فالمظاهر التضاريسية فى أريتريا هي استمرار لها في كل حوض البحر الأحمر. وقد جاءت كرد فعل للمد الأخدودى العظيم الذي بدأ يتكون منذ آواخر الزمن الجيولوجي الثاني. مبتدأ فى نطاق أخدودي مركب حيث ارتفعت الجوانب مكونه جبالا أخدودية وهبط قاع الاخدود في خط متموج من الجنوب إلى الشمال. ويمتد هذا النطاق الأخدودي الكبير من شمال نهر زمبأى بالجنوب الافريقى متجها صوب الشمال حيث تمتد بحيرة ملاو وبعدها يتفرع الأخدود الافريقى إلى شعبتين رئيسيتين هما :

أـ الشعبة الغربية أو النيلية متضمنه بحيرات افريقيا الوسطى.

ب ـ الشعبة الشرقية أو الأثيوبية والتي تنفرج محتضنة أريتريا وكل حوض البحر الأحمر حتى مرتفعات لبنان الاخدودية وهذا التكامل التضاريس يتمثل في :

1ـ المجموعات الجزرية ممثلة فى مجموعة الجزرالأريتيرية أمام ميناء مصوع ومجموعة جزر باب المندب أو المدخل الجنوبي للبحر الأحمروالمجموعات الجزرية أمام مدخل خليجي السويس والعقبة وكل هذه المجموعات الجزرية جيومورفولوجيا تشكل ألسنة من الساحل المجاور قطعت وتحولت إلى جزر بفعل الأمواج والتعرية البحرية.

2ـ السهل الساحلي الضيق يمتد موازيا لسواحل البحر الأحمر ممثلا في السهل الإريتري وتهامة الحجاز والعسير واليمن وترجع ظاهرة ضيق السهل الساحلي جيومورفولوجيا إلى طبيعة نشأة أخدود البحر الأحمر كأخدود مركب ارتفعت فيه الجوانب كجبال أخدودية انكسارية وعرة معقدة بينما هبط قاع الاخدود كرد فعل لهذه الحركة الانكسارية هبوطا عميقا مما صعب معه نمو السهل الساحلي بالرواسب التي تتجمع على جانبي قاع الاخدود.

3ـ ظاهرة المرتفعات الاخدودية والهضاب الخلفية إذ تمتد المرتفعات أو الجبال الاخدودية على جانبي البحرالأحمر ممثلة في جبال أرتيريا والسودان ومصر على الجانب الافريقي. ويواجهها مرتفعات اليمن والعسير والحجاز على الجانب الآسيوي وتشترك كلها في أصلها الأخدودى كجبال اندفاعية شديدة الانحدارات. وقد ظهرت هذه المنحدرات أحيانا على شكل مدرجات سلمية وتمتد الهضاب الداخلية خلف المرتفعات وقد تموج سطحها في أحواض صغيرة داخلية يتوسط بعضها بحيرات صغيرة.

4 - ظاهرة التقطع بشبكات الأودية الجافة إذ تنساب هذه الأودية الجافة على المنحدرات الاخدودية في اتجاهين متضادين أحدهما نحو البحر الأحمر والثاني نحو الهضاب الخلفية وتنتهي هذه الأودية بمرواح دلتاوية وهي غنية بتربتها الرسوبية ومياهها الجوفية. لأنها كانت تشكل شبكات نهرية في العصر المطير بأواسط الزمن الجيولوجي الرابع ولما سادت ظروف المناخ الصحراوي بعد ذلك جفت هذه الأنهار وتحولت إلى أودية جافة ولكنها غنية بمخزونها من المياه الجوفية. وأصبحت هذه الأودية الجافة في كل حوض البحر الأحمر تشكل مناطق حديثة للتوسع الزراعى كما يشرحها تفصيليا في العرض التضاريسي التحليلي لأراضي أريتريا ومن تتبعنا لهذا التكامل التضاريسي لحوض البحر الأحمر يتضح في أريتريا تضاريسيا تمثل حوض البحر الأحمر تمثيلا جيداً فهي جزء رئيسين الكيان التضاريسي للحوض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

(1) الجماهرية الليبية: الأطلس التعليمي - خريطة افريقيا والأخدود الافريقي العظيم ص 54 طرابلس 1985 .