الأنماط أو الطرق التربوية في القرآن / التربية بالتعويد أو بالتجربة |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-29
![]()
التاريخ: 18-8-2018
![]()
التاريخ: 11-7-2022
![]()
التاريخ: 2024-06-15
![]() |
هي مقابل أو إلى جانب التربية بالموعظة الكلامية والإرشادات النظرية والوصفات الشفهية، ومفادها أن يتم الأخذ بيد المتربي مع الحرص والرأفة واللطف والعناية في تجارب عملية تؤدّي إلى إمساكه بالفكرة ثم تلبسه بها ثم تمسكه بها ثم تمحضه بها عادة وسلوكاً والتزاماً.
ومن جملة الأمثلة القرآنية على ذلك:
- تربية وتعليم الخضر (عليه السلام) لنبي الله موسى (عليه السلام)، تلك القصة المشهورة في القرآن، فقد كان بإمكان الخضر (عليه السلام) أن يشرح ما حصل لموسى (عليه السلام) من خلال جلسة تربوية صامتة أو صاخبة، يتم فيها الشرح والتقديم للأمثلة مع استخدام وسائل إيضاح حديثة. لكن الله سبحانه أراد أن يقدم هذا النمط التربوي المتقدم خصوصاً أننا في مقام نبي من أنبياء الله يريد أن يزداد علماً وفهماً وأن يزيد في كماله ومقامه. فالنمط التربوي الذي استخدم هو بالتجربة وخوض الغمار وليس بالموعظة فقط، ومن خلال التجارب المريرة اكتشف موسى (عليه السلام) تلك المفاهيم العظيمة التي تكتنزها تلك التجارب.
ـ تربية قوم طالوت على الصبر والطاعة من خلال تجربة الشرب من النهر، وكيف أنهم اختبروا بهذه الحادثة من أجل تربيتهم على الصبر بالرغم من العطش، وعلى الولاية التي تعني الطاعة والامتثال.
- تربية بني إسرائيل على حبّ الله والتخلي عن حب العجل، من خلال اختبارهم المتكرر وصولاً إلى السامري.
- تربية بني إسرائيل على الشجاعة وعدم الجبن والتخلي عن الذل والهوان من خلال الطلب إليهم دخول بيت المقدس مع وجود المردة فيه والذين كانوا قوماً جبّارين.
- تربية أم موسى على الرضا والتسليم لله، من خلال رمي ولدها في النهر ليأخذه أعداؤه.
- تربية إسماعيل (عليه السلام) على التوكل والتسليم، من خلال الذبح والرضا به لأنه أمر إلهي.
- تربية قوم مريم (عليها السلام) على عدم رمي المحصنات، وعلى عدم الحكم قبل البيان، من خلال قصة ولادة عيسى (عليه السلام).
فالتربية - هنا - بالتجربة بالاختبار، بالتعويد، بأداء المهام وصولاً إلى اكتساب المعرفة والأفكار، وهو نمط متقدم وحديث أيضاً، حيث يمكن معرفة الأشخاص بالاختبار، كما يمكن تربية الأشخاص بالاختبار. فهي وسيلة للاكتشاف وهي وسيلة لإيصال المفاهيم، بل إن أفضلها وسيلة تلك القائمة على التعويد والتجربة؛ لأن في ذلك تمحيصاً لمستوى امتثال الفكرة وتعميقاً للفكرة بعد امتثالها. من هنا كان الجهاد في سبيل الله خير دليل على امتثال المبادئ، وكذلك الإنفاق على أنواعه دليل على القناعة بالمبادئ.
ومن هنا أيضاً كانت الولاية بمعنى الطاعة خير دليل على الانتماء إلى المبادئ، فالإسلام يقوم على منظومة مبادئ وقناعات وقيم ومرتكزات، الدليل والشاهد على قبولها عملياً هو الولاية في مقام الأصول، والجهاد والإنفاق في مقام الفروع؛ لأنّ لب الولاية الطاعة وهو سلوك عملي، ولب الجهاد والإنفاق هو الخروج من الدنيا ومن حبها، وهو سلوك عملي كاشف، والذي يكشف عن ذلك كله هو العمل والتجربة والاختبار.
|
|
هل يمكن أن تكون الطماطم مفتاح الوقاية من السرطان؟
|
|
|
|
|
اكتشاف عرائس"غريبة" عمرها 2400 عام على قمة هرم بالسلفادور
|
|
|
|
|
رئيس هيأة التربية والتعليم يطَّلع على سير الأعمال في المبنى الجديد لجامعة العميد
|
|
|