يعتمد ثبات جزيء الدنا على التوازن بين قوى مختلفة. تعمل القوى الكارهة للماء الناشئة بين الأسس الموجودة داخل الجزيء على تكدّس stack هذه الأسس طاردة الماء من الوسط وسامحة للروابط الهيدروجينية بأن تكون في قواها الأعظمية مما يؤدي في النهاية إلى تقصير الجزيء وأخذه للشكل الحلزوني. تتعاكس هذه القوى مع القوى التنافرية repulsive بين مجموعات الفسفات (سالبة الشحنة) والتي تعاكس التكدس وتميل لإطالة الجزيء. ولأن هذه القوى التنافرية تكون في أضعف حالاتها في الشروط الفيزيولوجية، يستقر جزيء الدنا في الشكل المتقاصر الحلزوني.

وكما هو مبين في الشكل1، يرتبط النوكليوتيد G مع C بثلاث روابط هيدروجينية C ≡ G، في حين يرتبط A مع T باثنتين فقط A = T؛ ولذا فإن انفصال مناطق الدنا الغنية بالروابط C ≡ G أصعب بكثير من انفصال المناطق الغنية بالروابط T = A يُدعى هذا الانفصال بين السلسلتين، من خلال كسر الروابط الهيدروجينية، باسم تمسُّخ الدنا( أو انصهاره melting). ويمكن إجراء تمسيخ الدنا في محلول ما بزيادة الحرارة أو تخفيض تركيز الملح فيه أو إزاحة pH الوسط.

ينفصلُ طاقا جُزيء معين من الدنا ضمن مجال معين من الحرارة؛ وتسمى النقطة عند منتصف هذا المجال بنقطة الانصهار melting point أو T_m وهي درجة الحرارة التي تضيع عندها نصف البنية الحلزونية الجزيء الدنا. تتأثر هذه الدرجة بتركيز الملح في المحلول ودرجة حموضته وطول الجزيء ونسبة الأسس المكونة له. يحتاج انصهار الدنا الغني بالأزواج G-C إلى درجة حرارة أعلى من تلك المطلوبة لانصهار الدنا الغني بأزواج A-T كما أن زيادة قدرها عشرة أضعاف في تركيز الكاتيونات أحادية التكافؤ تؤدي إلى زيادة T_m بمقدار 16.6 درجة مئوية. ويعمل الفورماميد formamide، والمستخدم بشكل واسع في تجارب تأشيب الدنا DNA recombination على زعزعة استقرار الروابط الهيدروجينية ما بين الأسس، مؤدياً إلى إنقاص قيمة T_m، مما يسمح بفصل طيقان الدنا أو الهجائن DNA-RNA عند درجات حرارة أقل بكثير وبالحد من كسر الطيقان الذي يحدث في الحرارة المرتفعة.

أما في الأوساط ذات درجات الباهاء الحدية (حمضية جداً أو قلوية جدا) فيحدث تغير في شحنات المتبادلات على حلقات الأسس مانعةً إياها من المشاركة بالروابط الهيدروجينية. وتفضل هذه الطريقة عادة على الحرارة لأنها لا تخرب الروابط الفسفودايسترية الأمر الذي قد تحدثه الحرارة.

 يؤدي التمسخُ إلى فقدان ارتباط الطاقين ونقص تكدس unstack الأسس التي تبقى مرتبطة ضمن البلمر بوساطة هيكل الفسفودايستر. ويترافق تمسخ الدنا هذا مع زيادة في امتصاص الضوء من قبل أسس البورين والبيريميدين، الظاهرة التي تُسمّى فرط التلون المسبب بالتمسخdenaturation  hyperchromicity of .

لو أعدنا الجزيء المتمسخ إلى الوسط الفيزيولوجي (تخفيض درجة الحرارة 10-15 درجة مئوية اقل من T_m أو زيادة تركيز الشوارد أو إعادة الـ (pH فإن حلزون الدنا سيعود للتشكل من جديد تلقائياً بسبب عودة تشكل الروابط الهيدروجينية بين الأسس المتتامة. يدعى هذا بإعادة التزاوج أو استعادة الطبيعة renaturation) أو reannealing أو annealing) والسبب الرئيس في حدوثه هو كون طاقي الدنا متتامين. فإذا حدث هذا التزاوج بين سلستين من الحموض النووية من منشأين مختلفين (طاق دنا مع طاق دنا أو رنا مع طاق دنا أو رنا مع رنا نسمي هذه العملية بالتهجين hybridization.

.