أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-13
1207
التاريخ: 22-12-2015
15174
التاريخ: 7-4-2016
4856
التاريخ: 3-12-2015
4931
|
قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]
مرجع ضمير {أُمِرُوا} للذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين.
ومعنى الآية: أنّه لم تتضمّن رسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والكتب القيّمة التي في صحف الوحي، إلا أمرهم بعبادة الله تعالى، بقيد الإخلاص في الدين، فلا يشركوا به شيئاً.
وقوله تعالى: {حُنَفَاء}، حال من ضمير الجمع، وهو جمع حنيف، من الحَنَف، وهو الميل عن جانبي الإفراط والتفريط، إلى حاق وسط الاعتدال. وقد سمّى الله تعالى الإسلام ديناً حنيفاً، لأنّه يأمر في جميع الأمور بلزوم الاعتدال والتحرّز عن الإفراط والتفريط.
وقوله تعالى: {وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ}، من قبيل ذِكْر الخاصّ بعد العامّ، أو الجزء بعد الكلّ، اهتماماً بأمره، فالصلاة والزكاة من أركان الإسلام، ويُراد بهما: التوجّه العبوديّ الخاصّ إلى الله، وإنفاق المال في الله.
وقوله تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}، أي دين الكتب القيّمة. والمراد بالكتب القيّمة:
• إنْ كان جميع الكتب السماويّة، أي كتاب نوح، ومن دونه من الأنبياء عليهم السلام، فمعنى الآية: إنّ هذا الذي أُمِروا به ودُعوا إليه في الدعوة المحمّديّة، هو الدين الذي كُلّفوا به في كُتبهم القيّمة، وليس بأمر بدع، فدين الله واحد، وعليهم أن يدينوا به، لأنّه القيّم.
• وإنْ كان المراد به ما كان يتلوه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الكتب القيّمة التي في الصحف المطهّرة، فمعنى الآية: أنّهم لم يُؤمروا في الدعوة الإسلاميّة، إلا بأحكام وقضايا هي القيّمة الحافظة لمصالح المجتمع الإنسانيّ، فلا يسعهم إلا أن يؤمنوا بها ويتديّنوا بها.
فالآية على أيّ حال تشير إلى كون دين التوحيد الذي يتضمّنه القرآن الكريم المصدّق لما بين يديه من الكتاب والمهيمن عليه في ما يأمر المجتمع البشري، قائماً بأمرهم، حافظاً لمصالح حياتهم، كما يُبيّنه بأوفى البيان، قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}[1]، وقوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[2].
وبهذا البيان الإلهيّ يتّضح عموم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشمول الدعوة الإسلاميّة لعامّة البشر في كلّ زمان ومكان إلى قيام يوم الدين[3].
[1] سورة الروم، الآية 30.
[2] سورة الإسراء، الآية 9.
[3] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص339-340.
تفسير بالمصداق: روى علي بن أسباط، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، في قوله عزّ وجلّ: ﴿وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ ، قال: "هو ذلك دين القائمعليه السلام". (البحراني، هاشم: البرهان في تفسير القرآن، لا.ط، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة، قم المقدّسة، لا.ت، ج5، ص719).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|