x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
الروايات غير الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / روايات حول القرآن الكريم.
المؤلف: الشيخ محمد أمين الأميني.
المصدر: المروي من كتاب علي (عليه السلام).
الجزء والصفحة: ص 121 ـ 143.
2024-10-09
215
مع القران الكريم:
القرآن الكريم هو الميزان:
رَوَى الحِمْيَرِي عَنِ الحَسَنِ بْنِ ظَرِيفٍ، عَنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أبيه (عليهما السلام) قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ (عليه السلام) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قَالَ: إِنَّهُ سَيَكْذِبُ عَلَيَّ كَاذِبٌ كَمَا كُذِبَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَمَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ حَدِيثٍ وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَهُوَ حَدِيثِي، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فَلَيْسَ مِنْ حَدِيثِي (1).
رواه عنه المجلسي في البحار (2).
حرمة القرآن الكريم:
رَوَى الشَّيخُ الصَّدُوقُ فِي كِتابِ الْفَقِيهِ حَدِيثَ المَنَاهِيِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ وَاقِد، عَنِ الحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ (عليهما السلام)، مِنَ الكِتَابِ الَّذِي هُوَ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطُّ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وَفِيهِ: وَنَهَى أَنْ يُمْحَى شَيْءٌ مِنْ كِتَابِ الله (عَزَّ وَجَلَّ) بِالْبُزَاقِ أَوْ يُكْتَبَ بِهِ (3).
ورواه الصدوق في الأمالي (4)، والطبرسي في مكارم الأخلاق (5)، والحر العاملي في الوسائل (6)، والمجلسي في البحار.
تعلّم القرآن ثم نسيه متعمّدًا:
وَرَوَى الشَّيخُ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ الأَمَالِيِّ حَدِيثَ المَنَاهِي المَروِيِّ مِن كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَفِيهِ: أَلَا وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ مُتِعَمّدًا لَقِيَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، يُسَلِّطُ الله عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهُ حَيَّةً تَكُونُ قَرِينَهُ إِلَى النَّارِ، إِلَّا أَنْ يُغْفَرَ لَهُ (7).
ورواه الصدوق في الفقيه بتفاوت (8)، وأورده الحر العاملي في الوسائل (9)، والمجلسي في البحار (10)، والبروجرديّ في جامع الأحاديث (11).
أثر ارتكاب المعاصي بعد قراءة القرآن:
رَوَى الشَّيخُ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ الْفَقِيهِ حَدِيثَ المَنَاهِي المَروِيَّ مِن كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَفِيهِ: وَقَالَ (عليه السلام): مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ شَرِبَ عَلَيْهِ حَرَاماً أَوْ آثَرَ عَلَيْهِ حُبَّ الدُّنْيَا (12) وَزِينَتَهَا اسْتُوجِبَ عَلَيْهِ سَخَطُ الله إِلَّا أَنْ يَتُوبَ، أَلَا وَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ تَوْبَةٍ حَاجَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا يُزَايِلُهُ إِلَّا مَدْحُوضًا (13).
ورواه الصدوق في أماليه (14)، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق (15)، والحر العاملي في الوسائل (16)، والمجلسي في البحار (17)، والبروجردي في جامع الأحاديث (18).
على ضوء الآيات القرآنيّة:
قوله تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 1 - 3].
رَوَى الْعَيَّاشِيُ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ [تعالى]: {الم * ذَلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ} قَالَ: كِتَابُ عَلِيٍّ لَا رَيْبَ فِيهِ، (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) قَالَ: المُتَّقوُنَ شِيعَتُنَا، (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) وَمِمَّا عَلَّمْنَاهُمْ يُنْبِئُونَ (19).
أقول: الخبر ضعيف لإرساله، ولعلّ المقصود منه هو مصحف علي (عليه السلام) الذى كتبه بيده، وفيه خصائص لا توجد فى غيره كبيان شأن نزول الآيات ومحل نزولها وتبيين الناسخ والمنسوخ منها، وقد حرمت الأمّة من ذلك التراث العظيم لأجل مكابرة البعض وعدم إذعانهم للحق، ومن المحتمل أن يكون المراد نفس كتاب علي (عليه السلام)، والمراد بكونه لا ريب فيه هو اثبات صحّته ومضامينه، لا أن يعادل القرآن الكريم ويكافئه.
قوله تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة: 283].
رَوَى الشَّيخُ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ الْفَقِيهِ حَدِيثَ المَنَاهِي المَروِيَّ مِن كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَفِيهِ: وَنَهَى (عليه السلام) عَنْ كِتْمَانِ الشَّهَادَةِ، وَقَالَ: مَنْ كَتَمَهَا أَطْعَمَهُ الله لَحْمَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ، وَهُوَ قَوْلُ الله (عَزَّ وَجَلَّ): {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (20).
ورواه الصدوق في الأمالي أيضاً (21)، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق (22)، والحر العاملي في الوسائل (23)، والفيض في الصافي (24)، والمشهدي في التفسير (25)، والمجلسي في البحار (26)، والحويزي في التفسير (27)، والبروجردي في الجامع (28).
قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 9، 10].
رَوَى الشَّيْخُ الصَّدُوقُ فِي ثَوَابِ الْأَعْمَالِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ الْحِمْيَرِي، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبوُبٍ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ رِئَابٍ، عَنِ الْحَلَبِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: إنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام): أَنَّ آكِلَ مَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً سَيُدْرِكُهُ وَبَالُ ذَلِكَ فِي عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (29).
رَوَى الْعَيَّاشِي عَنْ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): أَنَّ فِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) أَنَّ آكِلَ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً سَيُدْرِكُهُ وَبَالَ ذَلِكَ فِي عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ ويَلْحَقُهُ، فَقَالَ: ذَلِكَ أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ اللهَ قَالَ: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خافُوا عَلَيْهِمْ}، وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (30). رواه عنه المحدّث النوري في المستدرك (31).
قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [المائدة: 4].
رَوَى الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، جَمِيعاً عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) فِي قَوْلِ الله (عَزَّ وَجَلَّ): {وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ} قَالَ: هِيَ الْكِلَاب (32).
وَرَوَى الْكُلَيْنِيُّ عن أَبِي عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَعَن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، جَمِيعاً عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنِ الْحَلَبِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): كَانَ أَبِي (عليه السلام) يُفْتِي وَكَانَ يَتَّقِي، وَنَحْنُ نَخَافُ فِي صَيْدِ الْبُزَاةِ وَالصُّقُورِ، وَأَمَّا الْآنَ فَإِنَّا لَا نَخَافُ وَلَا نُحِلُّ صَيْدَهَا إِلَّا أَنْ تُدْرَكَ ذَكَاتُهُ، فَإِنَّهُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام): أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ} فِي الْكِلَاب (33). رواه الحر العامليّ عنه في الوسائل (34).
وَفِي تَفْسِيرِ الْعَيَّاشِيِّ عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام): أَنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) قَالَ الله: {إِلَّا مَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ الله} فَهِيَ الْكِلَابُ (35). رواه عنه الحر العاملي في الوسائل (36)، والمجلسي في البحار (37).
وَرَوَى الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ سَمَاعَةَ بنِ مهرانٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: كَانَ أَبِي يُفْتِي وَكُنَّا نُفْتِي وَنَحْنُ نَخَافُ فِي [من] صَيْدِ الْبَازِي وَالصُّقُورِ، فَأَمَّا الْآنَ فَإِنَّا لَا نَخَافُ وَلَا يَحِلُّ صَيْدُهُمَا إِلَّا أَنْ يُدْرَكَ ذَكَاتُهُ، وَإِنَّهُ لَفِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) أَنَّ الله قَالَ: {ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ} فَهِيَ الْكِلَابُ (38).
ورواه المجلسي عنه في البحار (39)، والمحدّث النوري في المستدرك (40).
ثم قال المجلسي: بيان: فهي الكلاب: أي الجوارح المذكورة في الآية المراد بها الكلاب، لقوله: (مُكَلِّبِينَ)، وقال المحدّث الأسترآبادي: يعني أنّ المراد من المكلّبين الكلاب.
وفي تفسير علي بن إبراهيم رواية أخرى تؤيّد ذلك، فعلم من ذلك أنّ قراءة علي بفتح اللام والقراءة الشائعة بين العامّة بكسر اللام انتهى. وأقول: لا ضرورة إلى هذا التكلّف وتغيير القراءة المشهورة (41).
قوله تعالى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].
رَوَى الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)قَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام): {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِيَ الَّذِينَ أَوْرَثَنَا اللهُ الْأَرْضَ وَنَحْنُ الْمُتَّقُونَ، وَالْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا، فَمَنْ أَحْيَا أَرْضاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلْيَعْمُرْهَا وَلْيُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَلَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا، فَإِنْ تَرَكَهَا أَوْ أَخْرَبَهَا وَأَخَذَهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِهِ فَعَمَرَهَا وَأَحْيَاهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَ الَّذِي تَرَكَهَا، يُؤَدِّي خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وَلَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا، حَتَّى يَظْهَرَ الْقَائِمُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي بِالسَّيْفِ فَيَحْوِيَهَا وَيَمْنَعَهَا وَيُخْرِجَهُمْ مِنْهَا كَمَا حَوَاهَا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَمَنَعَهَا، إِلَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا، فَإِنَّهُ يُقَاطِعُهُمْ عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَيَتْرُكُ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِم (42).
رواه عنه الحر العاملي في الوسائل (43)، والفيض الكاشاني في الوافي (44)، وشرف الدين الإسترابادي في تأويل الآيات (45).
وَرَوَى الشَّيْخُ الطُّوسِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}، أَنَا وَأَهْلُ بَيْتِيَ الَّذِينَ أُورِثْنَا الْأَرْضَ وَنَحْنُ الْمُتَّقُونَ وَالْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا، فَمَنْ أَحْيَا أَرْضاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلْيَعْمُرْهَا وَلْيُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَلَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا وَأَخْرَبَهَا فَأَخَذَهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِهِ فَعَمَرَهَا وَأَحْيَاهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَ الَّذِي تَرَكَهَا، فَلْيُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَلَهُ مَا أَكَلَ حَتَّى يَظْهَرَ الْقَائِمُ (عليه السلام) مِنْ أَهْلِ بَيْتِي بِالسَّيْفِ، فَيَحْوِيَهَا فَيَمْنَعَهَا وَيُخْرِجَهُمْ مِنْهَا كَمَا حَوَاهَا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَمَنَعَهَا، إِلَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا، فَيُقَاطِعَهُم عَلَى مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ وَيَتْرُكَ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ (46).
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام): {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} وَأَنَا وَأَهْلُ بَيْتِي الَّذِينَ أَوْرَثَنَا اللهُ الْأَرْضَ وَنَحْنُ الْمُتَّقُونَ، وَ الْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا، فَمَنْ أَحْيَا أَرْضاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَعَمَرَهَا فَلْيُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَلَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا، فَإِنْ تَرَكَهَا وَأَخْرَبَهَا بَعْدَ مَا عَمَرَهَا فَأَخَذَهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَهُ فَعَمَرَهَا وَأَحْيَاهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَ الَّذِي تَرَكَهَا، وَلْيُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَى الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، وَلَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا حَتَّى يَظْهَرَ الْقَائِمُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي بِالسَّيْفِ فَيَحُوزَهَا وَيَمْنَعَهَا وَيُخْرِجَهُمْ عَنْهَا، كَمَا حَوَاهَا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَمَنَعَهَا، إِلَّا مَا كَانَ فِي أَيْدِي شِيعَتِنَا، فَإِنَّهُ يُقَاطِعُهُمْ وَيَتْرُكُ الْأَرْضَ فِي أَيْدِيهِمْ (47). رواه عنه المجلسي في البحار (48)، والمحدّث النوري في المستدرك (49).
قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 163 ـ 165].
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ القُمِّي: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيِّ (عليه السلام): أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْكَةَ مِنْ قَوْمِ ثَموُدَ، وَأَنَّ الْحِيتَانَ كَانَتْ سَبَقَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ السَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اللهُ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَشَرَعَتْ إِلَيْهِمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ، وَقُدَّامُ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَسَوَاقِيهِمْ، فَبَادَرُوا إِلَيْهَا فَأَخَذُوا يَصْطَادُونَهَا، فَلِبُثوُا فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ لَا يَنْهَاهُمْ عَنْهَا الأَحْبَارُ وَلَا يَمْنَعُهُمْ الْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا، ثُمَّ إنَّ الشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ أَنَّمَا نُهِيتُمْ عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ السَّبْتِ فَلَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا، فَاصْطَادوُا يَوْمَ السَّبْتِ وَكُلُوهَا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَيَّامِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: الْآنَ نَصْطَادُهَا فَعَتَتْ، وَانْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُم ذَاتَ الْيَمِينِ فَقَالُوا: نَنْهَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اللهِ أَنْ تَتَعَرَّضُوا لِخِلَافِ أَمْرِهِ، وَاعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ الْيَسَارِ فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظُهُمْ، فَقَالَتْ لِلطَّائِفَةِ الَّتِي وَعَظَتْهُمُ: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً)، فَقَالَتْ الطَّائِفَةُ الَّتِي وَعَظَتْهُمُ: (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) قَالَ: فَقَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) يَعْنِي: لَمَّا تَرَكُوا مَا وُعِظُوا بِهِ مَضَوْا عَلَى الْخَطِيئَةِ، فَقَالَتْ الطَّائِفَةُ الَّتِي وَعَظَتْهُمُ: لَا وَاللهِ! لَا نُجَامِعُكُمْ وَلَا نُبَايِتُكُمْ اللَّيْلَةَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ الَّتِي عَصَيْتُمُ اللهَ فِيهَا مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمْ الْبَلَاءُ فَيَعُمُّنَا مَعَكُمْ، قَالَ: فَخَرَجُوا عَنْهُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهُمُ الْبَلَاءُ، فَنَزَلوُا قَرِيباً مِنَ الْمَدِينَةِ فَبَاتوُا تَحْتَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَوْلِيَاءُ اللهِ الْمُطِيعُونَ لِأَمْرِ اللهِ غَدَوْا لِيَنْظُروُا مَا حَالَ أَهْلِ الْمَعْصِيَةِ، فَأَتُوْا بَابَ الْمَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ، فَدَقُّوهُ فَلَمْ يُجَابوُا وَلَمْ يَسْمَعُوا مِنْهَا خَبَرٌ وَاحِدٌ، فَوَضَعُوا سُلَّماً عَلَى سُورِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَصْعَدُوا رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمُ! أَرَى وَاللهِ عَجَباً، قَالوُا: وَمَا تَرَى؟! قَالَ: أَرَى الْقَوْمَ قَدْ صَاروُا قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ وَلَهَا أَذْنَابٌ، فَكَسَروُا الْبَابَ، قَالَ: فَعَرِفَتِ الْقِرَدَةُ أَنْسَابَهَا مِنَ الْإِنْسِ وَلَمْ تَعْرِفِ الإِنْسُ أَنْسَابَهَا مِنَ الْقِرَدَةِ، فَقَالَ الْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ: أَلَمْ نُنْهِكُمْ؟! فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام): وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأ النَّسْمَةَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنْسَابِهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةَ لَا ينْكرونَ وَلَا يُغيّرونَ، بَلْ تَرَكوُا مَا أُمِروُا بِهِ فَتَفَرَّقوُا، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، فقال الله: (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (50).
وَرَوَى السَّيِّدُ ابْنُ طَاوُوسٍ فِي سَعْدِ السُّعُودِ عَنْ تَفْسِيرِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ: عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبوُبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةِ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: وَجَدَنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام): أَنْ قَوْماً مِنْ أَهْلِ أَيْلَةَ مِنْ قَوْمِ ثَموُدَ، فَإِنَّ الْحِيتَانَ كَانَتْ قَدْ سَبَقِتْ لَهُمْ يَوْمَ السَّبْتِ لِيَخْتَبِرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ طَاعَتَهُمْ فِي ذَلِكَ، فَشَرَعَتْ لَهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ فِي نَادِيهِمْ وقُدَّامِ أَبْوَابِهِمْ فِي أَنْهَارِهِمْ وَسَوَاقِيهِمْ، فَتَبَادَروُا إِلَيْهَا وَأَخَذوُا يَصْطَادوُنَهَا وَيَأْكُلوُنَهَا، فَلَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ لَا يَنْهَاهُمْ الْأَحْبَارُ وَلَا تَمْنَعُهُمُ الْعُلَمَاءُ مِنْ صَيْدِهَا، ثُمَّ إِنَّ الشَّيْطَانَ أَوْحَى إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ أَنَّمَا نُهِيتُمْ عَنْ أَكْلِهَا يَوْمَ السَّبْتِ وَلَمْ تُنْهَوْا عَنْ صَيْدِهَا، فَاصْطَادُوهَا يَوْمَ السَّبْتِ وَكُلوُهَا فِي مَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَيَّامِ! فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: لَا إِلّا أَنْ يَصْطَادوُهَا فَعَتَتْ، وَانْحَازَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَى مِنْهُمْ ذَاتَ الْيَمِينَ فَقَالوِا: اللهَ اللهَ! نَنْهَاكُمْ عَنْ عُقُوبَةِ اللهِ أَنْ تَتَعَرَّضُوا لِخَلَافِ أَمْرِهِ، وَاعْتَزَلَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ذَاتَ الْيَسَارِ فَسَكَتَتْ فَلَمْ تَعِظْهُمْ، فَقَالَتْ لِلطَّائِفَةِ الَّتِي وَعَظَتْهُمْ: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً)، قَالَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي وَعَظَتْهُمْ: (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا) يَعْنِي لَمَّا تَرَكوُا مَا وُعِظوُا بِهِ وَمَضَوْا عَلَى الْخَطِيئَةِ قَالَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي وَعَظَتْهُمْ: لَا وَاللهِ لَا نُجَامِعُكُمْ وَلَا نُبَايتُكُمْ اللَّيْلَةَ فِي مَدِينَتِكُمْ هَذِهِ الَّتِي عَصَيْتُمْ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا، مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمْ الْبَلَاءُ فَيَعُمُّنَا مَعَكُمْ، قَالَ: فَخَرَجوُا عَنْهُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ مُخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهُمُ الْبَلَاءُ، فَنَزَلوُا قَرِيباً مِنَ الْمَدِينَةِ فَبَاتوُا تَحْتَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَوْلِيَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ المُطِيعُونَ للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَدَوْا لِيَنْظُروُا مَا حَالُ أَهْلِ المَعْصِيَةِ، فَأَتَوْا بَابَ المَدِينَةِ فَإِذَا هُوَ مُصْمَتٌ، فَدَقَّوُهُ فَلَمْ يُجَابوُا وَلَمْ يَسْمَعوُا مِنْهَا حِسَّ أَحَدٍ، فَوَضَعوُا سُلَّماً عَلَى سُورِ المَدِينَةِ، ثُمَّ أَصْعَدوُا رَجُلًا مِنْهُمْ، فَأَشْرَفَ المَدِينَةَ فَإِذَا هُوَ بِالْقَوْمِ قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَصْحَابِهِ: يَا قَوْمُ! أَرَى وَاللهِ عَجَباً! قَالوُا: وَمَا تَرَى؟! قَالَ: أَرَى الْقَوْمَ صَاروُا قِرَدَةً يَتَعَاوَوْنَ وَلَهُمْ أَذْنَابٌ، فَكَسَرُوا الْبَابَ وَدَخَلوُا المَدِينَةَ، قَالَ: فَعَرِفَتِ الْقِرَدَةُ أَشْبَاهَهَا مِنَ الْإِنْسِ وَلَمْ تَعْرِف الْإِنْسُ أَشْبَاهَهَا مِنَ الْقِرَدَةِ، فَقَالَ الْقَوْمُ لِلْقِرَدَةِ: أَلَمْ نَنْهَكُمْ؟! فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام): وَاللهِ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسْمَةَ إِنِّي لَأَعْرِفُ أَشْبَاهَهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ لَا يُنْكِروُنَ وَلَا يُقِرُّونَ، بَلْ تَرَكوُا مَا أُمِروُا بِهِ فَتَفَرَّقوُا، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (51).
ثم قال السيّد ابن طاووس: إنّي وجدت في نسخة حديثاً غير هذا، وإنّهم كانوا ثلاث فرق: فرقة باشرت المنكر، وفرقة أنكرت عليهم، وفرقة داهنت أهل المعاصي فلم تنكر ولم تباشر المعصية، فنجى الذين أنكروا، وجعل الفرقة المداهنة ذرًّا، ومسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة. ثم قال: ولعلّ مسخ المداهنة ذرًّا كأنّه أنّكم صغّرتم عظمة الله وهونتم بحرمة الله وعظّمتم أهل المعاصي حرمتهم، ورضيتم بحفظ حرمتكم بتصغير حرمتنا، أفعظمتم ما صغّرنا وصغّرتم ما عظّمنا، فمسخناكم ذراً تصغيراً لكم عوض تصغيركم لنا. ثم قال السيد: واعلم أنّ المصغّرين لما عظمه الله والمعظّمين لما صغّره وإن لم يمسخوا قردة في هذه الأمّة ذراً، فقد مسخوا في المعنى ذراً عند الله جل جلاله وعند رسوله (صلى الله عليه وآله)، وعند من يصغّر ما صغّر الله ويعظّم ما عظّم الله، فإنّهم في أعينهم كالذر وأحقر من الذر، بل ربّما لا يتناهى مقدار تصغيرهم وتحقيرهم (52).
رواه المجلسي عن تفسير القمي في البحار (53)، ثم قال في توضيحه: قوله (عليه السلام): (إنّي لأعرف أنسابها) أي أشباهها مجازاً، أي أعرف جماعة من هذه الأمة أشباه الطائفة الذين لم ينهوا عن المنكر حتّى مسخوا، ويحتمل أن يكون سمّاهم أنسابهم لتناسب طيناتهم، ولا يبعد أن يكون في الأصل أشباههم، ويمكن إرجاع الضمير إلى هذه الأمة لكنّه أبعد وأشد تكلّفاً.
ثم ذكر ما أورده السيد ابن طاووس عن تفسير أبي العباس بن عقدة، وأشار إلى مثله في قصص الأنبياء وتفسير العياشي (54).
قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ..} [هود: 113].
رَوَى الشَّيخُ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ الْفَقِيهِ حَدِيثَ المَنَاهِي المَروِيَّ مِن كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَفِيهِ: وَنَهَى عَنِ الْمدْحِ وَقَالَ: احْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ، وَقَالَ (صلى الله عليه وآله): مَنْ تَوَلَّى خُصُومَةَ ظَالِمٍ أَوْ أَعَانَ عَلَيْهَا ثُمَّ نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ لَهُ: أَبْشِرْ بِلَعْنَةِ الله وَنَارِ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ، وَقَالَ: مَنْ مَدَحَ سُلْطَاناً جَائِراً أَوْ (55) تَخَفَّفَ وَتَضَعْضَعَ لَهُ طَمَعاً فِيهِ كَانَ قَرِينَهُ فِي النَّارِ، وَقَال َ(صلى الله عليه وآله): قَالَ الله (عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} وَقَالَ (عليه السلام): مَنْ وَلِيَ (56)َ جائِراً عَلَى جَوْرٍ كَانَ قَرِينَ هَامَانَ فِي جَهَنَّمَ (57).
ورواه الصدوق في أماليه أيضاً (58)، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق(59)، والحر العاملي في الوسائل (60) والمجلسي في بحار الأنوار(61) والبروجردي في جامع الأحاديث (62).
قوله تعالى: {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
رَوَى الشَّيخُ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ الْفَقِيهِ حَدِيثَ المَنَاهِي المَروِيَّ مِن كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَفِيهِ: وَقَالَ (عليه السلام): مَنْ ظَلَمَ امْرَأَةً مَهْرَهَا فَهُوَ عِنْدَ الله زَانٍ، يَقُولُ الله (عَزَّ وَجَلَّ) لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: عَبْدِي زَوَّجْتُكَ أَمَتِي عَلَى عَهْدِي، فَلَمْ تُوفِ بِعَهْدِي وَظَلَمْتَ أَمَتِي، فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَيُدْفَعُ إِلَيْهَا بِقَدْرِ حَقِّهَا، فَإِذَا لَمْ تَبْقَ لَهُ حَسَنَةٌ أَمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ بِنَكْثِهِ لِلْعَهْدِ، {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} (63).
ورواه الصدوق في الأمالي أيضاً (64)، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق (65)، والحر العاملي في الوسائل (66)، والفصول (67)، والمجلسي في البحار (68)، والبروجردي في جامع الأحاديث (69).
قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46].
رَوَى الشَّيخُ الصَّدُوقُ فِي كِتَابِ الْفَقِيهِ حَدِيثَ المَنَاهِي المَروِيَّ مِن كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَفِيهِ: وَقَالَ (عليه السلام): مَنْ عَرَضَتْ لَهُ فَاحِشَةٌ أَوْ شَهْوَةٌ فَاجْتَنَبَهَا مِنْ مَخَافَةِ الله (عَزَّ وَجَلَّ) حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ، وَآمَنَهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَأَنْجَزَ لَهُ مَا وَعَدَهُ فِي كِتَابِهِ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (70).
ورواه الصدوق أيضاً في الأمالي (71)، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق (72)، والحر العاملي في الوسائل (73)، والفيض الكاشاني في الأصفى (74)، والصافي (75)، والمجلسي في البحار (76)، والمحدّث النوريّ في المستدرك (77)، والبروجردي في الجامع (78).
قوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79].
قَالَ النُّعْمَانِي فِي كِتَابِ الغَيبَةِ: أَخبَرَنَا عَبدُ الوَاحِدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِيّ الكُوفِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحمَدُ بنُ عَلِيِّ الحِمْيَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ أَيُّوبَ، عَن عَبدِ الكَرِيمِ بنِ عَمرِو الخَثْعَمِيّ، عَن جَمَاعَةَ (79) الصَّائِغِ، قَالَ: سَمِعْتُ المُفَضَّلَ بنَ عُمَرَ يَسأَلُ أَبَا عَبدِ اللهِ (عليه السلام): هَل يَفْرِضُ اللهُ طَاعَةَ عَبدٍ ثُمَّ يَكْتُمُهُ خَبَرَ السَّمَاءِ؟! فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبدِ اللهِ (عليه السلام): اللهُ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ وَأَرْأَفُ بِعِبَادِهِ وَأَرْحَمُ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ ثُمَّ يَكتمهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَمَسَاءً. قَالَ: ثُمَّ طَلَعَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى (عليه السلام)، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): أيَسُرك أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَاحِبِ كِتَابِ عَلِيٍّ؟! فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ: وَأَيُّ شَيْءٍ يَسُرُّنِي إِذاً أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ؟! فَقَالَ: هُوَ هَذَا صَاحِبُ كِتَابِ عَلِيٍّ الْكِتَابِ الْمَكْنُونِ الَّذِي قَالَ الله (عَزَّ وَجَلَّ): {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (80). رواه عنه المجلسي في البحار(81).
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البيّنة: 7].
قَالَ الشَّيخُ الطُّوسِيُّ: قُرِئَ عَلَى أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ شِبْلِ بنِ أَسَدِ الوَكِيلِ وَأَنَا أَسمَعُ فِي مَنزِلِهِ بِبَغدَادِ فِي الرَّبِضِ بِبَابِ المُحَوَّلِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ عَشرٍ وَأَربَعمَائَةٍ، حَدَّثَنَا ظَفْرُ بنُ حَمدُونِ بنِ أَحمَدَ بنِ شَدَّادٍ البَادَرَائِي أَبُو مَنصُورٍ بِبَادَرَايَا فِي شَهرِ رَبِيعِ الآخَرِ مِن سَنَةِ سَبعٍ وَ أَربَعِينَ وَ ثِلَاثْمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبرَاهِيمُ بنُ إِسحَاقَ النَّهَاوَندِيُّ الأَحْمَرِي فِي مَنزِلِهِ بِفَارِسْفَانَ مِن رُسْتَاقِ الأَسْفِيدِهَانِ مِن كُورَةِ نَهَاوَندَ فِي شَهرِ رَمَضَانَ مِن سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَينِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنِ حَمَّادِ الأَنْصَارِيُّ، عَن عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَن يَعقُوبَ بْنِ مَيْثَمِ التَّمَارِ مَولَى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ (عليهما السلام)، قَالَ: دَخَلتُ عَلَى أَبِي جَعفَرٍ (عليهما السلام) فَقُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فَداكَ يَا ابنَ رَسُولِ اللهِ، إِنِّي وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي أَنَّ عَلِيّاً (عليه السلام)قَالَ لِأَبِي مِيثَمٍ: أَحْبِبْ حَبِيبَ آلِ مُحَمَّدٍ وَإِنْ كَانَ فَاسِقاً زَانِياً، وَأَبْغِضْ مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ وَإِنْ كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً، فَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَهُوَ يَقُولُ: (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: هُمْ وَالله أَنْتَ وَشِيعَتُكَ يَا عَلِيُّ، وَمِيعَادُكَ وَمِيعَادُهُمُ الْحَوْضُ غَداً غُرّاً مُحَجَّلِينَ مُكْتَحِلِينَ مُتَوَّجِينَ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): هَكَذَا هُوَ عِيَاناً فِي كِتَابِ عَلِيّ (عليه السلام) (82).
رواه عنه الحر العاملي في الوسائل (83)، والمجلسي في البحار (84).
ثم قال المجلسي في توضيحه: قال في النهاية: وفي الحديث: غر محجّلون من آثار الوضوء، الغر جمع الأغرّ من الغرّة: بياض الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة، وقال: المحجّل: هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد، ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين؛ لأنّها مواضع الأحجال، وهي الخلاخيل والقيود، ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان، ومنه الحديث: أمّتي الغر المحجّلون، أي: بيض مواضع الوضوء من الأيدي والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس و يديه و رجليه، وقال: توجّته: ألبسته التاج (85).
رَوَى السَّيِّدُ شَرَفُ الدِّينِ الأَسْتَرَابَادِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ حَمادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مِيثَمٍ أَنَّهُ وَجَدَ فِي كُتُبِ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيّاً (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: هُمْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ وَشِيعَتُكَ، وَمِيعَادُكَ وَمِيعَادُهُمُ الْحَوْضُ، يَأْتُونَ غُرّاً مُحَجَّلِينَ مُتَوَّجِينَ، قَالَ يَعْقُوبُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) فَقَالَ: هَكَذَا هُوَ عِنْدَنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ (86). رواه عنه المجلسي في البحار (87).
وَقَالَ المَجْلِسيُّ أَيْضاً: وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ فِي كِتَابِهِ نَحْوَ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ حَدِيثاً فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ مِثْل مَا ذَكَرَهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ خَيْرَ الْبَرِيَّةِ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَشِيعَتُهُ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ هُمْ عَدُوُّهُ وَشِيعَتُهُمْ (88).
وَقَالَ الدِّيلَمِي فِي إِرشَادِ القُلُوبِ: وَرُوِيَ عَنِ البَاقِرِ (عليه السلام)قَالَ: أَحِبَّ حَبِيبَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِن كَانَ فَاسِقاً جَانِياً، وَأَبْغِضْ مُبغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ وَإِن كَانَ صَوَّاماً قَوَّاماً، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، ثُمَّ التَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ (عليه السلام) فَقَالَ: هُم وَاللهِ أَنتَ وَشِيعَتُكَ يَا عَلِيُّ، وَمِيعَادُكَ وَمِيعَادُهُمُ الحَوْضَ غَداً غُرّاً مُحَجَّلِينَ مُخَلَّدِينَ مُكَحَّلِينَ مُتَوَجِّينَ، فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ (عليه السلام): هَكَذَا هُوَ عَيَاناً فِي كِتابِ عَلِيٍّ (عليه السلام)(89).
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52].
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ الصَّفَّارِ فِي بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، عَن عِمرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَن عَلِيِّ بنِ أَسْبَاطٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الفُضَيلِ، عَن أَبِي حَمزَةِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَالمُغِيرَةُ بْنُ سَعِيدٍ جَالِسَينِ فِي المَسجِدِ، فَأَتَانَا الحَكَمُ بنُ عُيَيْنَةَ فَقَالَ: لَقَد سَمِعْتُ عَن أَبِي جَعفَرٍ (عليه السلام) حَدِيثاً مَا سَمِعَهُ أَحَدٌ قَطُّ، فَسَأَلنَاهُ فَأَبَى أَن يُخْبِرَنَا بِهِ، فَدَخَلْنَا عَلَيهِ فَقُلنَا: إِنَّ الحَكَمَ بنَ عُيَينَةَ أَخْبَرَنَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْكَ مَا لَم يَسْمَعْهُ مِنْكَ أَحَدٌ قَطُّ، فَأَبَى أَنَّ يُخْبِرَنَا بِهِ، فَقَالَ: نَعَم! وَجَدْنَا عِلْمَ عَلِيٍّ (عليه السلام) فِي آيَةٍ مِن كِتَابِ اللهِ وَمَا أَرسَلْنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَلَا نَبِيّ وَلَا مُحَدَّثٍ، فَقُلْنَا: لَيسَت هَكَذَا هِيَ، فَقَالَ: فِي كِتَابِ عَلِيٍّ: وَمَا أَرسَلنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَقُلتُ: وَأَيُّ شَيءٍ المُحَدَّثُ؟ فَقَالَ: يُنْكَتُ فِي أُذُنِهِ فَيَسْمَعُ طَنِيناً كَطَنِينِ الطَّسْتِ، أَو يُقْرَعُ عَلَى قَلبِهِ فَيَسمَعُ وَقْعاً كَوَقْعِ السِّلْسِلَةِ عَلَى الطَّسْتِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ نَبِيٌّ؟! ثُمَّ قَالَ: لَا، مِثلُ الخَضِرِ، وَمِثْلُ ذِي الْقَرْنَينِ (90).
وَفِي الاختِصَاصِ: مُوسَى بنُ جَعْفَرِ بنِ وَهَبَ البَغدَادِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ أَسبَاطٍ، عَن مُحَمَّدِ بْنِ الفُضَيلِ، عَن أَبِي حَمزَةِ الثُّمَاليِّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَالمُغَيرَةُ بنُ سَعِيدٍ جَالِسِينِ فِي المَسجِدِ، فَأَتَانَا الحَكَمُ بنُ عُتَيبَةَ فَقَالَ: لَقَد سَمِعْتُ مِن أَبِي جَعفَرٍ (عليه السلام) حَدِيثاً مَا سَمِعتُهُ مِنهُ قَطُّ، فَسَأَلنَاهُ عَنهُ فَأَبِى أَن يُخبِرَنَا بِهِ، فَدَخَلَنَا عَلَيهِ فَقُلنَا: إِنَّ الحَكَمَ بنَ عُتَيبَةَ أَتَانَا وَذَكَرَ أَنَّهُ سمع مِنكَ حَدِيثاً مَا سَمِعَهُ مِنكَ قَطُّ، وَأَنَّهُ لَم يَسمَعهُ مِنكَ أَحَدٌ قَطُّ، فَسَألَنَاهُ عَنهُ فَأَبِى أَن يُخبَرَنَا بِهِ، فَقَالَ: نَعَم، وَجَدنَا عِلْمَ عَلِيٍّ (عليه السلام) فِي آيَةٍ مِن كِتَابِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ)، قَولُهُ: مَا أَرسَلْنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ، فَقُلنَا: لَيْسَت هَكَذَا هِيَ، فَقَالَ: هِيَ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ: وَمَا أَرسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيطَانُ فِي أُمنِيَّتِهِ، قُلتُ: وَأَيُّ شَيءٍ المُحَدَّثُ؟ قَالَ: يُنْكَتُ فِي أُذُنِهِ فَيَسْمَعُ طَنِيناً كَطَنِينِ الطَّسْتِ، أَو يُقْرَعُ عَلَى قَلبِهِ فَيَسْمَعُ وَقْعاً كَوَقْعِ السِّلسِلَةَ يَقَعُ فِي الطَّسْتِ، فَقُلتُ: نَبِيٌّ؟! فَقَال: لَا، مِثلُ الخِضْرِ وَذِي القَرنَينِ (91).
أقول: روي عن ابن عباس أنّه كان يقرأ: «وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي» ولا محدّث (92)، ممّا يدل على تواجد كلمة المحدّث في بعض روايات الفريقين، والمحدَّث هو الذي تكلّمه الملائكة من دون أن يكون نبياً ولا يراهم، أو أنّه يلهم ويلقى في روعه شيء من العلم، أو أنّه ينكت في قلبه من الحقائق التي تخفى على غيره (93)، وعلى كلّ حال إن كان ظاهر الحديث يتضمّن وقوع النقص من الآية الشريفة فلا يمكن الأخذ به، إذ هو معارض لآية حفظ القرآن: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ} الدالة على حفظ القرآن الكريم من أيّ تحريف سواء بالنقص أو الزيادة، وقد أُمرنا بعرض الحديث على القرآن فما يوافقه فيؤخذ وما يعارضه فيطرح، أضف على ذلك أنّ الخبر مبتلى بالضعف، وانتساب كتاب الاختصاص إلى المفيد غير ثابت، وسياقه يختلف عن سائر مؤلفاته، نعم إن كان المقصود من المحدّث ما يتضمّن نوعاً من التوضيح فلا بأس به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قرب الإسناد، ص 92، ح 305.
(2) بحار الأنوار، ج 2، ص 227، ح 5.
(3) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 5، باب ذكر جمل من مناهي النبي صح 4968.
(4) أمالي الصدوق، ص 510، وفيه: (أو يكتب منه).
(5) مكارم الأخلاق، ص 424.
(6) وسائل الشيعة، ج 6، ص 235، ح 7821، وج 12، ص 141، ح 15884، وج 17، ص 163، ح 22250، جامع أحاديث الشيعة، ج 15، ص 182، ح 594، وج 16، ص 110، ح 6.
(7) أمالي الصدوق، ص 513.
(8) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 12، باب ذكر جمل من مناهي النبي ص، ح 4968، وليست فيه كلمة (متعمّداً).
(9) وسائل الشيعة، ج 6، ص 196، ح 7715.
(10) بحار الأنوار، ج 73، ص 332، وج 89، ص 187، ح 5.
(11) جامع أحاديث الشيعة، ج 15، ص 43، ح 104.
(12) حباً للدنيا. كذا في أمالي الصدوق.
(13) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 12، باب ذكر جمل من مناهي النبي ص ح 4968 محمد امين پور اميني، المروى من كتاب علي (ع)، 1جلد، مركز فقهي ائمه اطهار (عليه السلام) - قم، چاپ: اول، 1390 هـ. ش.
(14) أمالي الصدوق، ص 513.
(15) مكارم الأخلاق، ص 428.
(16) وسائل الشيعة، ج 6، ص 182، ح 7679.
(17) بحار الأنوار، ج 73، ص 332.
(18) جامع أحاديث الشيعة، ج 15، ص 159، ح 524.
(19) تفسير العيّاشي، ج 1، ص 25، ح 1.
(20) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 13.
(21) أمالي الصدوق، ص 514.
(22) مكارم الأخلاق، ص: 429.
(23) وسائل الشيعة، ج 27، ص 313، ح 33818.
(24) تفسير الصافي، ج 1، ص 309، ح 283.
(25) تفسير كنز الدقائق، ج 1، ص 687.
(26) بحار الأنوار، ج 73، ص 333، وج 101، ص 310، ح 5.
(27) تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 301، ح 1208.
(28) جامع أحاديث الشيعة، ج 25، ص 147، ح 288.
(29) ثواب الأعمال، ص 233.
(30) تفسير العياشي، ج 1، ص 223، ح 39.
(31) مستدرك الوسائل، ج 13، ص 191، باب 58 تحريم أكل مال اليتيم ظلماً ح 15066.
(32) الكافي، ج 6، ص 202، باب صيد الكلب والفهد، ح 1.
(33) الكافي، ج 6، ص 207، باب صيد البزاة والصّقور وغير ذلك، ح 1.
(34) وسائل الشيعة، ج 23، ص 349، باب 9 أنّه لا يحلّ أكل ما صاده غير الكلب من البازي والصّفر والعقاب والطّير والسّبع وغير ذلك إلّا أن تدرك ذكاته، ح 29715.
(35) تفسير العياشي، ج 1، ص 295، ح 30.
(36) وسائل الشيعة، ج 23، ص 355، ح 29734.
(37) بحار الأنوار، ج 62، ص 290، ح 48.
(38) تفسير العياشي، ج 1، ص 294، ح 28.
(39) بحار الأنوار، ج 62، ص 290، ح 46.
(40) مستدرك الوسائل، ج 16، ص 109، باب 9، باب أنّه لا يحلّ أكل ما صادة غير الكلب من البازي.. إلّا أن تدرك ذكاته، ح 19298، وج 16، ص 103، كتاب الصّيد والذبائح، أبواب الصّيد، باب 1 باب إباحة ما يصيده الكلب المعلّم إذا قتله، ح 19274.
(41) بحار الأنوار، ج 62، ص 290.
(42) الكافي، ج 1، ص 407، باب أنّ الأرض كلّها للإمام (ع)، ح 1.
(43) وسائل الشيعة، ج 25، ص 415، باب 3 أَنّ من أحيا أرضاً ثم تركها..، ح 32246.
(44) الوافي، ج 18، ص 982، ح 18676.
(45) تأويل الآيات الظاهرة، ص 184.
(46) تهذيب الأحكام، ج 7، ص 152، أحكام الأرضيّين، ح 23.
(47) تفسير العياشي، ج 2، ص 25، ح 66.
(48) بحار الأنوار، ج 97، ص 58، باب 9 أحكام الأرضين، ح 2، وانظر: ج 52، ص 390، ح 211.
(49) مستدرك الوسائل، ج 17، ص 112، باب 2 أنّ من أحيا أرضاً ثمّ تركها، ح 20908.
(50) تفسير القمي، ج 1، ص 244.
(51) سعد السعود، ص 118.
(52) سعد السعود، ص 118.
(53) بحار الأنوار، ج 14، ص 51، ح 5.
(54) بحار الأنوار، ج 14، ص 53.
(55) وتخفّف. كذا في أمالي الصدوق.
(56) دلّ. كذا في أمالي الصدوق.
(57) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 11.
(58) أمالي الصدوق، ص 512.
(59) مكارم الأخلاق، ص 428.
(60) وسائل الشيعة، ج 17، ص 183، ح 22306.
(61) بحار الأنوار، ج 70، ص 294، ح 1، وج 73، ص 331.
(62) جامع أحاديث الشيعة، ج 17، ص 278، ح 32.
(63) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 13.
(64) أمالي الصدوق، ص 514.
(65) مكارم الأخلاق، ص 429.
(66) وسائل الشيعة، ج 21، ص 267، ح 27061.
(67) الفصول المهمة، ج 2، ص 360.
(68) بحار الأنوار، ج 73، ص 333، وج 100، ص 349.
(69) جامع أحاديث الشيعة، ج 21، ص 233، ح 808.
(70) من لا يحضره الفقيه، ج 4، ص 14.
(71) أمالي الصدوق، ص 514.
(72) مكارم الأخلاق، ص 429.
(73) وسائل الشيعة، ج 15، ص 209، ح 20297.
(74) تفسير الأصفى، ج 2، ص 1246.
(75) تفسير الصافي، ج 5، ص 113، وج 7، ص 74.
(76) البحار، ج 7، ص 303، ح 60، وج 67، ص 365، ح 13، وص 378، ح 25، وج 73، ص 333.
(77) مستدرك الوسائل، ج 14، ص 358، ح 16953.
(78) جامع أحاديث الشيعة، ج 20، ص 339، ح 1124.
(79) وفي البحار: حماد.
(80) الغيبة للنعماني، ص 326، ح 4.
(81) بحار الأنوار، ج 48، ص 22، ح 34.
(82) الأمالي للطوسي، ص 405، ح 909.
(83) وسائل الشيعة، ج 16، ص 183، باب 17 وجوب حب المؤمن وبغض الكافر وتحريم العكس، ح 21299.
(84) بحار الأنوار، ج 27، ص 220، ح 5 وج 65، ص 25، ح 46.
(85) بحار الأنوار، ج 65، ص 25.
(86) تأويل الآيات الطاهرة، ج 2، ص 831، ح 4.
(87) بحار الأنوار، ج 23، ص 390، ح 100، وج 27، ص 130، ح 121، وج 65، ص 53، ح 96.
(88) بحار الأنوار، ج 27، ص 130، ذيل ح 121.
(89) إرشاد القلوب، ج 2، ص 256، راجع كتابنا: سابقة التشيع بين أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله).
(90) بصائر الدرجات، ص 324، ح 13.
(91) الاختصاص، ص 287.
(92) إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري، ج 6، ص 99، فتح الباري، ج 7، ص 51؛ روضة المحدّثين، ج 3، ص 485.
(93) انظر مفاهيم القرآن، ج 4، ص 397.