أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-07
![]()
التاريخ: 16-1-2023
![]()
التاريخ: 2024-08-24
![]()
التاريخ: 2024-09-01
![]() |
استيقظ سيدني والد هيم أحد مدراء المبيعات، وهو يفكر بشأن اجتماع المبيعات الأسبوعي الذي سيرأسه في وقت لاحق من اليوم، وتفكر قائلاً: لقد استمر انخفاض المبيعات على مدى الأربعة أشهر الأخيرة.. وذلك بالرغم من الجهد الكبير المبذول من الجميع - وما يحتاجه الأمر حقا هو اجتماع تشجيعي من شأنه أن يحفز الجميع.
وبينما هو يرتدي ملابسه، كان من المستحيل أن لا يلاحظ صمت زوجته إليسيا ونظرتها الحانقة، فقد كانت لا تزال غاضبة من شيء ما كان قد فعله البارحة إلا أنها لم تناقشه معه، ولم يكن سيدني يعرف حتى ما الذي فعله وتسبب في إزعاجها.
وقد كان سيدني يغلي من داخله، فقد كان صمت إليسيا دائماً ما يثير غضبه ولكنه لم يرد التصريح بهذا حتى لا يزيد الأمر سوءاً، ولذلك فقد أسرع إلى سيارته وانطلق إلى عمله، وقد حاول أن يفكر في اجتماع المبيعات القادم إلا أن ذهنه ظل مشغولاً بغضب إليسيا الصامت، وتوتر جسمه ودون تفكير ضغط بشدة على مزود السرعة، ثم سمع صوت سارينة ورأى فلاشات الأضواء؛ حيث تم اقتياده إلى جانب الطريق، وأخبره ضابط الشرطة بأنه كان يقود بسرعة 52 كم في منطقة لا يسمح فيها بأكثر من 35 كم وهنا أدرك سيدني أن هذه المخالفة المرورية ستضعه ضمن قائمة الخطرين وأن تكاليف تأمين سيارته سوف ترتفع كثيراً.
وعندما دخل سيدني مكتبه كان رأسه يموج بالأفكار، حيث قال لنفسه متذمراً، يا له من أسلوب أبدأ به يومي، هنا دق جرس الهاتف وكان محدثه هو مدير المبيعات الإقليمي والذي كان غاضباً، وصاح هذا المدير به قائلاً إنه لمدة أربعة أشهر متواصلة حققت منطقة سيدني أقل نسبة مبيعات في الإقليم، وأمر سيدني بأن يصلح الأمور سريعاً (وإلا).
وإذا تحدثنا عن الضغط لوجدنا أن الغدد لدى سيدني قد ضخت الأدرينالين في جسمه مع ما هو عليه من عصبية، وتوترت عضلاته وشدت أعصابه وأصابه الصداع، ومن ثم تناول قرصاً مهدئاً ودخل إلى الاجتماع، وكان الضغط هو الذي يوجه سلوكه، وترك ما خطط له من أن يحفز الآخرين، وبدلاً من هذا، أخبر موظفي المبيعات لديه بمدى تواضع أعمالهم، وأخبرهم بأنهم أناس كسالى وهددهم قائلاً: (ما لم تزيدوا من مبيعاتكم فسنجد غيركم ممن يستطيعون ذلك).
وعاد سيدني مرة أخرى إلى مكتبه وهو يشعر بتحسن حيث تخلص من كثير مما كان يشعر به من ضغط، أين ذهب هذا الضغط؟ لقد ذهب لكل موظف من موظفي المبيعات الذين كانوا في الاجتماع، لقد أطلق سيدني كل ما كان يحمله من ضغط عليهم، وأصبح عليهم الآن أن يتغلبوا على هذا الضغط قبل غيره من الضغوط التي كانوا يعانون منها بالفعل، وكما قد تتوقع لم يترك أحد الاجتماع ولديه حافز قوي للبيع، بل كان بعضهم غاضباً، وبعضهم شعر بإهانة، والبعض الآخر شعر بالقلق، ولكن لم يشعر أحد منهم بما يحفزه على البيع.
ومع هذا فقد كانت راحة سيدني من القلق في راحة مؤقتة؛ حيث كان أحد كبار العملاء ثائراً بسبب تأخر التسليم. وعلى الرغم من أن سيدني لم يكن بيده شيء يفعله حيال ذلك، فإن العميل أفرغ جام غضبه عليه، وقد كان هذا سبباً في ضخ مزيد من الأدرينالين مرة أخرى، وعندما عاد لمنزله بعد العمل كان لا يزال يغلي غضباً، وقبل أن يختلي بنفسه عنف أحد أطفاله، وبعد ذلك أدار التلفاز ولكن ذهنه كان لا يزال يفكر في الكارثة التي فعلها ذلك اليوم، وحدث نفسه قائلاً: (إنهم يستحقون ذلك)، ولكنه كان يعرف أن سلوكه قد كلفه الكثير، وهنا هز رأسه وتحدث بصوت عال قائلاً لنفسه (لقد كان أولى بي أن ألزم الفراش، فقد كان هذا أفضل بكثير).
وسيدني شخصية تعبيرية وقد تحول إلى ما يسمى بالأسلوب البديل وذلك كاستجابة منه لحمل زائد من الضغط، وقد كانت استجابته لهذا الضغط الزائد متوقعة، كما كانت نتائج ذلك متوقعه أيضاً وهي: علاقات متوترة، قرارات غير سليمة، أداء منخفض.
وليس هناك أسلوب بمقدوره التعامل مع الضغط الزائد بكياسة، ولكل أسلوب سلوك بديل خاص به، وعندما ينتقل الشخص للتعامل بالأسلوب البديل يكون لسلوكه هدف واحد التقليل من الضغط، والمشكلة هنا هي أن هذا السلوك عادة ما يولد ضغطاً لدى الآخرين، وليس مستبعداً أن يدخل الأمر في دائرة مغلقة قد تؤدي إلى إفساد العلاقات بشكل دائم.
وهناك أحيان يعاني فيها كل منا من حمل زائد من الضغط يغلب أن يخرج أسوأ ما لدينا.
|
|
دراسة: الفطر سلاح فعال ضد الإنفلونزا
|
|
|
|
|
حدث فلكي نادر.. عطارد ينضم للكواكب المرئية بالعين المجردة
|
|
|
|
|
وفد أكاديميّ من جامعة واسط يُشيد بجامعة الكفيل وإمكاناتها العلمية الحديثة
|
|
|