يبلغ طول نهر الأردن حوالي 360 كيلومتر ويوجد منبعه في جبل الشيخ بلبنان على ارتفاع 2814 متراً فوق سطح البحر، ويقطع مسافة 21 كيلومتر في هذا البلد تحت اسم الحاصباني ويمر نهر الأردن في منحدرات لبنان حتى البحر الميت ببحيرة الحولة التي ترتفع مترين فوق منسوب سطح البحر، حيث يلتقي بثلاثة روافد عليا الحاصباني، وبانياس، ودان قبل أن يصل الى بحيرة طبرية. ومجموع تلك الروافد الثلاثه أعلى نهر الأردن تغذيها مياه رشح نهر العاصي أو الليطاني او الأمطار المتساقطة على الهضبة. والواقع أن بحيرة الحولة لم تكن الا مستنقعات لا يتجاوز عمقها ثلاثة أو خمسة أمتار قبل أن تجفها إسرائيل في عام 1953 وهكذا تم ضبط تدفق النهر بفيضانات عالية كانت تبلغ في شهر فبراير ما يصل فى المتوسط الى 50 متراً في الثانية حيث تمتد تلك الفيضانات عدة اسابيع بذوبان ثلوج جليد جبل الشيخ. وعلى الجانب الآخر فأن إيراد موسم التحاريق يكون ضعيفا بصفة عامة حيث ينخفض الى حوالي خمسة أمتار مكعبه في الثانية.

ويجرى نهر الأردن بانحدار يقدر بحوالي 1.2 درجة على طول السبعة عشر كيلومترا التي نفصل بحيرة حولة عن بحيرة الطبرية الواقعة على منسوب ما بين 208 و 210 متر تحت منسوب سطح البحر. وهو يشق مجراه فى مضيق محصور وسط البازالت فهي أعمق من بحيرة الحوله وتمتد مساحتها على سطح قدره 266 كيلومترا مربعا ويصب نهر الأردن في هذه البحيرة عند ضفتها الشمالية حيث تبلغ درجة الملوحة 300 جزء في المليون، ولكن زيادة الملوحة العالية لمياه البحيرة ترجع إلى نسب التبخر الشديد الذي يصل الى 300 مليون متر مكعب في العام وتحويل مجاري روافد نهر الأردن التي كانت تغذى البحيرة بالمياه العذبة وتحد من زيادة ملوحتها.

ومن بحيرة طبرية حتى البحر الميت عند منسوب 400 متر تحت سطح البحر أي بفارق 185 متراً مقارنة بمستوى بحيرة طبرية تكون المسافة على خط مستقيم طول 109 كيلومتر ، بينما طول نهر الأردن يصل هناك الى 320 كيلومتر فهو يتعرج على رسلة من سهل طمي يغرقه الفيضان، ومعروف في الأردن وفلسطين باسم الزور وهذه منطقة ذات مناخ رطب تكسوها نباتات شبه استوائية ، ويشرف عليها من الجانبين الغور وهو عبارة عن جمع من المصاطب المسطحة والجافة التي تتخللها أراضي جرداء وسيول رافدة وموسمية، ومتوسط الميل قليل يفسر لنا تنظيم فيضان بحيرة طبرية وتحويل جانب كبير من مياه الجزء الأعلى من نهر الأردن ، منسوب التحاريق الدائم في النهر. فأنه يتم اقتطاع ما بين 60-80% من المياه التي تصب في بحيرة طبرية لتغذية القناة القومية الإسرائيلية، كما يحول جزء كبير من مياه اليرموك نحو الوادي عن طريق قناة الغور الأردنية الشرقية. وفيما عدا الفيضانات القصيرة الأجل الناجمة عن هطول الأمطار المحلية ومياه بعض الوديان التي لم يتم تهذيبها على الضفتين يكون النهر اشبه بجدول متواضع يمكن اجتيازه سيرا على الإقدام في العديد من المواقع.

ويلتقي نهر الأردن بعد تركه بحيرة طبرية بمسافة سبع كيلومترات مع نهر اليرموك الذي توجد منابعه في جبل الدروز بسوريا، وكان يزود نهر الأردن بحوالي 400 مليون متر مكعب من الماء في السنة وذلك حتى شق قناة الغور الشرقية ويلتقي نهر الأردن في مجراه نحو الجنوب بنهر أخر هام أصبحت مياهه محتجزه خلف سد. وهو نهر الزرقاء الذي يصل متوسط تصرفه السنوي الى حوالي 95 مليون متر مكعب من المياه، ومن جهه أخرى فان ما تسهم به الوديان القصيرة في فلسطين وبالأخص منحدرات شرق الأردن ليس كما مهملا لان تلك الوديان تغذيها سلسلة من الينابيع " الطبيعية " عند محط المنحدر الشرقي، وتزود ينابيع شرق الأردن وحدها النهر بحوالي 80 مليون متر مكعب سنوياً. وإذا كانت هذه المياه الجانبية تستخدم الى حد كبير فى الزراعة وبالتالي لا تصل الى مجرى النهر ولذا تكون مياه نهر الأردن مالحة بدرجة كبيرة في فترات التحاريق.

ولا يبدو أن هناك مطبوعات رسمية أو شبه رسمية والتي تتضمن بيانات صحيحة حول متوسط فيضانات نهر الأردن ومتوسط إيراداته حيث تتراوح التقديرات الغير رسمية بفوارق قد تصل إلى 20% ويرجع ذلك إلى ندرة الماء أو باعتباره نادراً، حيث التقديرات الرسمية التي تقدمها كل دوله من دول حوض النهر المعنى تكون مختلفة ذلك لمحاولة كل طرف إن يتشبث بالأرقام الأكثر ملاءمة له عند أى مفاوضات أو مناقشات حول طرق اقتسام مياه النهر الواقع بين أراضي دولتين أو أكثر. ويحدث هذا بصفة عامة كلما اتجهنا إلى أسفل الحوض حيث ترتفع التقديرات المقدمة بخصوص التصرفات وإن كان الاختيار على الجدول الذي قدمه ناف وماتسوك قد يكون هو الأشمل والأكثر ترابطاً.