أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-02-2015
1451
التاريخ: 29-09-2015
1568
التاريخ: 12-10-2014
1609
التاريخ: 27-1-2023
1658
|
قصة فتح مكة
قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة : 114] ؟ !
« قال الحسن بن عليّ عليهما السّلام « 1» : لمّا بعث اللّه محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بمكّة وأظهر بها دعوته ، ونشر بها كلمته ، وعاب أديانهم في عبادتهم الأصنام ، وأخذوه وأساءوا معاشرته ، وسعوا في خراب المساجد المبنيّة ، كانت لقوم من خيار أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وشيعة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، ، كان بفناء الكعبة مساجد يحيون فيها ما أماته المبطلون ، فسعى هؤلاء المشركون في خرابها ، وأذى محمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وسائر أصحابه ، وألجؤوه إلى الخروج من مكّة نحو المدينة ، التفت خلفه إليها ، فقال : اللّه يعلم أنّي أحبّك ، ولولا أنّ أهلك أخرجوني عنك لما آثرت عليك بلدا ، ولا ابتغيت عنك بدلا ، وإنّي لمغتم على مفارقتك .
فأوحى اللّه تعالى إليه : يا محمّد ، إنّ العليّ الأعلى يقرأ عليك السّلام ، ويقول : سأردّك إلى هذا البلد ظافرا غانما سالما قادرا قاهرا ، وذلك قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص : 85] يعني إلى مكّة ظافرا غانما ، وأخبر بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أصحابه ، فاتّصل بأهل مكّة ، فسخروا منه .
فقال اللّه تعالى لرسوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : سوف أظفرك بمكّة ، وأجري عليهم حكمي ، وسوف أمنع من دخولها المشركين حتى لا يدخلها أحد منهم إلّا خائفا ، أو دخلها مستخفيا من أنّه إن عثر عليه قتل .
فلمّا حتم قضاء اللّه بفتح مكّة واستوسقت « 2 » له ، أمّر عليهم عتّاب بن أسيد « 3 » ، فلمّا اتصل بهم خبره ، قالوا : إنّ محمدا لا يزال يستخفّ بنا حتى ولّى علينا غلاما حدث السنّ ابن ثماني عشرة سنة ، ونحن مشايخ ذوو الأسنان ، وخدّام بيت اللّه الحرام ، وجيران حرمه الآمن ، وخير بقعة له على وجه الأرض .
وكتب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعتّاب بن أسيد عهدا على [ أهل ] مكّة ، وكتب في أوّله : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمّد رسول اللّه إلى جيران بيت اللّه ، وسكّان حرم اللّه . أمّا بعد وذكر العهد وقرأه عتّاب بن أسيد على أهل مكّة .
ثم قال الإمام عليه السّلام بعد ذلك : « ثمّ بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بعشر آيات من سورة براءة مع أبي بكر بن أبي قحافة ، وفيها ذكر نبذ العهود إلى الكافرين ، وتحريم قرب مكّة على المشركين ، وأمّر أبا بكر على الحجّ ، ليحجّ بمن ضمّه الموسم ، ويقرأ الآيات عليهم ، فلمّا صدر عنه أبو بكر جاء المطوّق بالنور جبرئيل عليه السّلام ، فقال : يا محمّد ، إن العليّ الأعلى يقرأ عليك السّلام ، ويقول : يا محمّد ، إنّه لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ، فابعث عليّا ليتناول الآيات ، فيكون هو الذي ينبذ العهود ويقرأ الآيات .
وقال جبرئيل : يا محمّد ، ما أمرك ربك بدفعها إلى عليّ عليه السّلام ونزعها من أبي بكر سهوا ولا شكّا ، ولا استدراكا على نفسه غلطا ، ولكن أراد أن يبيّن لضعفاء المسلمين أنّ المقام الذي يقومه أخوك عليّ عليه السّلام لن يقومه غيره سواك - يا محمد - وإن جلّت في عيون هؤلاء الضعفاء مرتبته ، وعرفت عندهم منزلته .
فلمّا انتزع عليّ عليه السّلام الآيات من يده ، لقي أبو بكر بعد ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال : بأبي أنت وأمّي - يا رسول اللّه - أنت أمرت عليّا أن يأخذ هذه الآيات من يدي ؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لا ، ولكن العليّ العظيم أمرني أن لا ينوب عنّي إلّا من هو منّي ، وأمّا أنت فقد عوّضك اللّه بما حمّلك من آياته ، وكلّفك من طاعاته الدرجات الرفيعة ، والمراتب الشريفة ، أما إنّك إن دمت على موالاتنا ، ووافيتنا في عرصات القيامة ، وفيّا بما أخذنا به عليك من العهود والمواثيق ، [ فأنت ] من خيار شيعتنا ، وكرام أهل مودّتنا ، فسرّي « 4 » بذلك عن أبي بكر » .
قال : « فمضى عليّ عليه السّلام لأمر اللّه ، ونبذ العهود إلى أعداء اللّه ، وأيس المشركون من الدخول بعد عامهم ذلك إلى حرم اللّه ، وكانوا عددا كثيرا وجمّا غفيرا ، غشّاه اللّه نوره ، وكساه فيهم هيبة وجلالا ، لم يجسروا معها على إظهار خلاف ولا قصد بسوء - قال - : ولك قوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ }.
وهي مساجد خيار المؤمنين بمكّة ، لمّا منعوهم من التعبّد فيها بأن ألجؤوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى الخروج عن مكّة وَسَعى فِي خَرابِها خراب تلك المساجد لئلّا تعمر بطاعة اللّه ، قال اللّه تعالى :{ أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ } أن يدخلوا بقاع تلك المساجد في الحرم إلا خائفين من عذاب وحكمه النافذ عليهم ، إن يدخلوها كافرين ، بسيوفه وسياطه { لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ } وهو طرده إيّام عن الحرام ، ومنعهم أن يعودوا { إليه وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ }« 5 » .
____________________
( 1 ) في طبعة : عليّ بن الحسين .
( 2 ) استوسق لك الأمر : إذا أمكنك . « لسان العرب - وسق - 10 : 380 » .
( 3 ) عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أميّة ، وال أموي من الصحابة ، أسلم يوم فتح مكّة ، واستعمله النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عليها عند مخرجه إلى حنين في 8 ه ، وأمّره أبو بكر ، فاستمر فيها إلى أن مات يوم مات أبو بكر في 13 هـ ، وقيل في 23 هـ . الكامل في التاريخ 2 : 262 ، الإصابة 4 : 211 / 5383 ، أعلام الزركلي 4 : 199 .
( 4 ) سرّي عنه : تجلّى همّه . « لسان العرب - سرا - 14 : 380 » .
( 5 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : 554 / 329 و 558 / 330 .
|
|
تأثير القهوة على الصحة.. ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
|
|
|
|
|
ثورة تكنولوجية.. غوغل تطلق شريحة كمومية "تنجز عمليات معقدة" في 5 دقائق
|
|
|
|
|
ضمن برنامج الطالب الفعّال قسم الشؤون الفكرية ينظم محاضرات لطلبة المدارس في ذي قار
|
|
|