المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الخدمات دليل المصطلحات والمفاهيم
2023-02-14
سبب غسل الحيض
6-12-2016
شوكران أو طحماء Spotted hemlock (Conium maculatum)
2/10/2022
المنـاخ التـنظيمـي والممارسـات التـنظيمـيـة والإداريـة
2024-06-22
قياس الحجم الحرج والكتلة الحرجة
30-12-2021
جهاز المناعة
8-11-2015


رسالة إلى أبي زید ابن خلدون  
  
193   02:16 صباحاً   التاريخ: 2024-12-10
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:389-395
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-09 1438
التاريخ: 2024-02-25 917
التاريخ: 10/11/2022 1682
التاريخ: 30-1-2023 1329

رسالة إلى أبي زید ابن خلدون

ومما اشتمل على نثر لسان الدين ونظمه ما خاطب به الرئيس أبا زید ابن خلدون ، لما ارتحل من بحر المرية واستقر ببلد بسكرة عند رئيسها أبي العباس ابن مزنى صحبة رسالة خطبها أخوه أبو زكريا ، وقد تقلد كتابة صاحب تلمسان ، ووصل الكتاب عنه من إنشائه وهذه صورة ما كتبه لسان الدين رحمه الله تعالى

بنفسي وما نفسي علي بهينة                فينزلني عنها المكاس بأثمان "

وراش سهام البين عمداً فأصماني                                                  

حبيب نأى عني وصمم لايني             

وقد كان هم الشيب، لا كان كافياً                فقد ادني لما ترحل . همان

 شرعت له من دمع عيني مورداً                 فكدر شربي بالفراق وأظماني

وأرعيته من حسن عهدي جميمه             فأجدب آمالي وأوحش أزماني

 حلفت على ما عنده لي من رضى              قياساً بما عندي فأحنَتْ أيماني

 وإني على ما نالني منه من قلى                  لأشتاق من لقياه نغبة ظمآن

                                                   389

سألت  جنوني  فيه  تقريب  عرشه            فقست  بجن  الشوق  جن سليمان

إذا  ما دعا  داع  من القوم  باسمه            وثبت  وما استثبت شمية  هيمان

وتالله  ما أصغيت  فيه لعاذل                   تحاميته   حتى  ارعوى  وتحاماني

ولا  استشعرت  نفسي  برحمة  عابد          تظلل  يوما   مثله  عبد رحمن

ولا شعرت  من قبله  بتشوق                    تخلل  منها  بين روح  وجثمان

أما  الشوق  فحدث  عن البحر  ولا  حرج   وأما  الصبر   فسل به  أية  درج

بعد أن  تجاوز  اللوى  والمنعرج  لكن  الشدة  تعشق  الفرج  والمؤمن  ينشق

من روح الله تعالى الأرج وأنى بالصبر على إبر الدبر لا بل    الضرب

الهبر  ومطاولة  اليوم   والشهر  حتى حكم  القهر  ؟  وهل  للعين  أن تسلو  سلو

المقصر   عن إنسانها المبصر   أو تذهل   ذهول  الزاهد  عن سرها  الرائي والمشاهد؟ 

وفي الجسد   بضعة    يصلح   إذا  صلحت  فكيف  حاله إن  رحلت عنه  ونزحت

وإذا  كان  الفراق  هو  الحمام  الأول   فعلام   المعول    ؟  أعيت   مراوضة  الفراق

على الراق  وكادت  لوعة  الاشتياق  أن  تفضي  الى السياق :

تركتموني بعد  تشييعكم           أوسع  أمر الصبر  عصيانا

أقرع  سني  ندما  تارة             وأستميح الدمع  أحيانا

وربما  تعللت  بغشيان  المعاهد  الخالية  وجددت   رسوم  الأسى  بمباكرة

الرسوم  البالية  أسأل  نون  النوى  عن أهليه  وميم  الموقد  المهجور  عن مصطليه

وثاء  الأثافي  المثلثة  عن منازل  الموحدين  وأحار بين تلك  الأطلال حيرة   الملحدين لقد  ضللت   إذا  وما أنا   من المهتدين  كلفت  لعمر  الله بسال  عن جفوني  المؤرقة

ونائم   عن همومي  المتجمعة   المتفرقة ظعن  عن  ملال  لا متبلاما مني بشر  خلال  وكدر الوصل  بعد  ضفائه  وضرج  النصل بعد   عهد  وفائه:

 

                                                       390

أقل  اشتياقا   أيها  القلب  ربما         رأيتك  تصفي  الود  من ليس  جازيا

قها  أنا أبكي  عليه  بدم  أساله وأنهل فيه   أسى  له   وأعلل  بذكراه  قلبا

صدعه  وأودعه  من الوجد   ما أودعه  لما خدعه   ثم قلاه  وودعه  وأنشق 

رباه أنف  ارتياح  قد  جدعه وأستدعي  به  على ظلم  ابتدعه :

خليلي  هل  أبصرتهما  أوسمعتهما       قتيلا  بكى  من حب  قاتله  قبلي

فو لا   عسى  الرجاء  ولعله   لا بل  شفاعة  المحل    الذي  حله   لمزجت  الحنين

بالعتب  وبثثت كتائبه  كمناء في شعاب الكتب  هز  من الألفات  رماحا  خزر

الأسنة  وتوتر  من النونات  أمثال   القسي  المرنة وتقود   من بياض   الطرس

وسواد النقس  بلقا  تردي  في الأعنة  لكنه  أوى  الى الحرم  الأمين  وتفيأ

ظلال الجوار   المؤمن   من معرة  العوار   عن الشمال  واليمين  حرم الخلال  المزنية والظلال  اليزنية   والهم  السنية   والشيم  التي  لا ترضى   بالدون  ولا بالدنية

حيث  الرفد  الممنوح  والطير  الميامن  يزجر   لها   السنوح  والمثوى  الذي  إليه مهما    تقارع   الكرام   على الضيفان   حول  جوابي  الجفان -  الميل   والجنوح :

نسب  كأن  عليه من  شمس  الضحى         نورا  ومن فلق  الصباح   عمودا 

ومن حل بتلك  المثابة فقد  اطمأن جنبه  وتغمد  بالعفو  ذنبه   ولله در القائل  حيث يقول :

 

 

                                                        391

فوحقه  لقد  انتدبت لوصفه       بالبخل لو لا أن  حمصا داره

بلد مى أذكره   تهتج  لوعي      وإذا  قدحت  الزند  طار  شراره

اللهم  غفرا   لا كفرا   وأين  قرارة  النخيل  من مثوى  الأقلف  البخيل  ومكذبة  المخيل؟  وأين  ثانية  هجر   من متبوإ  من ألحد وفجر ؟

من أنكر  غيثا  منشؤه             في الأرض وليس  بمخلفها

فبنان بني  مزنى  مزن             تنهل  بلطف  مصرفها

شكرت  حتى  بعبارها            وبمعناها وبأحرفها 

وتنكرت  الدنيا  حتى              عرفت  منه  بمعرفها

بل  نقول:  يا محل الولد(لا أقسم  بهذا البلد  وأنت  حل  بهذا  البلد )

(البلد  :3,2)  لقد حل   بينك  عرى  الجلد  وخلق  الشوق  بعدك  يا ابن خلدون 

في الصميم  من الخلد  فحيا  الله   تعالى   زمنا  شفيت  برقى  قربك  زما نته 

واجتليت  في صدف  مجدك جمانته ويا من   لم تقض   من طول  خلتك 

لبانته   وأهلا   بروض  أظللت   أشتات   معارفك  بانته   فحمائمه  بعدك  تندب

فيساعدها  الجندب   ونواسمه   ترق    فتتغاشى  وعشياته  تتخافت    وتتلاشى

ومزنه  باك  ودوحه  في مأتم  ذي اشتباك  كأن  لم تكن  قمر  هالات  قبابه

ولم  يك  أنسك  شارع  بابه   إلى   صفوة  الظرف  ولبابه  ولم يسبح  إنسان   عينك  في  ما ء  شبابه  فلهفي  عليك   من درة  اختلستها   يد النوى  ومطل  بردها  الدهر

ولوى  ونعق  الغراب  ببينها   في ربوع  الجوى  ونطق  بالزجر  فما  نطق  عن

                                             392

الهوى  وبأي  شيء  نعتاض  منك  أيتها  الرياض  بعد  أن طمى   نهرك الفياض

وفهقت  الحياض  ؟  ولا كان  الشانىء   المنشوء  والجرب  المهنوء  من قطع 

ليل أغار على  الصبح   فاحتمل  وشارك في الذم الناقة والجمل   وستأثر جنحه

ببدر  النيل لما كمل    نشر  الشراع   فراع  وأعمل  الإسراع  كأنما  هو

تمساح  النيل  ضايق  الأحباب  في البرهة واختطف  لهم من الشط نزهة  العين

وعين النزهة   ولجج  بها   والعيون   تنظر   والغمر  عن الاتباع   يحظر  فلم

يقدر   إلا  على الأسف والتماح الأثر   المنشف   والرجوع   بملء   العيبىة

من الخيبة  ووقر   الجسرة  من الحسرة  وإنما   نشكو  الى  الله البث  والحزن

ونستمطر من عبارتنا المزن وبسيف  الرجاء  نصول  إذا  شرعت   لليأس النصول:

ما أقدر  الله  أن يدني  على شحط          من  داره  الحزن   ممن  داره  صول

فإن  كان كلم   الفراق  رغيبا     لما   نويت  مغيبا  وجللت   الوقت  الهنيء

تشغيل  فلعل  الملتقى  يكون  قريبا   وحديثه  يروي  صحيحا  غريبا

إيه  ثقة   النفس  كيف حال   تلك  الشمائل  المزهرة  الخمائل   ؟ والشيم

الهامية   الديم   هل يمر   ببالها   من راعت   بالبعد  باله   وأخمدت   بعاصف   البين

ذباله أو ترثي  لشؤون شأنها   سكب   لا  يفر  وشوق  يبت  حبال   الصبر  ويبر

وضنى  تقصر   عن حلله   الفاقعة  صنعاء  وتسر   والأمر  أعظم   والله  يسر وما  الذي  يضيرك  ؟  صين  من لفح  السموم  نضيرك  بعد أن أضرمت وأشعلت

                                               393

وأوقدت  وجعلت  وفعلت  فعلتك   التي  أن  ترفق   بذماء  أو  ترد

بنغية ماء أرماق ظماء وتتعاهد المعاهد بتحية   يثم  منها  شذا   أنفاسك أو

تنظر  إلينا  على البعد  بمقلة   حوراء  من بياض   قرطاسك  وسواد  أنقاسك  فربما

قنعت  الأنفس  المحبة   بخيال   زور  وتعللت  بنوال  منزور  ورضيت  لما  لم تصد  العنقاء  بزرزور:

يا من   ترحل  والنسيم  لأجله             تشتاق  إن  هبت  شذا   رياها

تحيي  النفوس  إذا  بعثت تحية            فإذا  عزمت  اقرأ (  ومن أحياها )

ولئن  أحييت بها  فيما  سلف   نفوسا  تفديك  - والله   تعالى   الى الخير  يهديك_

فنحن  نقول  معشر  مريديك  : لئن   ولا تجعلها   بيضة  الديك  وعذرا  فإني لم

أجر   على  خطابك  بالفقر  الفقيرة  وأدللت    لدى   حجراتك  برفع  العقيرة لا عن

نشاط  بعثت  مرموسة   ولا  اغتباط  بالأدب تغري  بسياسته  سوسه  وانبساط 

أوحى  الى على   الفرة ناموسه  وإنما   هو اتفاق   جرته  تفثة   المدور  وهناء

الجرب  المجدور  وخارق  لا مخارق  فثم   قياس  فارق  أو لحن  غنى  به بعد

الممات  مفارق والذي  سببه    وسوغ  منه المكروه  وحببه   ما اقتضاه

الصنو يحيى  - مد  الله  تعالى  حياته  وحرس  من الحوادث  ذاته -  من خطاب  ارتشف   به لهذه   القريحة   بلالتها  بعد أن   رضي  علالتها  ورشح  الى الصهر

الحضرمي  سلالتها  فلم   يسع  إلا  إسعافه  بما  أعافه   فأمليت   مجيبا  ما لا

 

                                            394زلللملدملادجلبملادجللا      بلالبلبلالبلابلالبلالبلاFBGFBKOPKFGBGFBBF

يعد في يوم الرهان نجيباً ، وأسمعتُ وجيباً ، لما ساجلتُ بهذه الترهات سحراً عجيباً ، حتى إذا ألف القلم العريان سبحه ، وجمح برذون الغرارة فلم أطبق كبحه ، لم أفق من غمرة غلوه ، وموقف متلوه ، إلا وقد تحيز إلى فئتك معتزاً بل معتراً ، واستقبلها ضاحكاً مُفتراً ، وهش لها براً ، وإن كان لونه من الوجل مصفراً ، وليس بأوّل من هجر ، في التماس الوصل ممن هجر ، أو بعث التمر إلى هجر ، وأي نسب بيني اليوم وبين زخرف الكلام ، وإجالة جياد الأقلام ، في محاورة الأعلام ؟ بعد أن حال الجريض ، دون القريض، وشغل المريض ، عن التعريض ، واستولى 3 الكسل ، ونصلت الشعرات البيض كأنها الأسل ، تروع برقط الحيات ، سرب الحياة ، وتطرق بذوات الغرز والشيات : ، عند البيات ، والشيب الموت العاجل ، وإذا ابيض زرع صبحته المناجل ، والمعتبر الأجل ، وإذا اشتغل الشيخ بغير معاده ، حكم في الظاهر بإبعاده ، وأسره في ملكة عاده ، فأغض أبقاك الله واسمح ، لمن قصر عن المطمح ، وبالعين الكليلة فالمح ، واغتنم لباس ثوب الثواب ، واشف بعض الجوى بالجواب ، تولاك الله تعالى فيما استضفت وملكت ، ولا بعدت ولا هلكت ، وكان لك أية سلكت ، ووسمك من السعادة بأوضح السمات ، وأتاح لقاءك من قبل الممات ، والسلام الكريم يعتمد جلال ولدي ، وساكن خلدي ، بل أخي وإن اغتبته وسيدي ، ورحمة الله تعالى وبركاته » انتهى قلت : هذه الرسالة الرافلة في حلل البلاغة لم أر مثلها ولم أقف عليه ، فرحم الله تعالى لسان الدين ووجه سحائب الرحمة إليه ، فلقد كان آية الله في النظم والنثر وجميع العلوم على اختلافها.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.