أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-19
800
التاريخ: 2-12-2015
4854
التاريخ: 5-10-2014
5398
التاريخ: 9-06-2015
5245
|
فطنة مؤمن ال فرعون حزقيل
قال تعالى : {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} [غافر: 45].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام ، في قول اللّه عزّ وجلّ : {فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا }: « أما لقد سلطوا عليه وقتلوه ، ولكن أتدرون ما وقاه ؟ وقاه أن يفتنوه في دينه » « 1 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « واللّه لقد قطعوه إربا إربا ، ولكن وقاه أن يفتنوه في دينه » « 2 ».
وقال أبو محمد الحسن العسكري عليه السّلام : « قال بعض المخالفين بحضرة الصادق عليه السّلام لرجل من الشيعة : ما تقول في العشرة من الصحابة ؟ قال :
أقول فيهم الخير الجميل الذي يحط اللّه به سيئاتي ويرفع به درجاتي . قال السائل : الحمد للّه على ما أنقذني من بغضك ، كنت أظنّك رافضيا تبغض الصّحابة ! فقال الرجل : ألا من أبغض واحدا من الصّحابة فعليه لعنة اللّه ، قال : لعلّك تتأوّل ما تقول في من أبغض العشرة من الصحابة ؟ فقال : من أبغض العشرة من الصحابة فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين . فوثب فقبّل رأسه ، وقال : اجعلني في حلّ مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم ، قال : أنت في حلّ وأنت أخي . ثم انصرف السائل ، وقال له الصادق عليه السّلام : جوّدت ، للّه درك ، لقد عجبت الملائكة في السماوات من حسن توريتك ، وتلفظك بما خلّصك اللّه ، ولم تثلم دينك ، وزاد اللّه في مخالفينا غمّا إلى غم ، وحجب عنهم مراد منتحلي مودتنا في أنفسهم.
فقال بعض أصحاب الصادق عليه السّلام : يا بن رسول اللّه ، ما عقلنا من كلام هذا إلا موافقة صاحبنا لهذا المتعنّت الناصب ، فقال الصادق عليه السّلام : لئن كنتم لم تفهموا ما عنى فقد فهمناه نحن ، وقد شكره اللّه له ، إن الموالى لأوليائنا ، المعادي لأعدائنا إذا ابتلاه اللّه بمن يمتحنه من مخالفيه وفّقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه ، ويعصمه اللّه بالتقيّة ، إن صاحبكم هذا قال : من عاب واحدا منهم ، فعليه لعنة اللّه ، أي من عاب واحدا منهم هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وقال في الثانية : من عابهم أو شتمهم فعليه لعنة اللّه ، وقد صدق ، لأنّ من عابهم فقد عاب عليّا عليه السّلام لأنّه أحدهم ، فإذا لم يعب عليا عليه السّلام ولم يذمه ، فلم يعبهم ، وإنما عاب بعضهم.
ولقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به إلى فرعون مثل هذه التورية . كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد اللّه ونبوّة موسى ، وتفضيل محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على جميع رسل اللّه وخلقه ، وتفضيل علي بن أبي طالب عليه السّلام والخيار من الأئمة على سائر أوصياء النبيين وإلى البراءة من ربوبية فرعون ، فوشى به الواشون إلى فرعون ، وقالوا : إنه ابن عمي ، وخليفتي على مملكتي ، وولي عهدي ، إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره لنعمتي ، وإن كنتم كاذبين فقد أستحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته .
فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه ، وقالوا : أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماءه ، فقال حزقيل : أيها الملك ، هل جربت عليّ كذبا قط ؟
قال : لا ، قال : فسلهم من ربهم ؟ قالوا : فرعون . قال : ومن خالقكم ؟ قالوا :
فرعون هذا . قال : ومن رازقكم ، الكافل لمعايشكم ، والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا : فرعون هذا . قال حزقيل : أيها الملك فأشهدك ومن حضرك أن ربّهم هو ربي ، وخالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي ، لا رب لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم ، وأشهدك ومن حضرك أن كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا بريء منه ومن ربوبيته ، وكافر بإلهيته.
يقول حزقيل هذا وهو يعني أن ربهم هو اللّه ربي ، ولم يقل : إن الذي قالوا هم إنه ربهم هو ربي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ربي وخالقي ورازقي ، وقال لهم : يا رجال السوء ، ويا طلاب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وعضدي ، أنتم المستحقون لعذابي ، لإرادتكم فساد أمري ، وإهلاك ابن عمي ، والفتّ في عضدي . ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد ، وفي صدره وتد ، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقّوا بها لحومهم من أبدانهم ، فذلك ما قال اللّه تعالى : {فَوَقاهُ اللَّهُ يعني حزقيل سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا} لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه {وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ} وهم الذين وشوا بحزقيل إليه ، لما أوتد فيهم الأوتاد ، ومشط من أبدانهم لحومهم بالأمشاط » « 1 ».
____________
( 1 ) الكافي : ج 2 ، ص 171 ، ح 1 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 258 .
------------------------------
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|