تلوث مزارع الانسجة النباتية

قد تصل نسبة التلوث في مزارع الأنسجة إلى 100 %، وبذلك يعد التلوث من أخطر العوامل التي لا تؤدى فقط إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بل إلى فقدان بعض التراكيب الوراثية التي قد يصعب الحصول عليها مرة أخرى أو يستغرق وقتا طويلا للحصول عليها. ولكي يستمر المُستأصل النباتي في الحياة والنمو في القوارير لابد وأن يكون خالياً من الإصابة بالحشرات والفطريات ومعظم أنواع البكتيريا. ولذا يصبح من الأهمية القصوى المحافظة على المعمل بما يحتويه من أرضيات وحوائط وهواء خالياً من الأتربة والتلوث بالجراثيم المختلفة. ويتضح من النظر لتركيب وسط النمو المستعمل في زراعة الأنسجة مدى صلاحيته لنمو العديد من الكائنات الحية الدقيقة لاحتوائه على العديد من العناصر المعدنية والعضوية لاسيما التركيز المرتفع من السكر المحفز لنمو تلك الكائنات. ويمكن ملاحظة النمو السريع لبعض هذه الملوثات وقضائها على المُستأصل النباتي تحت الظروف المثلى للنمو خلال بضعة أيام من تأسيس المزرعة. وفي بعض الحالات يحدث نمو للملوثات داخل المُستأصل النباتي وذلك باستهلاكه للمواد الغذائية وإفرازه لبعض المركبات السامة التي تدمر النسيج النباتي. وقد تتحول الملوثات السطحية epiphytic والتي يسهل قتلها إلى داخلية endophytic أثناء وإعداد المُستأصلات جمع النباتية أو إعادة تقسيم المزرعة (1994 ,Gunson & Spencer- Phillips) ومن ثم يتطلب الأمر استعمال بعض المركبات التي تقتل تلك الملوثات داخل الأنسجة أو على الأقل توقف نموها.

وهناك أربعة مصادر للتلوث في مزارع الأنسجة، وهي المُستأصل النباتي سواء كان التلوث به داخلياً أو سطحياً، والبيئة، والأدوات المستعملة في فصل وزراعة المُستأصل النباتي، وأخيراً عدم الدقة أثناء إعداد وزراعة المزرعة. وربما يعزى سرعة انتشار الملوثات الفطرية عموما و Fusarium poe على وجه التحديد إلى انتشار بعض الحشرات كالنمل والتربس (2001 ,Leifert & Cassells). وكقاعدة عامة يجب ملاحظة أن أي سطح أو جزء تم تعقيمه أثناء العمل يجب عدم تعريضه للتلوث مرة أخرى كان يلمس باليد أو بتحريك شيء آخر غير معقم فوقه أو بإعاقة حركة الهواء المعقم داخل كابينة العمل مما يسمح للهواء غير المعقم بالدخول إلى جو الكابينة.