المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



توحيد الحبّ  
  
287   01:50 صباحاً   التاريخ: 2024-09-16
المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي
الكتاب أو المصدر : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص229-234
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

عندما نستعرض النصوص الاسلامية في الحب الإلهي من الكتاب والسنّة ... نجد أن هذه النصوص تحدّد لنا ضوابط ثلاثة في مسألة الحب :

أولاً : تفضيل حبّ الله :

لابدّ أن يكون الانسان أشدّ حباً لله من كل أحد ، ومن كل شيء ، وأن يكون حبّ الله تعالىٰ هو أمكن شيء في نفسه ، يقول تعالىٰ : ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) ([1]).

فلا ينهىٰ الله تعالىٰ عن حبّ الآباء والابناء والاخوان والازواج والعشائر ، ما لم يعادوا الله ورسوله ، ولا ينهىٰ عن حبّ المال والتجارة والمساكن ، ما لم تكن من حرام ... وإنّما ينهىٰ أن يكون حبّ هذه الاُمور أقوىٰ وأشدّ عند المؤمن من حبّ الله ورسوله وجهاد في سبيله ، ويقول تعالىٰ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ) ([2]).

والآية الثانية تكمل دلالة الآية الأولىٰ ، فلا ينبغي أن يكون في الكون شيء أحبّ إلىٰ قلب المؤمن من الله ، وعليه أن يجعل لحبّ الله المنزلة العليا في نفسه ، وأن يمكِّن حبّ الله من نفسه أكثر من أي شيء آخر ، مهما كان ذلك الشيء ، وما لم يكن لحبّ الله علىٰ قلب المؤمن مثل هذه الهيمنة القوية والفاعلة لا يكون الانسان كامل الايمان.

فإن الله تعالىٰ يقول : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ) ([3]).

وليس علىٰ المؤمن بأس أن يحبّ كل ذلك ما لم يحرّمه الله ... إذا كان حبّه لله أشد وأقوىٰ حتىٰ من حبّه لنفسه. فيكون الحبّ الإلهي أقوىٰ وأنفذ في نفس المؤمن من أي حبّ آخر وعلاقة اُخرىٰ. وقد روي عن الصادق (عليه ‌السلام) : « لا يمحض رجلٌ الايمانَ باللهِ حتىٰ يكونَ اللهُ أحبَّ إليهِ من نفسِهِ وأبيهِ واُمِّهِ وولدِهِ وأهلِهِ ومالِهِ ومِن الناسِ كلِّهم » ([4]).

وليست هيمنة الحبّ الإلهي علىٰ قلب المؤمن مسألة نظرية معزولة عن حياته وحبّه وعلاقاته ، وتحرّكه.

فللحبّ متطلّبات ومستلزمات وتبعات ، وما لم يقترن الحبّ بها لن يكون من الحبّ الصادق ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي ) ([5]).

وعندما يتعارض حبّ وحبّ آخر في قلب المؤمن ، وتتعارض أحكام ومتطلبات كل واحد منها ، يكون حبّ الله أقوىٰ في نفسه ، وأكثر نفوذاً وفاعلية ، ويكون استجابته لحبّ الله دون غيره ، هو علامة صدقه في الحبّ.

وقد ورد هذا المعنىٰ في الكثير من النصوص الاسلامية في الادعية ، عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) فيما روي عنه من الدعاء : « اللّهم إني أسألك حبَّك وحبَّ من يحبّك ، والعملَ الذي يبلّغني حبَّك ، اللّهم اجعل حبَّك أحبَّ اليَّ من نفسي وأهلي » ([6]). وورد مثله عن داود (عليه ‌السلام) ([7]).

وورد أيضاً عن رسوله الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) : « اللّهم اجعل حبّك أحبّ الاشياء اليّ ، واجعل خشيتك أخوف الاشياء عندي ، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلىٰ لقائك ، وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقرِر عيني من عبادتك » ([8]).

ثانياً : تحكيم حبّ الله :

تحكيم الحبّ الإلهي علىٰ كل علاقاته وصِلاته وميوله القلبية ، فيكون حبّ الله تعالىٰ حاكماً علىٰ قلبه ، ومتصرّفاً في مشاعره وعواطفه وأحاسيسه ، فيلغي من قلب المؤمن ما لا ينسجم معه من الحبّ والكره ، ويُثبّت في قلبه ما يتطلّبه حبّ الله من حبّ وكره ، ويطرد من قلبه ما لا يرتضيه الله تعالیٰ من حبّ وكره.

فليس محظوراً علىٰ الانسان المسلم أن يحبّ ويكره ، ولكن عليه أن يضع الحبّ والبغض والرضا والغضب حيث يريد الله ، وحيث يقرّه علىٰ ذلك. فما كان من الحبّ في امتداد حبّ الله تعالىٰ فإن الله يأمر به ، وما كان من الحبّ لا ينهىٰ عنه الله تعالىٰ فإن الإسلام يقرّه ، وما كان من الكره لأعداء الله فإن الله يأمر به ، وما كان منه ممّا لا ينهىٰ عنه الله فإن الاسلام يقرّه. هذا هو الأمر الاول.

وما كان من الحبّ يعارض حبّ الله فان الاسلام يلغيه من حياة المؤمن ، وهذا هو الأمر الثاني.

يقول تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ([9]).

فلم يكن المؤمنون الذين خاطبهم الله بهذه الآية يحبّون آباءهم وإخوانهم أشدّ من حبّهم لله ، ولكنهم كانوا يحبّونهم رغم كفرهم ، ويضمرون لهم المودّة والحبّ والولاء ، فنهاهم الله عن ذلك ، وعدّ حبّهم والولاء لهم من الظلم.

وهذه الآية نزلت في « حاطب بن أبي بلتعة » ([10]) الذي أرسل إلىٰ قومه من المشركين يخبرهم بقدوم رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم). ولا نشكّ في أن « حاطب بن أبي بلتعة » كان مؤمناً ، ولم يكن حبّه لأهله بأشدّ من حبّه لله ، إلّا أنه كان يحبّ اهله وقومه ، رغم عدائهم لله ولرسوله.

ولا يتّسع قلب لحبّين يتعارضان في وقت واحد ، حبّ الله وحبّ أعداء الله ، فإذا أخلص قلبه لله في الحبّ والبغض وحكّم حبّ الله تعالىٰ في كل متعلّقاته النفسية ، فليس عليه من بأس بعد ذلك أن يحبّ أو يكره ، كلّما توفّرت الضوابط العقائدية للحبّ والكره لديه.

وليس للمؤمن أن يرسل عواطفه ، كما يشاء واين يشاء ، ولا أن يمدّ صِلاته وعلاقاته كما يريد ، وإنما يجب عليه أن يحكّم حبّه لله في صِلاته ، وعلاقاته ، وميوله النفسية ، بشكل دقيق ، إن كان صادقاً في حبّه لله.

ولقد كان المسلمون الاوائل يقتلون آباءهم ، وإخوانهم ، وأعمامهم من المشركين ، فلا يتردّدون في شيء من ذلك ، ولا يتزلزل لهم قدم ، ولن يكون الولاء والحبّ لله صادقاً إلّا عندما يمكّن صاحبه من التخلّي عن كل حبّه وبغضه وميوله النفسية وعلاقاته لله بشكل مطلق ، ويتحرّر من كل الوشائج النفسية التي تربطه بهذا أو ذاك بشكلٍ كامل. يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه ‌السلام) : « ولقد كنا مع رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) نقتل آباءنا ، وأبناءنا ، وإخواننا ، وأعمامنا ... ما يزيدنا ذلك إلّا إيماناً وتسليماً ، ومضيّاً علىٰ اللقم ([11]) ، وصبراً علىٰ مضض الألم ، وجدّاً في جهاد العدو ـ ثم يقول (عليه ‌السلام) ـ : فلما رأىٰ الله صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت ، وأنزل علينا النصر حتىٰ استقر الاسلام » ([12]).

وتستوقفنا في هذا الحديث فقرتان :

اولاهما : « ما يزيدنا ذلك إلّا إيماناً وتسليماً » ، وهذه الفقرة تحكي عن سنّة من سنن الله تعالىٰ هي سنّة (العلاقة بين العطاء وبين الايمان والحب) ، وهذه سنة لا يعيها إلّا قلّة من الناس.

والناس عادة يتصوّرون الأمر بالعكس ، فيتصوّرون أن المعاناة وتحمّل الابتلاء يستنفد صبر الانسان ومقاومته ، وما وراء هذا الصبر والمقاومة من إيمان وحبّ يبعثان علىٰ الصبر والمقاومة ... بينما الأمر بالعكس تماماً ، فإن المعاناة وتحمّل الآلام والابتلاء ، وقتل الآباء والابناء في الله يزيد في قدرة الانسان المؤمن علىٰ تحمّل الابتلاء والمعاناة ، وعلىٰ الصمود والصبر ، ويزيد في إيمان الانسان وحبه لله تعالىٰ.

والفقرة الثانية : التي تستوقفنا في هذا الحديث للتأمّل هذه العلاقة الوشيجة بين الصدق في الحبّ والولاء وبين النصر. « فلما رأىٰ الله صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت » ؛ فإن النصر لا ينزل إلّا حيث يكون الصدق في الولاء والموقف ، ولا تنفصل الساحة العسكرية في نتائجها عما يستقرّ في القلوب من الصدق في الحبّ والولاء.

فلن يكون المؤمن ـ إذن ـ صادقاً في حبّه وولائه لله إلّا إذا كان قادراً على أن يحكّم ولاءه لله في كل علاقاته وصِلاته.


[1] التوبة : 24.

[2] البقرة : 165.

[3] آل عمران : 14.

[4] بحار الأنوار 70 : 5.

[5] آل عمران : 31.

[6] كنز العمال للمتقي 2 : 209 ، ح 3794.

[7] كنز العمال للمتقي 2 : 195 ، ح 3718.

[8] كنز العمال للمتقي 2 : 182 ، ح 3648.

[9] التوبة : 23.

[10] تفسير نور الثقلين 2 : 195.

[11] اللَّقم : معظم الطريق أو وسطه وواضحه ، المنجد ، مادة لقم.

[12] نهج البلاغة ، صبحي الصالح 1 : 91 ـ 92 ، خ 52.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.