أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18
822
التاريخ: 2024-05-08
679
التاريخ: 9-05-2015
2042
التاريخ: 2024-05-30
786
|
قال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر: 8]
ظاهر السياق أنّ الخطاب في هذه الآية والآيات المتقدّمة، هو للناس، بما أنّ فيهم مَنْ اشتغل بنعمة ربّه عن ربّه، فأنساه التكاثر فيها ذِكْرَ الله.
والتوبيخ والتهديد في السورة المتوجّه إلى عامّة الناس ظاهراً، هو واقع على طائفة خاصّة منهم حقيقة، وهم الذين ألهاهم التكاثر.
والمراد بالنعيم، مطلق النعيم، على ما يُفيده ظاهر السياق، وهو كلّ ما يصدق عليه أنّه نعمة، فالإنسان مسؤول عن كلّ نعمة أنعم الله بها عليه، وذلك أنّ النعمة - وهي الأمر الذي يُلائم المُنعَم عليه ويتضمّن له نوعاً من الخير والنفع - إنّما تكون نعمة بالنسبة إلى المنعَم عليه، إذا استعملها بحيث يسعد بها، فينتفع. وأمّا لو استعملها على خلاف ذلك، فإنّها ستكون نقمة بالنسبة إليه، وإن كانت نعمة بالنظر إلى نفسها.
وقد خلق الله تعالى الإنسان وجعل غاية خلقته التي هي سعادته ومنتهى كماله، التقرّب العبوديّ إليه تعالى، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[1]، وهي الولاية الإلهيّة لعبده، وقد هيّأ الله سبحانه له كلّ ما يَسعَد وينتفع به في سلوكه نحو الغاية التي خُلِقَ لأجلها، وهي النعم، فأسبغ عليه نعمه، ظاهرة وباطنة.
فاستعمال هذه النِّعَم، على نحو يرتضيه الله، وينتهي بالإنسان إلى غايته المطلوبة، هو الطريق إلى بلوغ الغاية، وهو الطاعة، واستعمالها بالجمود عليها ونسيان ما وراءها، هو غيّ وضلال وانقطاع عن الغاية، وهو المعصية. وقد قضى سبحانه قضاء لا يُردّ ولا يبدّل: أنْ يرجع الإنسان إليه، فيسأله عن عمله، فيُحاسبه ويجزيه. وعمله، هو استعماله للنعم الإلهيّة، قال تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى}[2]، فالسؤال عن عمل العبد هو سؤال عن النعيم، كيف استعمله، أشكر النعمة أم كفر بها؟![3].
[1] سورة الذاريات، الآية 56.
[2] سورة النجم، الآيات 39 ـ 42.
[3] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص352-353.
تفسير بالمصداق: ما رواه أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن سلمة بن عطا، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت قول الله: ﴿لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾، قال: "قال تُسئَل هذه الأمّة عمّا أنعم الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ بأهل بيته المعصومين عليهم السلام". (القمي، تفسير القمي، م.س، ج2، ص440).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|