أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
![]()
التاريخ: 2025-03-13
![]()
التاريخ: 2-2-2023
![]()
التاريخ: 2025-03-12
![]() |
يفهم من عدد من النصوص الإسلامية أن الدين الإلهي بدأ مع نشوء المجتمع الإنساني الأول على يد آدم عليه السلام على شكل مفاهيم وتعاليم إلهية ، ثم استمر في هذه المرحلة التمهيدية مع نمو المجتمع الإنساني . ومكان إدريس عليه السلام من أنبياء هذه المرحلة .
حتى إذا تكونت الحضارة الأولى دخل الدين على عهد نوح عليه السلام المرحلة الأولى وأخذ صفة عقيدة وشريعة متكاملة تفي بحاجات العلاقات والأوضاع الاجتماعية المستجدة . التي طرأ عليها التشعب والتعقيد ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) 13 الشورى . وقد أقام نبي الله نوح عليه السلام المجتمع الإنساني بعد الطوفان على هذه الشريعة والصحف الإلهية التي أنزلت عليه . وجاء الأنبياء من بعد نوح عليهم السلام يدعون إلى شريعته وصحفه . وكان من أنبياء هذه المرحلة هود وصالح عليهما السلام في حضارتي عاد وثمود .
ثم دخل الدين المرحلة الثانية على يد إبراهيم عليه السلام . والثالثة على يد موسى عليه السلام . والرابعة على يد عيسى عليه السلام . ثم تنزل بصيغته النهائية في المرحلة الخامسة على يد خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ونلاحظ في هذه الخطة المرحلية المتدرجة في تنزيل الدين أنها تراعي نمو الاستيعاب وتفتح الآفاق الفكرية والنفسية للأجيال الإنسانية ، هذا النمو الذي يتوقف على المرور بالتجارب الرسالية والاجتماعية والحضارية ومعايشة نتائجها وأخطائها وصوابها . وهذه سنته عز وجل في أمور الكون والناس .
كما نلاحظ أن المتغيرات في الدين الإلهي في المراحل الخمس قليلة بالنسبة إلى الثوابت ، ولذا كانت الصفة العامة لشرائع الأنبياء أولي العزم عليهم السلام أنها مصدقة لما سبقها ( وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة ) 46 المائدة ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ) 48 المائدة . وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " مثلي ومثل الأنبياء قبلي كقوم شادوا بناء فبقي فيه موضع لبنة فجئت لأضعها " وقال : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
أما باعتبار المتغيرات التي هي تفصيل ، وإكمال ، وتبديل لأحكام ظرفية ، فإن الشريعة اللاحقة تكون ناسخة للشريعة السابقة وحاكمة عليها ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) .
ويكشف كون التشريع ثابتا في كل المراحل عن أنه من الاحتياجات الإنسانية الأساسية الدائمة في كل الظروف والأجيال كما هو الأمر في فريضة الصلاة .
بل من غير المستبعد ثبات تشريع فريضة الصلاة عبر مراحل الدين في مضمونها وفي أكثر شكلها أيضا ، وأن التغيير الذي حدث على شكلها وتوقيتها في الشرائع اللاحقة قليل . ففي سورة مريم يستعرض عز وجل عددا من الأنبياء والأمم المؤمنة في أوليات التاريخ ، ثم يذكر انحراف ذرياتهم من بعدهم وتضييعهم للصلاة فيقول عز وجل : ( . . أولئك الذين أنعم الله عليهم : من ذرية آدم ، وممن حملنا مع نوح ، ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل ، وممن هدينا واجتبينا ، إذا تتلى عليهم آياتنا خروا سجدا وبكيا . فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) 58-59مريم .
وإبراهيم أبو النبوات صلى الله عليه وآله كان يؤدي الصلاة ويحرص عليها ويدعو ربه ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ) 40 إبراهيم .
وإسماعيل عليه السلام كان على رسالة أبيه (وكان يأمر أهله بالصلاة) 55 مريم .
وشعيب عليه السلام كان يعيره قومه بصلاته ( قالوا : يا شعيب أصلاتك تأمرك أن تترك ما يعبد آباؤنا ) 87 هود .
وموسى وهارون ( وأوحينا إلى موسى وأخيه : أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ، وأقيموا الصلاة ) 87 يونس .
ولقمان الحكيم رضي الله عنه كان يعي أهمية الصلاة ويوصي ابنه ( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وإنه عن المنكر ) 17 لقمان .
وبنو إسرائيل تكفل الله لهم بالعون بشرط أن يقيموا الصلاة ( وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي ) 12 المائدة .
وعيسى عليه السلام حينما كلم الناس في المهد قال (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) 30 مريم .
. . هذا الموكب الإنساني الواعي منذ أقام التاريخ ، وفي أمكنة مختلفة من الأرض ، وفي بيء وظروف اجتماعية وحضارية متنوعة، كان مكلفا بالصلاة ، وكان لالتزامه بهذه الفريضة الهامة في آفاقه الفكرية والنفسية وفي إنجازاته الضخمة في حياة البشرية . . أكبر التأثير .
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنشر لافتات احتفائية بذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)
|
|
|