أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-14
1075
التاريخ: 2023-10-23
1119
التاريخ: 2024-02-11
857
التاريخ: 2024-02-23
901
|
كان من أهم الجمعيات الدينية التي ظهرت في اوروبا خلال القرن السادس عشر واسهمت في خدمة الكنيسة الكاثوليكية وحافظت على كيانها ونفثت فيها روحاً جديدة هي جمعية اليسوعيين (Les Jesultes).
مؤسس هذه المنظمة رجل اسباني عرف باسم اغناطيوس ليولا Ignatius Lyola (1491 - 1556) كان محارباً اتجه نحو الصلاة والتأمل الديني بعد ان اصيب بجراح خطيرة في ساقيه في احدى المعارك التي قامت بين شارلكان وفرنسوا الاول وعكف على قراءة اعمال القديسين وانتقل من اسبانيا الى باريس حيث حصل من جامعتها على درجة الدكتوراه في علم اللاهوت والفلسفة. وخلال اقامته في باريس استطاع ان يرتبط مع بعض زملائه في شبه رابطة تقوم مبادؤها على خدمة الكنيسة الكاثوليكية وطاعة البابا، كما انهم التزموا في حياتهم بثلاثة مبادى هي التقشف والعفة والطاعة العمياء او المطلقة للبابا. وقد استطاع ليولا ورفاقه ان يحصلوا عام 1540 من البابا على مرسوم يرخص لهم بإقامة منظمة دينية تحمل اسم جمعية اليسوع اطلق على مؤسسيها فيما بعد اسم اليسوعيين (Les jesultes) وحصلوا منه على اعفاءات ضريبية وقضائية فلا يحاكمون الا امام رجال الدين من طائفتهم، ولا يخضعون لأية سلطة مدنية .
كان تنظيم الجزويت عسكرياً او توقراطياً يرأسهم قائد يسمى جنرال ينتخب لمدى الحياة ويتمتع بسلطات واسعة على جميع افراد الجمعية ولكنه يخضع لمراقبة هيئات تتألف الأولى منها من رقيب وستة مساعدين يمثلون المانيا - فرنسا - اسبانيا - البرتغال - ايطاليا - بولندا والثانية تتمثل في الجمعية العامة التي تتألف ايضاً ستة اقسام لكل قسم رئيس يمثل اقليم من الاقاليم الستة المذكورة ولم يكن مجال الدخول الى هذه الجمعية متوفراً لكل فرد. فقد كان على طالب الالتحاق بها ان يمر بعدة مراحل تبدأ في ممارسته رياضة روحية لمدة سنتين ثم تلقي دراسات كلاسيكية لمدة خمس سنوات
وبعدها عليه القيام بالتدريس في مدرسة ثانوية لمدة خمس سنوات واخيراً يتلقى دروسه في علم اللاهوت لمدة أربع سنوات على الاقل. وإذا أتم الطالب النجاح في جميع هذه المراحل يرسم قسيساً في جماعة الجزويت. ولا شك بان هذه المراحل التي يتوجب على اليسوعي ان يمر بها قد اهلته لأن يكتسب ثقافة دينية عميقة تؤهله للقيام بخدمة الكنيسة ورفع شأنها.
انخرط الجزويت في مهنة التعليم لمكافحة البروتستانتية واسسوا المدارس والجامعات في جميع انحاء اوروبا ومارسوا فيها الوعظ والتعليم بكل صدق واخلاص حتى برعوا في الميدان التربوي واصبحت مدارسهم من انشط المدارس وانجحها في أوروبا. وقد جاءت خطط التعليم، ومناهج الدراسة التي وضعها الجزويت بحيث تحقق للطالب ثقافة دينية عميقة وواعية، الى جانب ثقافة مهنية تؤهله للمشاركة في انواع النشاط والريادة والقدوة الطيبة (1).
بلغ من شدة تأثير الجزويت أنهم سيطروا على عقول الاجيال الصاعدة وافئدتهم وتفوقوا على علماء النهضة الذين كانوا وقتئذ يحتكرون مهنة العلم. وساهموا في الحياة السياسية وشغل بعضهم مناصب كمستشارين للملوك والوزراء مما اعاق تقدم البروتستانتية وانتشارها في أكثر انحاء أوروبا.
لم يكتف الجزويت بالقيام بمهمة التعليم في اوروبا ونشر الكاثوليكية فيها فقط، بل انهم تعدوها الى ما وراء البحار حيث عملوا على نشر المذهب المسيحي الكاثوليكي في انحاء اميركا والشرق الاقصى والجزر النائية (2).
.................................................
1- عبد العزيز الشناوي: مرجع مذكور ص492.
2- للتوسع في معرفة مدى نجاح اليسوعيين في حركة التبشير انظر عبد العزيز الشناوي مرجع مذکور ص 493 وما بعدها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|