العلاقة بين الكثافة النباتية ومحصول الذرة الشامية

العلاقة بين زيادة أو نقص الكثافة النباتية لنبات الذرة من حيث مقدرتها على اعتراض الطاقة الضوئية وتحويلها إلى طاقة كيميائية وإنتاج المادة الجافة قام بدراستها (1995 El-Bially ) حيث يعتبر الضوء من أهم العوامل البيئية المؤثرة على نمو محصول الذرة الشامية وبالتبعية يؤثر على كمية الضوء النافذة خلال الكساء الخضري ونظام توزيع النباتات بالحقل ومن ثم فإن زيادة الكثافة النباتية بأعلى من الحد الأعظم أو نقص الكثافة بأقل من الحد الأدنى لمدى الكثافة النباتية الأمثل يؤدى ذلك لإحداث تغيرات سلبية أو موجبة في مكونات المحصول (1975 ,Duncan). الزراعة بالكثافة النباتية المثلى عند زراعة الهجن عالية الإنتاج حيث لا يوجد رقم محدد للكثافة النباتية ولكن يمكن القول إنه يوجد مدى أمثل للكثافة النباتية من خلاله يمكن الحصول على أعلى كمية محصول ولهذا فإن زيادة الكثافة النباتية عن الحد الأمثل يؤدى لنقص سريع في كمية المحصول وإلى حدوث ظاهرة النباتات الذكر أي ارتفاع نسبة النباتات المذكرة الغير حاملة للكيزان وذلك بسبب زيادة التظليل ونقص كمية المادة الجافة نتيجة انخفاض معدل التمثيل الضوئي (1974 Yamaguchi) بينما يؤدى النقص في عدد النباتات في وحدة المساحة عن الحد الأدنى للعدد الأمثل من النباتات بوحدة المساحة إلى عدم استغلال العوامل البيئية الاستغلال الأمثل.

يعتبر التوزيع النباتي داخل السطر الواحد أو الخط الواحد لأى كثافة نباتية عامل محدد لكمية محصول الذرة الشامية الناتجة من وحدة المساحة ويمكن التحكم في التوزيع عن طريق ضبط المسافة بين السطور وبين الجور حتى لا يحدث تنافس بين النباتات على العناصر الغذائية والضوء والماء (1997 .Fageria et al) ولذلك فانة من الأفضل أن يكون توزيع النباتات على أبعاد متساوية عن بعضها البعض (بين السطور وبين الجور) لتقليل المنافسة بين نباتات الذرة الشامية إلى أقل حد ممكن ومن ثم يمكن تعظيم كمية محصول الذرة الناتجة من وحدة المساحة ووجد أن زراعة الهجن الثلاثي 310 على 20 سم بين الجور و 60 سم بين السطور مع إضافة 120 كجم نيتروجين للفدان أمكن من خلال ذلك زيادة معنوية في كمية المحصول ومعظم مساهماته ووجد أن زراعة الذرة الشامية على مسافات 60 × 40 سم أدى لزيادة كل من القدرة النسبية للتمثيل الضوئي ومعدل امتلاء الحبوب طول الفترة الفعالة لامتلاء الحبوب وطول الكوز وعدد السطور بالكوز وعدد الحبوب بالسطر ووزن الكوز ووزن 100 حبة ومحصول النبات من الحبوب ودليل الحصاد. بينما لم يحقق هذا النظام قيم أعلى لمحصول الحبوب من الفدان بالمقارنة بنظام الزراعة على مسافات 40 × 40 سم وفي هذا الخصوص ووجد أن تقليل المسافة إلى 30 سم بين الجور و 60 سم بين السطور وكذلك تقليل المسافة إلى 20 سم بين الجور و 60 سم بين السطور أدى ذلك لزيادة محصول الحبوب وبعض مؤشراته وذلك بالمقارنة بالمسافات الواسعة.

توجد علاقة بين الكثافة النباتية وكفاءة استخدام المياه حيث لوحظ أن تضيق المسافة بين السطور أدى الى تقليل الطاقة المتيسرة على سطح التربة نتيجة لزيادة التظليل وعلى ذلك فيقل معدل بخر الماء من التربة ويؤدى ذلك لزيادة كفاءة استخدام الماء (1988 Olsson and Sander) والتوزيع النباتي الأكثر تناسقاً وتضييق المسافة بين السطور يلعب دور كبير بالمقارنة بالزراعة على مسافات واسعة بين السطور ويعتبر ذلك أمر هام في المناطق الجافة والتي يتم فيها زراعة الذرة الشامية تحت ظروف الإجهاد الرطوبي وعلى هذا فنقص عرض السطر يساعد في زيادة نسبة الرطوبة بالتربة والتي يمكن أن تستخدم في عمليات النمو ومن ثم زيادة إنتاجية وحدة المساحة. وزيادة الكثافة النباتية من 20 - 30 ألف نبات / فدان أدى لنقص مساحة ورقة الكوز الرئيسي وطول الكوز وقطر الكوز وعدد الحبوب بالسطر ووزن 100 حبة في حين زاد محصول الحبوب بالفدان من 24.4 إلى 29.9 أردب للغدان (الأردب 140 كجم) عند زيادة الكثافة النباتية من 20 إلى 30 ألف نبات / فدان بينما قرر El- Murshedy and Abuldahab (2002) زيادة محصول الحبوب/ فدان عند زراعة كل من الهجين الفردي 10 والهجين الثلاثي 310 وبشاير 13 بكثافة نباتية 26 الى 30 ألف نبات للفدان وزراعة الصنف جيزة 2 بكثافة نباتية 24 ألف نبات / فدان.

ومما سبق يتضح أن زيادة الكثافة النباتية من 20 - 30 ألف نبات / فدان أدى لزيادة محصول الحبوب للفدان رغم نقص محصول النبات الفردي وتعتبر الزراعة بكثافة 24 إلى 30 ألف نبات للفدان هو العدد الأمثل المناسب لزراعة الذرة الشامية ويتوقف ذلك على الصنف والظروف البيئية وينتج هذا العدد عند الزراعة على مسافة بين السطور 60-70 سم وبين الجور 25-30 سم. ووجد (2005) Duvick تطور الزيادة في الكثافة النباتية لهجن الذرة الشامية كمتوسط منذ الثلاثينات حتى التسعينات حيث لوحظ زيادة الكثافة النباتية بالأيكر من 18000 نبات / ايكر (الأيكر 4000 م2) في الثلاثينات الى 22000 نبات / ايكر في الخمسينات الى 26000 نبات / ايكر في السبعينات الى 30000/ نبات / ايكر في التسعينات موضح بالشكل التالي.

شكل يبين الكثافة النباتية المثلى في الذرة الشامية كمتوسط من 1930 حتى 1990 عن (2005 ,Duick)