المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Black Hole Entropy
10-11-2016
استحباب وضع اليدين حالة الركوع على عيني الركبتين.
12-1-2016
ليس للكواكب تأثير في أقدار النّاس
9-06-2015
Introduction to Regulatory RNA
17-6-2021
سعد بن قيس الهمذاني الكوفي.
12-10-2017
الرافعـة المـاليـة ونـسـبها Financial Leverage
2023-07-07


الأنماط أو الطرق التربوية في القرآن / التربية بالتعويد أو بالتجربة  
  
115   01:16 صباحاً   التاريخ: 2025-03-04
المؤلف : د. بلال نعيم
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص 134 ــ 136
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

هي مقابل أو إلى جانب التربية بالموعظة الكلامية والإرشادات النظرية والوصفات الشفهية، ومفادها أن يتم الأخذ بيد المتربي مع الحرص والرأفة واللطف والعناية في تجارب عملية تؤدّي إلى إمساكه بالفكرة ثم تلبسه بها ثم تمسكه بها ثم تمحضه بها عادة وسلوكاً والتزاماً.

ومن جملة الأمثلة القرآنية على ذلك:

- تربية وتعليم الخضر (عليه السلام) لنبي الله موسى (عليه السلام)، تلك القصة المشهورة في القرآن، فقد كان بإمكان الخضر (عليه السلام) أن يشرح ما حصل لموسى (عليه السلام) من خلال جلسة تربوية صامتة أو صاخبة، يتم فيها الشرح والتقديم للأمثلة مع استخدام وسائل إيضاح حديثة. لكن الله سبحانه أراد أن يقدم هذا النمط التربوي المتقدم خصوصاً أننا في مقام نبي من أنبياء الله يريد أن يزداد علماً وفهماً وأن يزيد في كماله ومقامه. فالنمط التربوي الذي استخدم هو بالتجربة وخوض الغمار وليس بالموعظة فقط، ومن خلال التجارب المريرة اكتشف موسى (عليه السلام) تلك المفاهيم العظيمة التي تكتنزها تلك التجارب.

ـ تربية قوم طالوت على الصبر والطاعة من خلال تجربة الشرب من النهر، وكيف أنهم اختبروا بهذه الحادثة من أجل تربيتهم على الصبر بالرغم من العطش، وعلى الولاية التي تعني الطاعة والامتثال.

- تربية بني إسرائيل على حبّ الله والتخلي عن حب العجل، من خلال اختبارهم المتكرر وصولاً إلى السامري.

- تربية بني إسرائيل على الشجاعة وعدم الجبن والتخلي عن الذل والهوان من خلال الطلب إليهم دخول بيت المقدس مع وجود المردة فيه والذين كانوا قوماً جبّارين.

- تربية أم موسى على الرضا والتسليم لله، من خلال رمي ولدها في النهر ليأخذه أعداؤه.

- تربية إسماعيل (عليه السلام) على التوكل والتسليم، من خلال الذبح والرضا به لأنه أمر إلهي.

- تربية قوم مريم (عليها السلام) على عدم رمي المحصنات، وعلى عدم الحكم قبل البيان، من خلال قصة ولادة عيسى (عليه السلام).

فالتربية - هنا - بالتجربة بالاختبار، بالتعويد، بأداء المهام وصولاً إلى اكتساب المعرفة والأفكار، وهو نمط متقدم وحديث أيضاً، حيث يمكن معرفة الأشخاص بالاختبار، كما يمكن تربية الأشخاص بالاختبار. فهي وسيلة للاكتشاف وهي وسيلة لإيصال المفاهيم، بل إن أفضلها وسيلة تلك القائمة على التعويد والتجربة؛ لأن في ذلك تمحيصاً لمستوى امتثال الفكرة وتعميقاً للفكرة بعد امتثالها. من هنا كان الجهاد في سبيل الله خير دليل على امتثال المبادئ، وكذلك الإنفاق على أنواعه دليل على القناعة بالمبادئ.

ومن هنا أيضاً كانت الولاية بمعنى الطاعة خير دليل على الانتماء إلى المبادئ، فالإسلام يقوم على منظومة مبادئ وقناعات وقيم ومرتكزات، الدليل والشاهد على قبولها عملياً هو الولاية في مقام الأصول، والجهاد والإنفاق في مقام الفروع؛ لأنّ لب الولاية الطاعة وهو سلوك عملي، ولب الجهاد والإنفاق هو الخروج من الدنيا ومن حبها، وهو سلوك عملي كاشف، والذي يكشف عن ذلك كله هو العمل والتجربة والاختبار. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.