الروايات غير الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / العلم والعلماء. |
350
01:33 صباحاً
التاريخ: 2024-10-13
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-10
357
التاريخ: 2024-10-19
297
التاريخ: 2024-10-02
241
التاريخ: 2024-11-09
163
|
دور العلم:
رَوَى الإِرْبَلِيُّ عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عَن عَلِيٍّ (عليه السلام)، قَالَ: فِي كِتَابِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام): إِنَّ ابنَ آدَمَ أَشبَهُ شَيءٍ بِالمِعْيَارِ، إِمَّا رَاجِحٌ بِعِلمٍ - وَقَالَ مَرَّةً: بِعَقْلٍ - أَو نَاقِصٌ بِجَهلٍ (1). ورواه المجلسي في البحار (2) والسيد الأمين في الأعيان عن الجنابذي (3).
مسؤوليّة العلماء:
رَوَى الكُلَيْنِيُّ عَن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام): إِنَّ الله لَمْ يَأْخُذْ عَلَى الْجُهَّالِ عَهْداً بِطَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ عَهْداً بِبَذْلِ الْعِلْمِ لِلْجُهَّالِ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ كَانَ قَبْلَ الْجَهْل (4). ورواه الشهيد الثاني في المنية (5) والشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي في وصول الأخيار (6) والمجلسي في البحار (7).
وأمّا في توضيح الخبر فهناك بعض الوجوه ذكرها أعلام الأمّة:
قال الفيض الكاشاني: إنّما علّل تقدّم العهد على العالم على العهد على الجاهل بتقدّم العلم على الجهل لاستلزام تقدّم العلم تقدّم العالم وتقدّم العالم تقدّم العهد عليه، وإنّما كان العلم قبل الجهل مع أنّه يكتسبه الجاهل بعد جهله لوجوه:
منها أنّ الله سبحانه قبل كل شيء، والعلم عين ذاته، فطبيعة العلم متقدّمة على الجهل.
ومنها: أنّ العلماء كالملائكة وآدم واللوح والقلم لهم التقدّم على الجهّال من أولاد آدم.
ومنها: أنّ العلم غاية الخلق كما قال سبحانه: {وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وثمرة العبادة المعرفة، والغاية متقدّمة على ذي الغاية؛ لأنّها سبب له.
ومنها: أنّ الجهل عدم العلم، والإعدام إنّما تعرف بملكاتها وتتبّعها، فالعلم متقدّم على الجهل بالحقيقة والماهية.
ومنها: أنّه أشرف، فله التقدّم بالشرف والرتبة (8).
وقال المجلسي في مرآة العقول: قوله (عليه السلام): (لأنّ العلم كان قبل الجهل): هذا دليل على سبق أخذ العهد على العالم ببذل العلم على أخذ العهد على الجاهل بطلبه، أو بيان لصحته، وإنّما كان العلم قبل الجهل مع أنّ الجاهل إنّما يكتسبه بعد جهله بوجوه:
الأول: أنّ الله سبحانه قبل كل شيء، والعلم عين ذاته فطبيعة العلم متقدّمة على طبيعة الجهل.
والثاني: أنّ الملائكة واللوح والقلم وآدم لهم التقدّم على الجهّال من أولاد آدم.
والثالث: أنّ العلم غاية الخلق والغاية متقدّمة على ذي الغاية لأنّها سبب له.
والرابع: أنّ الجهل عدم العلم والإعدام إنّما تعرف بملكاتها وتتبّعها، فالعلم متقدّم على الجهل بالحقيقة والماهية.
والخامس: أنّه أشرف فله التقدم بالشرف والرتبة.
والسادس: أنّ الجاهل إنّما يتعلّم بواسطة العالم وتعليمه، يقال علمه فتعلّم.
وقال بعض الأفاضل ونعم ما قال: لو حمل القبليّة على الزمانيّة حيث كان خلق الجاهل من العباد بعد وجود العالم كالقلم واللوح والملائكة وآدم بالنسبة إلى أولاده، فيصح كون الأمر بالطلب بعد الأمر ببذل العلم، حيث يأمر الله تعالى بما تقتضيه حكمته البالغة وبما هو الأصلح عند وجود من يستحق أن يخاطب به، ولأنّ من لم يسبق الجهل على علمه يعلم باطلاع منه سبحانه حسن أن يبذل العلم و مطلوبيّته له تعالى، وهذا أخذ العهد ببذل العلم، ولو حمل على القبليّة بالرتبة والشرف فيمكن توجيهه بأن يقال: العلم لمّا كان أشرف من الجهل والعالم أقرب من جنابه سبحانه في الرتبة، ولا يصل العهد منه سبحانه إلى الجاهل إلا بوساطة يعلم العالم من ذلك أنّ عليه البذل عند الطلب، أو يقال من جملة علمه وجوب البذل عند الطلب (9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كشف الغمّة، ج 2، ص 346.
(2) بحار الأنوار، ج 75، ص 78، ح 53.
(3) أعيان الشيعة، ج 2، ص 35.
(4) الكافي، ج 1، ص 41 باب بذل العلم، ح 1.
(5) منية المريد، ص 185.
(6) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، ص 125.
(7) بحار الأنوار، ج 2، ص 67، ح 14.
(8) الوافي، ج 1، ص 186.
(9) مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 1، ص 134.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بعد إطلاقها لقافلة المساعدات السادسة العتبة العباسية تفتح باب التبرع للراغبين في دعم الشعب اللبناني وإسناده
|
|
|