أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016
2988
التاريخ: 18-1-2016
2139
التاريخ: 2024-08-25
578
التاريخ: 5-1-2023
1243
|
إن مهمة الأم هي مساعدة مولودها الجديد على التكيف مع العالم. كيف يمكن فعل ذلك بطريقة محترمة؟... مراقبة رضيعتك من أجل فهمها، ومساعدتها على تكوين رابطة من خلال التحدث إليها وإخبارها بما ستفعلينه، والتروي قبل التدخل. - ماجدة جربر
سأحملك الآن... فلننزع هذه الحفاضة المبتلة..... لماذا تقترح ماجدة جربر أن يتحدث الأبوان إلى رضيعتهما التي لم تتعلم الكلام بعد خلال تعاملهما معها؟ لأن ذلك هو أساس الاحترام، بدلا من معاملتها كما لو كانت جمادًا. لكن هل هو مهم لتطورها؟
لا نعلم. لكننا لا نفتأ نرى أدلة على أن أطفالنا هم علماء ناشئون، يستكشفون عالمهم ويستخلصون النتائج. ففي حين كنا نعتقد في الماضي أن الرضع قبل تعلم الكلام لا يتذكرون الأحداث ومن ثَمَّ لن يتأثروا بها، يستنتج الباحثون بشكل متزايد أن الرضع يسجلون كل ما يحدث لهم، على المستوى الغريزي غير اللفظي وقد تكون التجارب السابقة لتعلم الكلام حتى أكثر أهمية مما يأتي لاحقا في تشكيل توجهاتنا وحالاتنا المزاجية ومعتقداتنا حول الحياة.
أتذكر الرضيع المحظوظ الذي يسعد والداه بطبيعة الحال بتعلمه، لكن لأنهما يعرفان أن جلوسه أو سيره لأول مرة ليس ذا أي تأثير في سعادته أو نجاحه في نهاية المطاف، يحاولان تجاهل الإنجازات التنموية، ويثقان بالطبيعة الأم في مساعدة طفلهما على التفتح وفقا لجدوله الزمني الخاص. هل يتصرفان بانعدام مسؤولية؟ على الإطلاق. إنهما يزوران طبيب الأطفال في الموعد المحدد، وقد تدربت الأم على ملاحظة علامات الخطر. لكنها مهمة الأبوين ببساطة أن يحبا طفلهما الفريد ويرعياه ويستمتعا به خلال مراحل نموه.
ومثل جميع الرضع، لدى صغيرنا المحظوظ دافع ذاتي للتدحرج، والإمساك بـ(الخشخيشة) وهزها، والجلوس، والحبو. تقاوم أمه نزعة مساعدته في تعلم التدحرج بدلا من ذلك تجلس معه، وتعطيه ملاحظاتها برفق: (نعم، أنت تدفع نفسك إلى أعلى. هذا مجهود كبير. أنت تبني تلك العضلات). هل يفهم أمه؟ ربما ليس بعد، لكنه سيفهم أكثر مما نفترض في وقت أقرب بكثير مما نعتقد. ما الذي يتعلمه؟
* لأن أمه تعترف بجهوده، يتعلم أنها ذات قيمة.
* لأنها لا تهب للمساعدة، يتعلم أن هذا العمل مسؤوليته وحده.
* لأن نبرتها تظل هادئة، يتعلم أنها ليست حالة طارئة، وأن والدته تثق بقدرته على إتقان هذا العمل القيم إذا واصل التدريب.
* لأنها تستجيب لتعبيراته الصوتية والجسدية، يعلم أنها متاحة للمساعدة متى احتاج إليها.
سيتكرر هذا الدرس بأشكال مختلفة خلال فترة رضاعته وطفولته، وسيصير جزءا من نظام إيمانه الأساسي بنفسه وبعالمه.
تتحدث هذه الأم الحكيمة إلى ابنها لأنها على علاقة معه، منذ أول يوم. لكنها تتحدث إليه أيضًا لإدارة قلقها. إنها مثل معظم الآباء الجدد، مستميتة في منح ابنها بداية طيبة في الحياة. لكنها تعرف أن البداية الأفضل تتمثل في اكتشافه لموارده الداخلية وتطويرها من خلال التحدث إلى رضيعها، تذكَّر نفسها بمدى قدرته، وتمنع نفسها من الاندفاع المتهور لـ«إنقاذه». إنها منتبهة بالطبع. إذا تدحرج فوق ذراعه وحاول إخراجها باكيا، ستشرع في تهدئته بصوتها، والتحدث إليه خطوة بخطوة عما يحدث. (ذراعك أسفل منك. إنها ملتوية. أوه، هذا مؤلم). يوحي هدوؤها بأن الحالة ليست طارئة، بل هي جزء لا أكثر من العملية العادية لتعلم التدحرج. لذا فهو يحاول مرة أخرى، ويختبر قليلا، ويضبط وضعه، وينجح في سحب ذراعه.
لكن ماذا لو كان لا يملك الشجاعة الداخلية اليوم للاستمرار في المحاولة، وتطلع إليها طلبًا للمساعدة؟ تتدخل الأم بطبيعة الحال. إن طفلنا بحاجة إلى فرصة لخوض التجربة بنفسه - لذلك نهدئ قلقنا لنتمهل ونمنحه تلك الفرصة من دون التعجيل بالتدخل - لكنه أيضًا بحاجة إلى معرفة أن لديه من يسانده الآن، تمنح الأم طفلها الصغير أقل قدر ممكن من الدعم لمساعدته في مواصلة (عمله) تجاه هدفه. تلمس جسمه بخفة، وتظهر له كيف علقت ذراعه. ربما يكون ذلك كافيا بالنسبة إليه للمواصلة. أو ربما لا، فيصر على أنه انتهى من هذا الاستكشاف في اللحظة الراهنة. تنصت الأم لطفلها وتستجيب له. (هل اكتفيت اليوم، يا عزيزي؟ هيا، تعال إلى أمك. يمكنك المحاولة مرة أخرى غدا).
ومثل بقية الدروس، سيعاود ذلك الدرس الظهور في يوم آخر حتى يتقنه. وبمرور الوقت، يصمد الصغار أمام ضيقهم من «المحاولة» لفترة أطول، ويبدأون حتى في الاستمتاع بها، عالمين أن تلك اللحظات المزعجة هي مجرد جزء من حلقة أكبر من الإتقان الذي سيسمح لهم بالإبداع. إن وثوق الطفل بقدرته على الصمود أمام تعب إزالة العقبات هو حجر الزاوية في تنمية مرونته. طفلنا المحظوظ لديه أُمّ تراقبه خلال تفاعله مع العالم وتأخذ إشاراتها منه. عندما تتدخل، يكون ذلك لأنها ترى أنه يحتاج إلى قليل من المساعدة، وليس بسبب قلقها الخاص أو حاجتها إلى أن ينجز الأمر. هل تراود أمه تلك المشاعر؟ لا شك في ذلك، فهي أم. لكنها تعلم أن ذلك نابع من احتياجاتها الخاصة لا احتياجاته، لذلك فهي تدع تلك المشاعر تمر من دون التصرف وفقها.
هذا الطفل يستمتع بمنهجه المنسق حسب وتيرته، والذي يتألف من التجارب المباشرة. إنه يستكشف بكل حواسه يتقن أشياء جديدة، بدءًا من تحريك جسمه. يبني قدرته على التركيز عندما يلوح بيده محاولا إمساك «الخشخيشة»، ثم يقبض عليها في النهاية. يتعلم مبدأ السببية عندما يُسقط الملعقة مرارا من فوق كرسيه المرتفع. ولأن والديه يسمحان له بالاستكشاف والتجربة، ويحترمان لعبه المستقل من دون تدخلهما، ويشاركانه فرحته بالاكتشاف، يبدأ طفلنا بالاستمتاع بعملية الإتقان. ويضع الأساس كذلك للتمتع بمعدل ذكاء مرتفع.
لا يحتاج الأطفال إلى تحفيز اصطناعي مثل أقراص الفيديو والألعاب الإلكترونية لتطوير عقول ذكية. في الواقع، يتخلف الأطفال الذين يشاهدون أقراص الفيديو كثيرًا في القدرات اللفظية. يرى بعض الباحثين أن الوقت المقضي أمام الشاشة يعوق تطور الدماغ لأنه يحفزه أكثر مما ينبغي، في حين يرى البعض الآخر أنه ببساطة يترك للأطفال وقتا أقل لخوض التفاعلات الإنسانية التي يتعلمون منها حقًا. الأطفال ليسوا مهيئين لتعلم اللغة بالمشاهدة، بل بالانخراط مع شخص يحدثهم مباشرة. أظهرت البحوث أن الطفل يمر بلحظات إلهام عندما يربط الأمور بعضها ببعض في ذهنه ويفكر قائلا: «أوه، ذلك إذن هو ما عناه أبي بكلمة أعلى!». لا يدور الإتقان حول السيطرة على العالم المادي فحسب، أو حتى إدارة أنفسنا، بل يدور كذلك حول التفاعل الإنساني المعقد - طلب المساعدة، رسم ابتسامة، مشاركة الحماس حيال لعبة. ماذا يمكن للآباء فعله بدلا من أقراص الفيديو وبطاقات الاستذكار لتشجيع تعلم طفلهم وإرساء الأساس للإتقان؟
* استخدمي أدوات حماية الطفل للحد من قول لا. جميعنا نريد أن تتعلم طفلتنا أن العبث بالقمامة محظور - وسوف تتعلم. لكنها ليست قادرة على ذلك بعد، ولن تكون قادرة لبعض الوقت. وإلى ذلك الحين، عليها أن تستكشف جسديًا - تلك هي وظيفتها، وهي ضرورية لتطورها العقلي - لذلك احرصي على منحها بيئة آمنة للاستكشاف توفر لها الدعم الذي تحتاج إليه للتعلم.
* راقبي باحترام. أنصتي لما يخبرك به طفلك الرضيع. صحيح أنه لا يستطيع التحدث بلغتك بعد، لكن الرضع ماهرون في جعل أنفسهم مفهومين، إذا أعرناهم الانتباه.
* لا تعجلي بالتعليم. بدلا من ذلك، دعي طفلك يتعلم بالتجربة. كما ذكر عالم النفس التطوري جان بياجيه: (في كل مرة نعلم فيها الطفل شيئاً ما، نمنعه من ابتكاره بنفسه).
* تجاوبي بالدعم المستهدف. قد يعني هذا حمل رضيعتك. قد يعني استخدام صوتك لطمأنتها بحضورك. قد يعني سرد ما يحدث على مسامعها: «أنتِ تنقرين على الهاتف المحمول... كدت تقبضين على البطة الزرقاء».
* ساعدي طفلتك على تنمية إحساسها الناشئ بالأمان. على سبيل المثال، عندما يصير الأطفال قادرين على التنقل، ينطلق أغلبهم إلى الدرج أو إلى حافة السرير لإلقاء نظرة من علٍ، لكنهم لا يزحفون أكثر من ذلك. بدلا من حملها بسرعة للحيلولة دون اقترابها من الحافة، يمكننا مراقبتها بحيث لا تؤذي نفسها فعليا ومشاهدتها في حين تستكشف. الرُّضع الذين يشعرون بأنهم هم المسؤولون عن سلامتهم يتعلمون بسرعة أكبر كيف يحافظون على أنفسهم سالمين.
* لا تقاطعي أبدًا طفلا منخرطًا بسعادة في شيء ما. حسنًا، قد تضطرين إلى ذلك أحيانًا. لكن عموما، عندما يركز رضيعك أو طفلك على شيء ما، فإنه يعمل. مقاطعته تنطوي على عدم احترام، إذ توحي بأن ما يفعله ليس مهما. وتمنعه من حل تلك المشكلة بالذات على الأقل في الوقت الحالي، والأدهى أنها تعوق بناء عضلات التركيز لديه، وتقوض متوسط فترة تركيزه. هذه هي الطريقة التي يتعلم بها اللعب بمفرده، الأمر الذي سيسعدك بشدة عندما يبلغ سن الثالثة.
بحلول الوقت الذي يمر فيه طفلك بعيد مولده الأول، يكون قد استخلص عديدا من الاستنتاجات من تجاربه في العالم. هل العالم مكان رائع وآمن للاستكشاف؟ هل يمكنه تحقيق الأمور؟ هل هو قادر على الاستجابة بفعالية؟ هل يمكنه تلقّي المساعدة كلما احتاج إليها؟ تُشكل إجابات هذه الأسئلة الأساس لسعيه الحثيث نحو الإتقان.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تبحث سبل التعاون مع شركة التأمين الوطنية
|
|
|