المفعول معه اسم منصوب يقع بعد واو بمعنى مع تفيد المصاحبة وبعد جملة في الغالب نحو : سرت والجبل  سرت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل . والجبل : الواو واو المعية حرف مبني على الفتح . الجبل : مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة . وليس الجبل بحال من الاحوال معطوفا لان ذلك يؤدي الى أن الجبل كان يسير أيضا وهذا ما لا يعقل وإنما المقصود سرت مع محاذاة الجبل . العامل في المفعول معه : الاصل في عامل المفعول معه أن يكون فعلا كالجملة السابقة ولكن قد يعمل فيه ما يشبه وذلك كما مر في المفعول لأجله ولك أمثلة على ذلك : 1- اسم الفاعل : أنا سائر وشاطئ البحر . 2-اسم المفعول: هذا مقتول وطلوع الشمس . 3- المصدر : سيرك والنيل عافية لك . ويزيد عن ذلك :

4-فعل مقدر بعد ما وكيف الاستفهامين وذلك في ما سمع عن العرب من قولهم : ما أنت وزيدا .

                                            292

كيف أنت وقصعة من ثريد  فالعامل فعل من الكون مقدر والتقدير : ما تكون وزيدا  كيف تكون وقصعة من ثريد . تقديم المفعول معه : لا يجوز تقديم المفعول معه على صاحبه وهو الذي قبل واو المعية فلا تقول : سار والشاطئ خليل ولا يجوز لك بالتالي أن تقدمه على عامله فلا تقول : وضفة النهر سرت . أحكام ما بعد الواو التي بمعنى مع : 1-وجوب النصب على المعية وذلك في نحو : مشى المقاتلون ومنتصف الليل دع الظالم والايام ويجب النصب أيضا في نحو : مررت به وعليا  لأنه يستحيل أن يقع الفعل على ما بعد الواو في الجملة الاولى والثانية ولأن ما بعد الواو في الجملة الثالثة لا يجوز أن يكون معطوفا على الضمير المجرور إلا إذا قلت مررت به وبعلي فأعدت حرف الجر . 2-وجوب النصب ولكن على المعية أو على وجه آخر وذلك نحو : أطعمته خبزا وماء

ماء مفعول معه منصوب ولا يمكن أن يكون معطوفا لأن الماء ليس طعاما . ماء : مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره : وسقيته فتكون الواو هنا واو عطف ولكن عطفت جملة فعلية على جملة فعلية أخرى أي : أطعمته خبزا وسقيته ماء . 3-رجحان  المفعول معه على العطف مع جوز الأمرين وذلك نحو :

                                     293

جئت وعلياً جنت وعلي فالنصب على أنه مفعول معه والرفع على أنه معطوف على الضمير والنصب أرجح لأن عطف اسم صريح على ضمير متصل ضعيف في رأي النحاة  وكذلك النصب على المفعول معه أرجح من العطف في نحو: لا يعجبك الأكل والشبع لا تقبل رغد العيش والذل سار الطفل وأمه ذلك لأن المتكلم في هذه الجمل يقصد المعية فعلا ولأن المعية تفرض نفسها ففي الجملة الثانية على سبيل المثال يقصد المتكلم أنه يجب عليك ألا تقبل رغد العيش مع الذل، وليس : لا تقبل رغد العيش ولا تقبل الذل. فأنهم الجملتين الأخريين وفق هذا التفسير.4 - رجحان العطف على النصب على المعية مع جواز الأمرين وذلك نحو: أقبل المدرس والتلميذ فالفعل يحدث من الاثنين وهما اسمان صريحان قابل كل منهما لأن يعطف على الآخر. أما المعية فعلى معنى : أقبل المدرس مصطحباً معه تلميذه .وكذلك نحو: جنت أنا والصديق فالعطف أرجح لأن العطف على ضمير منفصل قوي مع جواز النصب على المعية لكن العطف أقوى .5- وجوب العطف وذلك نحو: كل مفكر وفلسفته كل صانع وصنعته كل مقاتل وسلاحه فما بعد الواو يجب أن يكون معطوفاً على ما قبله على الرغم من أن الواو

                                              294

بمعنى مع ويخرج هذا . من باب المفعول معه . كل : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف.مفكر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .وفلسفته : الواو حرف عطف فلسفة : اسم معطوف على كل مرفوع . وهو مضاف والضمير مبني على الضم في محل جر مضاف إليه . والخبر محذوف وجوباً تقديره : مقترنان . وكذلك يجب  العطف في مثل : اشترك زيد وعلي تلاكم زيد وعلي مزجت عسلاً وماء لأن كل واحد من هذه الأفعال بعده واو تفيد المشاركة ولا يمكن أن تفيد المعية . شواهد المعقول معه :1-(فأجمعوا أمركم وشركاءكم) [يونس 71].2 - (والذين تبوأوا الدار والإيمان) [الحشر 9]

3- إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا                 فحسبك والضحاك سيف مهند

 4- إذا أعجبتك الدهر حال من امريء         فدعه وواكــل أمـــره والـــلـيـــالــيـــا

 5ـ فكونوا أنتم وبني أبيكم                           مكان الكليتين من الطحال

 6 - إذا ما الغـانـيـات برزن يوماً                   وزججن الحواجب والعيـونــا

7 - فما لك والتلدد حول نجد                   وقد غصت تهامة بالـــرجــال مسكين الدارمي

-8 علفــتــهــا تبـنـاً وماء بارداً                 حتى بدت همـالـة عيناها

9 - إذا أنت لم تترك أخاك وزلة            إذا زلها أوشكتمــا أن تفـرقـا

 10- أقضي نهاري بالحديث وبالمني        ويجـمـعـنـي والـهـم بالـلـيـل جـامـع

 11 - أكتبه حين أناديه لأكرمه              ولا الــقـبـه والـسـوأة اللقبــا

 12 - فكان وإياها كحران لم يفق            عن الماء إذ لاقاه حتى تعددا

 13 - فما أنت والسير في متلف              يبرحُ بالذكر الضابط

                                         295