أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-26
146
التاريخ: 8-10-2014
1359
التاريخ: 18-11-2014
1375
التاريخ: 8-10-2014
1407
|
قال تعالى : {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 76-77]
بعض يهود المدينة، وبسبب من سلامة فطرتهم وسذاجة طينتهم أو جراء نفاقهم وازدواجيتهم في التعامل كانوا عندما يلتقون بالمؤمنين يقولون لهم عن صدق وخلوص نية أو عن نفاق: لقد آمنا.
بعض أولئك ممن كانوا يظهرون إيمانهم نفاقاً كانوا أشخاصاً بسطاء وسذجاً إلى درجة أنهم كانوا يكشفون ما أتت به التوراة من صفات وخصوصيات للرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ويفشون الأسرار.
وكان زعماء الدين والمجتمع عند اليهود يعترضون على مفشي الأسرار في خلواتهم ويقرعونهم قائلين: لماذا لا تتعقلون؟ لم تبوحون بحقائق التوراة التي علمكم الله إياها إلى المسلمين ليحاجوكم بها في غير صالحكم؟ هذا التعبير والتوبيخ كان على خلفية إفشاء الأسرار وإظهارها لا بسبب إظهار أصل الإيمان، والعامل من ورائه كان الخوف من انكشاف أصل الحقيقة؛ لأجل ذلك فلو كان الدافع من وراء إظهار الأسرار احتجاج المسلمين على اليهود أو كان يبادر إليه مع العلم بتمهيده لهذه الأرضية، لكان التوبيخ عليه وتقبيحه أشد وطأة.
كان ذوو النزعة الحسية من اليهود يعتبرون إظهار الإيمان وإفشاء أسرار الدين للمسلمين ضرباً من السفاهة وعدم التعقل بسبب افتقاره لركيزة الحس، ويسفهون المنافقين والأوساط من اليهود الذين كانوا يظهرون إيمانهم لدى لقائهم بالمسلمين كاشفين عن بعض مسائل اليهود الحقة والمكتومة أمامهم ويصفون عملهم هذا بأنه لا ينم عن عقل.
المنشأ الشؤم لكتمان السر هو أولاً: تجنب إعطاء الذريعة بيد المسلمين لئلا يستدلوا على اليهود عبر اطلاعهم على أسرار التوراة ويثبتوا أفضليتهم عليهم في مجال الوحي الإلهي ثم ليحتجوا يوم القيامة عليهم عند الله بهذه الحجة؛ غافلين عن حقيقة أن عين هذا المبدأ الغيبي وهو الفتاح الذي كشف خفايا الأسرار لموسى الكليم (صلى الله عليه واله وسلم) بفتح أبواب الغيب له، وقد نالت أمة اليهود ببركة حضرة الكليم (عليه السلام) نصيباً وافراً من العلم، هو ذاته الذي فتح أبواب الغيب للرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وأغدق النعم على الأمة الإسلامية ببركة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم).
ثانياً: تعمية السر وإخفاء الرمز على الله سبحانه وتعالى كي لا يطلع الله عز وجل من خلال إظهار هذا السر على مكنون اليهود وباطنهم؛ الله بظنهم غير مطلع على مضمرات أسرار البشر ـ والعياذ به ـ ولا يحيط بها علماً إلا بواسطة الإخبار الحسي للآخرين.
اليهود ذوو الميول الحسية لا يؤمنون باحتجاج الباري تعالى في غير المواطن المحسوسة، وعلى الرغم من أن ظاهر اعتقادهم هو أن المهم هو احتجاج الله تعالى، إلا أنهم يخالون انه ما لم يبح المسلمون بالأسرار في المعاد فهو تعالى لن يطلع عليها ولن يحتج عليهم؛ غافلين عن أن السر والعلن، والغابر والقادم، والهمس والجهر، وأمثال ذلك في علم الله المطلق سواء، وكل هذه الأمور معلومة لديه عز وجل. فالباري تعالى ـ الذي يشهد الكون بأسره وما من شيء بالنسبة إليه غيب ـ هو عالم بعلن وسر أي بشر وهو الذي يحتج في محكمة المعاد فيحج اليهود ويريهم الحجة لصالح المسلمين؛ سواء باح اليهود بالأسرار أو لم يبوحوا بها، وسواء احتج المسلمون على اليهود أو لم يفعلوا.
والرمز في تقديم السر على العلن في الآية الثانية هو أن العلن معلول الفكر السري والعزم المضمر وكذا فإن تعلق علم الله بالسبب هو قبل تعلقه بالمسبب كما أن فيه إشارة إلى أن المنافقين محكومون ومبتلون بفضيحة السر قبل افتضاحهم في العلن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|