المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



نعمة فلق البحر  
  
324   03:13 مساءً   التاريخ: 2024-09-01
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج4 ص 409 - 413
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي موسى وهارون وقومهم /

يقول تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50]

في معرض بيان نعمة أخرى من تلك النعم التي أسبغت على بني إسرائيل؛ نعمة الخلاص من هيمنة آل فرعون، ومن أجل انكشاف عظمة هذه النعمة وكذلك التذكير بالنعمة العظيمة للصيانة من الغرق في البحر يقول الله عز وجل: اذكروا عندما شققنا لكم البحر وأنجيناكم من خلال ذلك وأغرقنا آل فرعون فيه على مرأى منكم ومسمع.

بعمليّة فرق البحر هذه نجا بنو إسرائيل الذين كانوا برفقة موسى الكليم (عليهم السلام) بدخولهم فيه من تعذيب آل فرعون، وحفظوا من الغرق فيه، ومُنع ال فرعون من اللحاق بهم، وغرق كل من كان مع فرعون في البحر. ان مشاهدة منظر كهذا بواسطة قوم تغلب عليهم المشاعر الحسية كبني إسرائيل من شأنه أن يضفي على الإعجاز الإلهي بلاغة وإلى النعمة الإلهية عظمة.

التفسير

"فَرقْنا": هذا اللفظ، الذي هو من مادة "الفرق"، وهو في الأصل بمعنى الفصل بين شيئين (1) ويُستعمل الفرق في الشق؛ إذ أن كل شق يستلزم الفصل بين شيئين. و"فرق البحر" في الآية مورد البحث هو كذلك شقه وفصل قسم من البحر عن القسم الآخر، هذا وإن استعمل البعض الفَرْق للإنفصال والفلق للانشقاق. كما وإن "الفَرْق" هو الفصل، و"الفرق" هو القسم المفصول؛ كما في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] (2)

"بكم": الباء للسببية والمعنى: إننا فرقنا البحر بسببكم وغايتكم (السببية الغائية) حيث  في هذه الحالة وكما يقول الآلوسي (3) تقوم الباء مقام اللام (4) ؛ بمعنى: أننا قد فرقنا البحر لأجلكم. كما أنه يُحتمل أن تكون للمصاحبة (5)؛ وقد عد الزمخشري ذلك واحداً من الاحتمالات (6)، حيث تكون {بكم} في هذه الحالة إما في موضع الحال لمفعول }فرقنا{، أي {البحر} (من باب تقديم الحال على ذي الحال)؛ بمعنى أننا فرقنا البحر في حال كونه مصاحباً لكم ومترافقاً مع دخولكم فيه (7)، أو في موضع حال لفاعل فرقنا ؛ أي إننا فرقنا البحر في حال كوننا برفقتكم (كناية عن كون الله الناصر والحافظ ؛ كما أشير إلى هذا المعنى في كلام موسى في جملة: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62].

أما ظاهر الآية فيميل إلى الاحتمال الأول (يعني: تذكروا عندما فرقنا البحر لأجلكم) حيث إن سياق الآيات هو شاهد على ذلك أيضاً؛ وذلك لأن الآيات مدار البحث هي في مقام إحصاء الآلاء التي أغدقها الله على بني إسرائيل ومثل هذا المقام يكون أكثر ملاءمة مع معنى البحر بسببكم (السبب الغائي) ولأجلكم".

"البحر": يُقال للمكان الواسع بحراً، ولمن يمتلك علماً وسيعاً: متبحراً (8). أما "ال" فهي للعهد الخارجي، والمراد من البحر هو إما بحر قلزم (وهو البحر الأحمر) أو النيل.

"فأنجيناكم": مجيء مسألة النجاة في هذه الآية بصيغة الافعال (أنجينا) في حين أنها جاءت في الآية السابقة بصيغة التفعيل (نجينا) قد يكون بلحاظ أن ما هو مطروح في هذه الآية هو النجاة من الغرق من خلال الإخراج من الماء نحو الساحل (وليس مطلق النجاة والخلاص آل فرعون المنظور في الآية السابقة والذي لا حاجة لتكراره) والإخراج هو من باب الافعال. إذن فمن الأنسب أن يأتي موضوع الإنجاء بهذه الصيغة أيضاً.

وهذا المبحث المُستفاد من ظاهر كلام أبي السعود (9)، ليس هو عن المناقشة؛ لأن ما يدل على كون المراد من النجاة في هذه النجاة من الغرق وليس مطلق النجاة من آل فرعون هو قرينة التقابل؛ أي إن التقابل بين "أنجينا" و "أغرقنا هو الباعث على ظهور أنجيناكم في الإنجاء من الغرق في الماء ومثل هذا التقابل لا يقتضي تبديل صيغة التفعيل إلى الافعال. هذا ناهيك عن أن نجاة بني إسرائيل من قهر آل فرعون وتعذيبهم المستمرين - كما قد تمت الإشارة إليه آنفاً قد جاء بالتفعيل والافعال معاً، نظير: {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف: 141]

تناسب الآيات

لما كان الحديث في الآية السابقة دائراً عن نعمة نجاة بني إسرائيل من آل فرعون، فقد جاء الكلام في الآية الحالية عن كيفية تلك النعمة كي تنكشف عظمتها أكثر من ناحية، ولكي يتم التذكير ضمنياً بنعمة عظيمة أخرى ألا وهي الصيانة من الغرق في البحر من ناحية أخرى. فالله جلّ وعلا يقول في البدء: واذكروا أيضاً حين فرقنا البحر من أجلكم". ثم يشير بعد ذلك إلى نتيجة شق البحر التي تتمثل في نجاة بني إسرائيل، وغرق آل فرعون، الذي حصل على مرأى من بني إسرائيل ومنظر: فكانت نتيجة شق البحر أن أنجيناكم، وأغرقنا آل فرعون، وأنتم تنظرون إلى غرقهم".

خلاصة الأمر فإن فرق البحر الذي حصل بأمر ملكوتي من الباري عز وجل، كانت له نتيجتان لصالحكم وكان فيه شكلان من الحرمان لآل فرعون؛ فإنكم قد نجوتم بعملية انفلاق البحر وولوجكم فيه من تعذيب آل فرعون أولاً، وحفظتم من الغرق فيه بمعجزة إلهية ثانياً، وإن آل فرعون قد منعوا وحرموا من الوصول إليكم أولاً، وقد التقمهم البحر وغرقوا فيه ثانياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. من أجل ذلك يُقال لمن يفرق بين شقي شعر رأسه فيجعله قسمين: فرق شعره. كما وتطلق كلمة "الفرقان" على القرآن وكل كتاب سماوي لأنها تضع حداً فاصلاً بين  الحق والباطل، والصدق والكذب والحَسَن والقبيح، والحجة والشبهة، وما إلى ذلك كما ويقال للملائكة "فارقات": فَالْفَارقَات فَرْقاً، (سورة المرسلات الآية (4) لأنهم يفصلون بين الحق والباطل؛ وليوم واقعة بدر : يَوْمَ الْفُرْقَان (سورة الأنفال، الآية 41)؛ لأنه في مثل ذلك اليوم فرق بين الحق والباطل. ويُقال للقرآن: ﴿قُرْءاناً فَرَقْنَاهُ ، (سورة الإسراء الآية (106)؛ بمعنى: "إننا فصلنا آيات القرآن وفرقناها من خلال التدريج في نزولها راجع الجامع لأحكام القرآن، مج 1، ج 1، ص 364).

2. سورة الشعراء، الآية 63 المفردات في غريب القرآن، ص632، "ف ر ق".

3. أما السبب في عدم قوله لكم في الوقت ذاته، فلعله راجع إلى ما قاله الألوسي نقلاً عن الدامغاني (روح المعاني، ج 1، ص 404).

4. وذلك لأنه لو كانت بمعناها الأصلي (أي السببية الفاعلية) للزم التقدير بمثل "الدخول" (فرقنا البحر بسبب دخولكم إيَّاه والحال أن التقدير - أولاً هو خلاف الأصل، وثانياً: هذا المعنى يستلزم أن تكون أداة فرق البحر هي نفس ورود ودخول بني إسرائيل فيه، في حين ان القرآن الكريم ينص على أن الأداة كانت العصا.

5. باء المصاحبة هي نظير: {اهْبِطُ بِسَلَم مِنَّا} (سورة هود، الآية 48) والمعنى هو: "اهبط مصحوباً بالسلام والسلامة".

6. الكشاف، ج 1، ص138.

7. وكأن المراد من المُلابسة في كلام بعضهم هو عين المصاحبة.

8. المفردات في غريب القرآن، ص108-109.

9. تفسير أبي السعود، ج 1، ص123.

 

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .