كانت الحروب الخارجية التي شنها لويس الرابع عشر على معظم دول القارة الأوروبية احدى الوسائل التي اتبعها لتوطيد زعامته في فرنسا وفرض هيمنته على اوروبا. فقد كان مازاران نفسه يحلم بتسليمه امبراطورية على غرار امبراطورية شارلمان حتى ان لويس نفسه كان يطمح الى ان امبراطوراً الا ان اوبري (Aubery) أقنعه ان اسم الملك أعظم فخامة وأكثر قداسة من اسم امبراطور (1). ومع ذلك عمد لويس الرابع عشر بعد ان انتهى من بناء قوته في الداخل الى شن الحرب تلو الحرب حتى تحقق لفرنسا في عهده السطوة والقوة والنفوذ الذي كان ينشده لها.

حرب الاستحقاق:

كان مازاران قد أجرى على هامش معاهدة البيرنيه ما عرف بالصفقة التي تم بها تزويج لويس الرابع عشر من ماري تريز ابنة فيليب الرابع. وكان المهر الذي لم يدفع حتى حين وفاة فيليب الرابع سنة 1665 احدى الوسائل التي سيحتج بها ضد الوريث الاسباني الجديد. وانطلاقاً من ايمان لويس الرابع عشر بأن السلام مع الهابسبورغ لا يمكن ان يأخذ أكثر من طابع الهدنة. لذلك احتج الملك الفرنسي على انتقال العرش الى شارل الثاني ابن فيليب الرابع من زواج آخر بل انه طعن بشرعيته مطالباً بحق زوجته في وراثة احدى مقاطعات الاراضي المنخفضة التي يحدد فيها قانون وراثة العرش بالأولاد من المرأة الأولى (2).

استطاعت القوات الفرنسية (بقيادة تورين ولوقوا وقوبان) التي شنت الحرب في الفلاندر ان تستولي على عدد من مدن الحدود دون أية مقاومة اسبانية تذكر مما أرعب انكلترا وهولندا والسويد معاً واستعد الحلف الثلاثي لوقف زحف جيوش فرنسا في تلك الجهات عندها فاوض لويس الرابع عشر الاسبان وعقد معهم صلح أكس لاشـابيـل (1668) Aix الذي احتفظت فرنسا بموجبه بالاراضي التي دخلتها الجيوش الفرنسية وكان منها مدينة ليل (Lille).

................................................
 

1- ZELLER. G: Op. Cit. PP. 77, 79

2- METHIVIER. H. Op. Clt P 71