أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
5846
التاريخ: 30-09-2014
10590
التاريخ: 9-11-2014
6413
التاريخ: 17-12-2015
4880
|
دعوة مؤمن ال فرعون
قال تعالى : {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 41 - 44].
قال الشيخ الطوسي : حكى اللّه تعالى أن مؤمن آل فرعون قال لهم - أي لقومه - ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ يعني إلى ما فيه خلاصكم : من توحيد اللّه وإخلاص العبادة له والإقرار بموسى عليه السّلام و تَدْعُونَنِي أنتم إِلَى النَّارِ لأنهم إذا دعوا إلى عبادة غير اللّه التي يستحق بها النار ، فكأنهم دعوا إلى النار ، لأن من دعا إلى سبب الشيء فقد دعا إليه ، ومن صرف عن سبب الشيء فقد صرف عنه ، فمن صرف عن معصية اللّه فقد صرف عن النار ، ومن دعا إليها فقد دعا إلى النار . والدعاء طلب الطالب الفعل من غيره ، فالمحق يدعو إلى عبادة اللّه وطاعته وكل ما أمر اللّه به أو نهى عنه والمبطل يدعو إلى الشر والعصيان ، فمنهم من يدري أنه عصيان ومنهم من لا يدري ثم بين ذلك فقال {تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ } وأجحد نعمه {وَأُشْرِكَ بِهِ في العبادة ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } مع حصول العلم ببطلانه . لأنه لا يصح أن يعلم شريك له وما لا يصح أن يعلم باطل ، فدل على فساد اعتقادهم للشرك من هذه الجهة ثم قال وَأَنَا أَدْعُوكُمْ معاشر الكفار إِلَى عبادة الْعَزِيزِ يعني القادر الذي لا يقهر ، ولا يمنع لاستحالة ذلك عليه الْغَفَّارِ لمن عصاه إذا تاب إليه تفضلا منه على خلقه.
وقوله {لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ } قال الزجاج : هو رد الكلام كأنه قال لا محالة إن لهم النار.
وقال الخليل : لا جرم لا يكون إلا جوابا تقول : فعل فلان كذا فيقول المجيب : لا جرم إنه عوين والفعل منه جرم يجرم ، وقال المبرد معناه حق واستحق {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ } والمعنى ليس له دعوة ينتفع بها في أمر الدنيا ولا في الآخرة فأطلق ليس له دعوة ، لأنه أبلغ وإن توهم جاهل إن له دعوة ينتفع بها ، فإنه لا يعتد بذلك لفساده وتناقضه . وقال السدي وقتادة والضحاك : معناه ليس لهذه الأصنام استجابة دعاء أحد في الدنيا ولا في الآخرة . وقيل : معناه ليس لها دعوة تجاب بالإلهية في الدنيا ، ولا في الآخرة {وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللَّهِ} أي وجب أن مردنا إلى اللّه ، ووجب أَنَّ الْمُسْرِفِينَ بارتكاب المعاصي . وقال مجاهد : يعني بقتل النفس من غير حلها. وقال قتادة بالإشراك باللّه هُمْ أَصْحابُ النَّارِ يعني الملازمون لها.
قال الحسن : هذا كله من قول مؤمن آل فرعون .
ثم قال لهم على وجه التخويف والوعظ {فَسَتَذْكُرُونَ} صحة ما أَقُولُ لَكُمْ إذا حصلتم في العقاب يوم القيامة . ثم أخبر عن نفسه فقال {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} أي أسلمه إليه إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ أي عالم بأحوالهم ، وما يفعلونه من طاعة ومعصية . وقال السدي : معنى أفوض أسلم إليه « 1 ».
______________
( 1 ) التبيان : ج 9 ، ص 80 - 82.
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|