المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

درجة حرارة الأرض
4-3-2022
يوحنا الرابع (1258–1261)
2023-11-09
Archaeologist
3-1-2016
تفسير الاية (194-195) من سورة البقرة.
1-3-2017
معنى كلمة جرم
2/12/2022
سريان ميعاد إقامة دعوى الإلغاء
2024-04-17


اثار الإحسان في الدنيا والآخرة  
  
251   09:05 صباحاً   التاريخ: 2024-10-28
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص100ــ101
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

لا شك بأن لفعل الخير آثاره الحسنة على فاعله في الدنيا والآخرة وقد ذكر الإمام (عليه السلام) هذه الآثار في ضمن كلماته وحكمه التالية:

قال (عليه السلام):

((فمن آتاه الله مالاً فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة وليفكّ به الأسير والعاني، وليعط منه الفقير والغارم، وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب، فإن فوزاً بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا، ودرك فضائل الآخرة، إن شاء الله))(1).

وقال (عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري:

((یا جابر، قوام الدين والدنيا بأربعة:

عالم مستعمل عِلمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وجوادٍ لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه ...

يا جابر، من كَثُرَتْ نِعم الله عليه كَثُرَتْ حوائجُ الناس إليه، فَمَنْ قام لله فيها بما يجبُ فيها عَرَّضَها للدوام والبقاء، ومن لم يَقُم فيها بما يجب عَرَضَها للزوال والفناءِ))(2).

وقال (عليه السلام):

((يا كميل، مُرْ أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، ويُدلجوا في حاجة من هو نائم، فوالذي وَسِعَ سَمعُهُ الأصوات، ما من أحدٍ أودع قلباً سروراً إلّا وخلق الله له في ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبةٌ جرى إليها كالماء في إنحدارِهِ حتَّى يَطْرُدُهَا عَنه كما تُطْرَدُ غريبةً الإبل (3).

_______________________________

(1) نهج البلاغة : الكتاب 142.

(2) نهج البلاغة : الحكمة 372.

(3) نهج البلاغة : الحكمة 257 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.