 21-9-2016
![]() |
حينما يصنف الإسلام عملا في قسم " الواجبات " فذلك يعني أنه يحكم بضرورة هذا العمل . وحينما يعتبر الصلاة واحدة من القواعد التي يقيم عليها منهجه السلوكي ، فذلك يعني أنها من صنف الضرورات الأولى لحياة الإنسان .
فمن أي الحقائق تنبع ضرورة هذا النشاط اليومي في رأي الإسلام ؟
ولماذا كان من الضروري للإنسان أن يقوم بعملية تعبد رتيبة خمس مرات كل يوم ؟
إن الصلاة الإسلامية مع ما يلزمها من تطهر تستغرق من وقت الإنسان يوميا مدة ساعة تقريبا ، وبما أن أوقاتها موزعة على اليوم تصبح الساعة ساعتين ، هذا سوى العناء النفسي الحاصل من هذا الالتزام الدائم . أما إذا أضفنا إليها الصلوات المستحبة النوافل فقد استهلكنا من وقت الإنسان ثلاث أو أربع ساعات كل يوم .
وإذا أخذنا هذا الرقم بذهنية الصيني المشبعة بتعاليم الثورة الثقافية فستكون النتيجة خسارة ملايين ومليارات من ساعات الانتاج والدخل القومي ! .
قد نقنع أصحاب الاتجاه الكمي الاقتصادي بخطأ النظرة الميكانيكية الكمية لعمل الإنسان وإنتاجه ، وصحة النظرة الإنسانية للإنسان ، والنظرة النوعية لإنتاجه قبل النظرة الكمية أو معها . وبأن ملايين الساعات التي يصرفها المجتمع المصلي يوفرها بالإقلاع عن الخمور والمخدرات والإسراف في الجنس واللهو .
قد نقنع هؤلاء بعدم وجود كارثة على الدخل القومي من الصلاة .
ولكن السؤال يبقى : هل من ضرورة لإنفاق هذا الوقت ، وتحمل هذا العناء اليومي من أجل الصلاة ؟ إن الإجابة على سؤال ( لماذا الصلاة ) يصعب أن تكون مقنعة لغير المسلم ، كما يصعب أن تكون مقنعة للمسلم البعيد عن أجواء الإسلام وعن المسلمين المصلين ، فالاقتناع الكامل بالإجابة يتوقف على فهم النظرة الإسلامية للكون والإنسان ، وعلى لمس تأثير الصلاة في النفس والناس .
لو أجبنا على سؤال لماذا الصلاة كل يوم، بأنه يشبه السؤال لماذا الطعام للإنسان كل يوم ؟ فكما أن الطعام ضرورة دائمة للجسم ، فالصلاة ضرورة دائمة للعقل والنفس أو كما يقال : غذاء للروح ، أو بأن الصلاة شحنة يومية للشخصية كشحنة الوقود للسيارة، أو بأن الصلاة ارتباط يومي ضروري للإنسان الكائن المحدود بالله الخالق المطلق .
أو بأن الصلاة إعادة توازن يومية لنفس الإنسان مما يطرأ عليها من اختلال ، كما أن الحج عملية إعادة توازن لشخصية الإنسان ووجوده ككل .
أو بأن الصلاة تغسل النفس يوميا من أدران الذنوب وتحل عقد النفس الحاصلة من الذنوب " تحت الذنوب حت الورق ، وتطلقها إطلاق الريق " ، أو بأن الصلاة تنهى الإنسان عن الفحشاء والمنكر ، أو بأن الصلاة معراج المؤمن ، وقربان كل تقي .
فسيكون وقع هذه الإجابات متفاوتا بين غير المسلم وبينه إذا كان له صديق مسلم مصل ، وبين المسلم البعيد عن أجواء الإسلام والمصلين والمسلم القريب من هذه الأجواء وبين المسلم الساهي عن صلاته ، أو الملتزم بها التزاما شكليا وهو مستغرق في الدنيا ، وبين الذي له نصيب من آفاق العقيدة الإسلامية وهو يخشع في صلاته أحيانا ويتفكر . الخ . وهذا التفاوت ليس في درجة الاقتناع النفسي فحسب ، بل في الفهم الفكري العقلي لهذه الإجابات أيضا .
وما ذلك إلا لأن الاقتناع بضرورة الصلاة من ناحية نظرية ونفسية معا يتوقف على الاقتناع بالله تعالى والغيب والآخرة ، والمنهج السلوكي الإسلامي الذي يتبنى ضرورة أن يمارس الإنسان حياته في هذا الإطار والآفاق ، ويرتبط بعبادات ومفاهيم وأحكام على مدار أيامه تشده إليها وتمنعه من الانحراف عنها .
كما يتوقف على التجربة : تجربة أداء الصلاة ولمس تأثيرها في نفسه والمقارنة بين شخصيته قبلها وبعدها أو على المقارنة بين شخصية المصلي وشخصية تارك الصلاة.
بل أنصح من يريد الاقتناع العميق بضرورة الصلاة للإنسان أن يتجه إلى قراءة حالة ترك الصلاة ومدى آثارها الرهيبة على الحالة العقلية والنفسية والسلوكية والحضارية في شخصية الإنسان والمجتمع .
إن دراسة الدور الإيجابي للصلاة في حياتنا مفيد ومقنع بلا شك . ولكني وجدتني بعد كتابة هذه الدراسة واطمئناني إلى صحة هذه المعطيات للصلاة المباركة ووجود معطيات جديدة . وجدتني أكثر ما يقنعني بضرورة الصلاة للإنسان شخصية غير المصلين الجانحة وحالتهم الخطيرة اللامعقولة .
إن حقيقة : قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون .
وحقيقة : أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .
وحقيقة : أن الإنسان خلق هلوعا . . إلا المصلين
وحقيقة : إن لك في النهار سبحا طويلا . فاذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا .
وحقيقة : ومن الليل فتهجد به نافلة لك . عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا .
وغيرها من الحقائق التي قدمها لنا الإسلام عن الدور الإيجابي للصلاة . كلها حقائق عميقة وملموسة ومقنعة ، ومعطيات الصلاة منها وفيرة .
ولكن الأكثر إقناعا لمن يناقش في ضرورة الصلاة هو : حقيقة الهلع والهوائية في الشخصية ، وحالة الفحش والمنكر ، وحالة اتباع الشهوات . حالة تارك الصلاة البئيسة المفصومة عن ربها والمستغرقة في ظلمات طينها وحيوانيتها .
إن دراسة الدور السلبي لترك الصلاة في الشخصية والمجتمع تبقى أشد في الإقناع خاصة لتاركي الصلاة ، وإن كانت صورها قائمة غير محببة . . وإن الحقائق التي قدمها لنا الإسلام عنها كثيرة وحيوية .
ومن نماذجها عن النبي صلى الله عليه وآله قال : " لا يزال الشيطان ذعرا من ابن آدم ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن . فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في
العظائم " الوسائل ج 3 ص 18 .
وجاء إليه رجل فقال : ، يا رسول الله أوصني . فقال صلى الله عليه وآله " لا تدع
الصلاة متعمدا ، فإن من تركها متعمدا فقد برئت منه ملة الإسلام " الوسائل
ج 3 ص 29 .
ولعل هذه الحقيقة هي السبب في أن نصوص الإسلام التي تحذر من سلبية وخطورة ترك والصلاة وتاركي الصلاة أكثر من تلك التي تبين إيجابية الصلاة وتأثيرها .
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنشر لافتات احتفائية بذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)
|
|
|