المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18273 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



منزلة النبي محمد واله عند الله عزّوجل  
  
70   02:33 صباحاً   التاريخ: 2025-01-29
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 6 ص130-134.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014 5039
التاريخ: 2024-12-03 279
التاريخ: 5-6-2022 1346
التاريخ: 2-12-2015 5026

منزلة النبي محمد واله عند الله عزّوجل

 

قال تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 72، 73].

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « الأمانة : الولاية ، والإنسان : هو أب الشرور والمنافق » « 1» .

وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إن اللّه تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرفها أرواح محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمة بعدهم ( صلوات اللّه عليهم ) ، فعرضها على السماوات ، والأرض ، والجبال ، فغشيها نورهم .

فقال اللّه تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال : هؤلاء أحبائي ، وأوليائي ، وحججي على خلقي ، وأئمة بريّتي ، ما خلقت خلقا أحب إلي منهم ، لهم ولمن تولاهم خلقت جنتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ، فمن ادعى منزلتهم مني ، ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا أليما لا أعذبه أحدا من العالمين ، وجعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري ، ومن أقر بولايتهم ، ولم يدع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي ، وكان لهم فيها ما يشاءون عندي ، وأبحتهم كرامتي ، وأحللتهم جواري ، وشفّعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي ، فولايتهم أمانة عند خلقي ، فأيكم يحملها بأثقالها ، ويدّعيها لنفسه دون خيرتي ؟ فأبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها ، وأشفقن من ادعاء منزلتها ، وتمنّي محلها من عظمة ربها ، فلما أسكن اللّه عزّ وجلّ آدم وزوجته الجنّة ، وقال لهما : {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ } [البقرة: 35] يعني شجرة الحنطة {فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35] .

فنظرا إلى منزلة محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمة بعدهم ( صلوات اللّه عليهم ) فوجداها أشرف منازل الجنة ، فقالا : يا ربنا ، لمن هذه المنزلة ؟ فقال اللّه جل جلاله : ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي . فرفعا رؤوسهما ، فوجدا اسم محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمة بعدهم ( صلوات اللّه عليهم ) مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلاله ، فقالا : يا ربنا ، ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك ، وما أحبهم إليك ، وما أشرفهم لديك ؟ فقال اللّه جل جلاله : لولاهم ما خلقتكما ، هؤلاء خزنة علمي ، وأمنائي على سري ، إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد ، وتتمنّيا منزلتهم عندي ومحلّهم من كرامتي ، فتدخلا بذلك في نهبي وعصياني ، فتكونا من الظالمين .

قالا : ربنا ، ومن الظالمون ؟ قال : المدّعون منزلتهم بغير حق . قالا : ربنا ، فأرنا منازل ظالميهم في نارك ، حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك .

فأمر اللّه تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب ، وقال عزّ وجلّ : مكان الظالمين لهم ، المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ، وكلما نضجت جلودهم بدلوا سواها ليذوقوا العذاب . يا آدم ، ويا حواء ، لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فأهبطكما من جواري ، وأحل بكما هواني .

فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ، وقال :

ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين ، أو تكونا من الخالدين ، وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ، فدلاهما بغرور ، وحملهما على تمني منزلتهم ، فنظرا إليهم بعين الحسد ، فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة ، فعاد مكان ما أكلا شعيرا - فأصل الحنطة كلها ما لم يأكلاه ، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه - فلما أكلا من الشجرة طار الحليّ والحلل عن أجسادهما ، وبقيا عريانين { فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [الأعراف : 22، 23] من جواري ، فلا يجاورني في جنتي من يعصيني ، فاهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش .

فلما أراد اللّه عزّ وجلّ أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل عليه السّلام ، فقال

لهما : إنكما إنما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما ، فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار اللّه عزّ وجلّ إلى أرضه ، فاسألا ربكما بحقّ هذه الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش ، حتى يتوب عليكما .

فقالا : اللهم ، إنا نسألك بحقّ الأكرمين عليك : محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، والأئمة عليهم السّلام إلا تبت علينا ، ورحمتنا . فتاب اللّه عليهما ، إنه هو التواب الرحيم .

فلم يزل أنبياء اللّه بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ، ويخبرون بها أوصياءهم ، والمخلصين من أممهم فيأبون حملها ، ويشفقون من ادعائها ، وحملها الإنسان الذي قد عرف ، فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا » « 2 » .

وقال ابن شهرآشوب : عن أبي بكر الشيرازيّ في ( نزول القرآن في شأن علي عليه السّلام ، بالإسناد عن مقاتل ، عن محمد بن الحنفيّة ، عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قوله تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ .

قال : « عرض اللّه أمانتي على السماوات السبع بالثواب والعقاب ، فقلن :

ربنا ، لا نحملها بالثواب والعقاب ، لكن نحملها بلا ثواب ولا عقاب . وإن اللّه عرض أمانتي وولايتي على الطيور ، فأول من آمن بها : البزاة والقنابر ، وأول من جحدها من الطيور : البوم والعنقاء ، فلعنهما اللّه تعالى من بين الطيور ، فأمّا البوم فلا تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطيور لها ، وأما العنقاء ، فغابت في البحار لا ترى .

وإن اللّه عرض أمانتي على الأرض ، فكل بقعة آمنت بولايتي وأمانتي جعلها اللّه طيبة مباركة زكية ، وجعل نباتها وثمرها حلوا عذبا ، وجعل ماءها زلالا ، وكل بقعة جحدت إمامتي وأنكرت ولايتي جعلها سبخة ، وجعل نباتها مرا علقما ، وجعل ثمرها العوسج والحنظل ، وجعل ماءها ملحا أجاجا » .

ثم قال : وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ يعني أمتك يا محمد ، ولاية أمير المؤمنين وإمامته بما فيها من الثواب والعقاب إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً لنفسه جَهُولًا لأمر ربه ، من لم يؤدّها بحقها فهو ظلوم وغشوم .

وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : « لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق وولد حرام » « 3 » .

وعن صاحب كتاب ( الدرّ الثمين ) يقول : قوله تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها ، الأمانة : وهي إنكار ولاية علي بن أبي طالب عليه السّلام عرضت على ما ذكرنا ، فأبين أن يحملنها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا وهو الأول . لأي الأشياء ! لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ فقد خابوا واللّه ، وفاز المؤمنون والمؤمنات « 4 » .

وقال شرف الدين النجفيّ : في تأويل إِنَّا عَرَضْنَا : أي عارضنا وقابلنا ، والأمانة هنا : الولاية . قال : وقوله : عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فيه قولان : الأول : إن العرض على أهل السماوات والأرض من الملائكة ، والجن ، والإنس ، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه .

والثاني : قول ابن عباس : وهو أنه عرضت على نفس السماوات والأرض والجبال ، فامتنعت من حملها ، وأشفقن منها ، لأن نفس الأمانة قد حفظتها الملائكة والأنبياء والمؤمنون ، وقاموا بها « 5 » .

_____________

( 1 ) معاني الأخبار : ص 110 ، ح 2 .

( 2 ) معاني الأخبار : ص 108 ، ح 1 .

( 3 ) المناقب : ج 2 ، ص 314 .

( 4 ) البرهان : ج 8 ، ص 94 .

( 5 ) تأويل الآيات : ج 2 ، ص 469 .

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .