المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



إلى أبي عبد الله عمر التونسي  
  
125   09:30 صباحاً   التاريخ: 2024-12-10
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:353
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-06 679
التاريخ: 2023-02-04 1549
التاريخ: 19/12/2022 1563
التاريخ: 24-4-2022 2017

 

 إلى أبي عبد الله عمر التونسي

ومما خاطب به لسان الدين رحمه الله  تعالى  أبا عبد الله  ابن عمر  التونسي قوله:

سيدي  الذي  عهده  لا ينسى  وذكره  يصبح  في ترديده  بالجميل ويمسى أبقاكم الله تعالى تجلون من السعادة شمسا ، وتصرفون في طاعته لساناً فرداً وبنانا خمسا : وصلني كتابكم الأشعث الأغبر ، ومقتضبكم الذي أضغاثه لا تعبر ، الاعتناء أوضاعه ، معدوماً إمتاعه ، قصيراً في التعريف بالحال

المتشوف إليها باعه، مضمناً الإحالة على خلي من معناها ، غير ملتبس بموحدها ولا مثناها ، سألته كما يسأل المريض عما عند الطبيب ، ويحرص الحبيب على تعرف أحوال الحبيب ، فذكر أنه لم يتحمل غير تلك السحاءة المغنية في الاختصار ، المجحفة بحظي الأسماع والأبصار ، فهممت بالعتب ، على البخيل بالكتب ، ثم عذرت سيدي بما يعتري مثله من شواغل تطرق ، وخواطر تومض وتبرق ، وإذا كان آمناً سربه ، مهنا شربه ، فهو الأمل ويقنع هذا المجمل ، وإن كان التفسير هو الأكمل ، وما ثم ما يعمل ، ووده

في كل حال وده ، والله سبحانه بالتوفيق يمده ، والسلام»

وكانت للسان الدين رحمه الله تعالى مخاطبات كثيرة لسلطان الدولة وأعيانها ، دلت على قوة عارضته في البلاغة ، وقد ألمعنا بجملة منها في هذا الكتاب في مواضع ولم نكثر منها طلباً للاختصار أو التوسط بحسب ما اقتضاه الباعث في الحال ، والله سبحانه وتعالى يبلغ الآمال، ويزكي الأعمال.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.