يقصد بالتجوية الميكانيكية عملية تفكك الصخور الى فتات صخرية أصغر حجماً من الصخور الأصلية دون ان يحدث أي تغير مهما كان بسيطاً في خصائص المعادن المكونة للصخور ، وهناك عدد من العوامل تسهم في تفعيل عملية التجوية الميكانيكية تتلخص بالآتي: -

1ـ التمدد الحراري: يحدث التمدد الحراري عندما تتعرض الصخور في الأقاليم الجافة وشبه الجافة الى التسخين الشديد اثناء النهار جراء تعرضها الى اشعة الشمس، ولكونها جرداء خالية من الغطاء النباتي، فتتمدد المعادن المكونة لتلك الصخور كل حسب معامل التمدد الطولي الخاص به. وعندما تنخفض درجات الحرارة في تلك المناطق اثناء الليل، حيث المدى الحراري اليومي كبير فان معادن تلك الصخور تتقلص بموجب معاملات التقلص الخاصة بها. ونظراً لعدم تساوي معاملات التمدد والتقلص لكل المعادن المكونة للصخور، فان تكرار هذه العملية يؤدي الى تفكك الصخور

2- إثر الصقيع: يعد الصقيع من أكثر عوامل التجوية الميكانيكية تأثيراً، اذ يزداد حجم الماء عند تجمده الى حوالي 10% من حجمه السابق ويؤدي تجمد المياه الموجودة داخل الشقوق والمفاصل أو المسامات الموجودة في الصخور الى زيادة الحجم وزيادة الضغط والى تفكيك تلك الصخور الى قطع صغيرة ، ويؤدي تعاقب عملية الانجماد والذوبان الى توسيع الشقوق الموجودة بين الصخور حتى تتكسر بعد ذلك الى كتل منفصلة ، ويتركز تأثير الصقيع في مناطق العروض الوسطى والعليا وكذلك فوق المرتفعات العالية حيث تسمح درجات الحرارة بتكرار عملية الانجماد والذوبان ، وتتأثر الصخور الرسوبية بهذه العملية أكثر من الصخور النارية بسبب كثرة المفاصل والشقوق فيها.

3 ـ التمدد الناجم عن ازالة الضغط: يحدث هذا النوع من التجوية عندما يزاح الضغط المسلط على الصخور، وتتعرض الصخور المكشوفة لهذا النوع من التجوية إثر ازالة الضغوط المسلطة عليها بصورة تدريجية من قبل التكوينات الصخرية التي كانت تعلوها وتعرضت لعمليات التعرية، مما يؤدي الى حدوث التشققات الصخرية الافقية أو القوسية وانسلاخ الكتل الصخرية على شكل شظايا أو رقائق صخرية تمتد بشكل مواز الى سطح الأرض. 

4- النمو البلوري: تنشط هذه التجوية بسبب تبلور الأملاح المذابة بالماء عند تعرضه للتبخر، ويعتمد ذلك على توفر مصدر للمياه المالحة مثل المياه الجوفية أو مياه البحر من خلال تسربها في اعماق الصخر أو التربة أو فوق السطح اثناء عملية المد، يضاف الى ذلك ارتفاع درجات الحرارة وتوفر مواد صخرية أو تربة ذات مسامية عالية، وتسود تلك الظروف في المناطق الجافة. فعندما يرتفع الماء الجوفي خلال مسامات الصخور الى الأعلى بفعل الخاصية الشعرية حيث يتبخر في النطاق الأعلى الجاف من الصخور الذي يقع فوق مستوى الماء الجوفي تاركاً ما يحمله من املاح داخل المسامات الصخرية، وتؤدي البلورات الملحية الى تفتت الصخور من خلال ما تحدثه من ضغط في الفراغات والمسامات الصخرية المحصورة ينجم عن زيادة الحجم.

5 ـ الكائنات الحية: يمكن للكائنات الحية ان تتسبب في تحطيم الصخور ميكانيكياً بطرائق مختلفة، فجذور النباتات تتغلغل داخل شقوق الصخور ويساعد نمو تلك الجذور على توسيع هذه الشقوق ، وتقوم حيوانات الانفاق ايضاً بتحطيم المواد الصخرية عندما تقوم بحفر ممراتها مثل دودة الارض والسنجاب الامريكي. وان بعض الحيوانات الأرضية كالجرذان والأرانب وانواع من النمل تحفر لها مأوى في داخل الأرض، مما يساعد على تفتيت الصخر ، كما ان نشاطات الانسان المختلفة ومنها التعدين وشق الطرق في المناطق الجبلية وقطع الأشجار اسهمت هي الأخرى في عملية تفتت الصخور وازالة التربة.