المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التواصل مع طفل صعب  
  
58   09:10 صباحاً   التاريخ: 2024-12-25
المؤلف : د. لورا ماركهام
الكتاب أو المصدر : آباء مطمئنون أبناء سعداء
الجزء والصفحة : ص96ــ98
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 2537
التاريخ: 12-1-2016 2371
التاريخ: 14-3-2021 2575
التاريخ: 28-10-2017 2159

ماذا لو أن لديك طفلا لا يبدو متحمسًا للتواصل؟ الأطفال الذين يعانون طيفَ توحّد أو مشكلات في المعالجة الحسية هم خير مثال على ذلك. هؤلاء الأطفال يريدون التواصل، وما عليك إلا أن تبدع في العثور على أساليب التواصل المناسبة. إذا كان هذا الوصف ينطبق على طفلك، فإنني أهيب بك ألا تفقد الأمل في التماس التواصل. انتبه جيدًا للطريقة التي يستجيب بها طفلك، واضبط محاولاتك وفقا لذلك.

ماذا عن الأطفال الذين هم صعاب المراس ببساطة؟ الطفل الذي يبدو أنه يحاول إبعادك بصراخه ودس أصابعه في أنفك والبصق عليك؟ صدق أو لا تصدق، هؤلاء الأطفال يرغبون في القُرب هم أيضًا. الحقيقة أن السبيل إلى تهدئة سلوكياتهم الصعبة هو في الواقع مزيد من التواصل، وليس أقل. لننظر في الطريقة التي يسير بها هذا الأمر.

عندما بلغ جوناثان ثلاثة عشر شهرًا، بدأ ينتحب باستمرار. كان يستيقظ من نومه باكيا، ويظل في مزاج عكر طوال اليوم. يصرخ إذا غيرت أمه ((حفاضته)) أو حمله أبوه لإبعاده عن شاشة التلفزيون بعزم لا يسهل تشتيته. يرفض أن يوضع في الحمالة، لكنه يصر على أن يُحمل ويُحتضن على خصر معظم الوقت. وهناك كان يشد شعرها أو يدس أصابعه في أنفها أو يصرخ في أذنها، وعندما تحاول أمه، بروك، إنجاز أي أعمال في المنزل، يمضي جوناثان منتزعا الكتب من فوق الأرفف وملقيًا إياها، أو مفرغا كل الخزانات التي يمكنه الوصول إليها. كان يحدق إليها في حين يضرب الكلب، أو يخلع ((حفاضته))، ويتبول على الأرض. شعرت بروك بأن ثمة خطأ فادحا من دون ريب فيما تفعله بوصفها أما.

بدأت بروك بالاعتناء بنفسها - وهي مسؤوليتنا الأولى دائما بوصفنا مربين. بدأت تصطحب جوناثان إلى الخارج كل صباح حتى يتسنى لها مقابلة آباء وأطفال آخرين. عندما قل انتحابه، أدركت أنه لا بد كان يشعر بالملل في المنزل معها طوال اليوم. عملت أيضًا، على ميلها الخاص إلى خوض صراعات السلطة. مع طفلها الدارج، وذلك من خلال التفكر في الطريقة التي كان يجبرها بها أبواها على الإذعان لرغباتهما حتى في الأمور التي بدت بالنظر إلى الماضي تافهة. قررت أن تمنح ابنها ذا الإرادة القوية مزيدا من السيطرة على حياته، وبدأت تمنحه خيارات: «الكوب الأحمر أم الأزرق؟». وللحد من انزعاجها، أمَّنت المنزل بأدوات سلامة الأطفال على نحو أكثر شمولاً حتى يمكنها التجاهل ببساطة عندما ينخرط في فعل أشياء في المنزل، وتخبر نفسها بأنه يرفع مع كل استكشاف معدل ذكائه ويعزز استقلاليته. ساعدت هذه التغييرات في تسهيل الأمور، لكن جوناثان ظل صعب المراس في أغلب الأحيان.

قررت بروك أن تحاول خلق مزيد من التواصل. نظرت إلى عيني جوناثان بوعي ودفء قدر المستطاع، وبدأت تمنحه أحضانا متكررة من دون طلب، بدلا من الاكتفاء بحمله كلما انتحب. سعت بروك إلى خلق اتصال آمن وممتع من خلال بدء جلسات اللعب الخشن مع جوناثان، فراحا يتدحرجان على السجادة في حين يتصارعان ويضحكان. سمعت قهقهته خلال جلسات اللعب هذه بمخاوفه الطفولية المناسبة لسنه أن تطفو على السطح وتتبخر، فازدادت مرونته قليلا. بدأت بروك بدورها في التعامل مع جسد جوناثان بمزيد من الاحترام، فسمحت له بغسل وجهه بنفسه، وغيرت «حفاضاته» وهو واقف يلعب. عندما صار جوناثان أكثر ودا، أدركت بروك أن سلوكه الجسدي العدواني تجاهها كان في الواقع محاولة خرقاء للتواصل. لذلك بدأت تستجيب بمرح، على سبيل المثال: هل تحاول وضع أصابعك في أنفي مجددًا؟! مستحيل! حسنا، لنلعب لعبة «أصابع الأنف». انظر إن كان يمكنك الاقتراب... هربت منك... حسنًا، إنه دوري... هل يمكنني تقريب أصابعي من أنفك؟ أوه، أنت سریع جدا!». عندما أراد أن يبصق عليها، أخذته إلى الخارج لخوض مسابقة بصق معها، ومرة أخرى حوّلت عدوانيته إلى اتصال. وأخيرا، عندما احتاجت إلى وضع حد، ولم يتقبل جوناثان مواساتها، ذكرت بروك نفسها بأنه يحتاج ببساطة إلى فرصة للبكاء واحتضنته بتعاطف، بدلا من الاستسلام للسخط في بعض الأحيان كان يتقوس ليخرج من بين ذراعيها، لكنه يعود في غضون بضع دقائق ليتسلق حجرها ويتشبث بها باكيا. بعد مرور شهر من نهجها الجديد، أفادت بروك بأن جوناثان قد تحول. لم يزل عنيدا، لكنه يبدو أشد سعادة الآن، وصارت الحياة أسهل بكثير». تعلمت بروك كيفية التكيف مع الاحتياجات الفريدة لطفلها صعب المراس ذي الإرادة القوية.

هل يكون الأمر دائما بهذه السهولة؟ لا. يمكن للأطفال أن يكونوا صعاب المراس في كثير من النواحي. غير أن تعميق اتصالنا مع طفلنا يؤتي ثماره دائما، بصرف النظر عن صعوبة الطفل أو الموقف. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.