المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



شرح متن زيارة الأربعين (اَشْهَدُ اَنَّكَ كُنْتَ نُوراً في الْأَصْلابِ الشّامِخَةِ وَالْأَرْحامِ الْمُطَهَّرَةِ)  
  
419   06:35 صباحاً   التاريخ: 2024-08-26
المؤلف : مهدي تاج الدين
الكتاب أو المصدر : النور المبين في شرح زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص200-202
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أدعية وأذكار /

النور: هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره، وحقيقة انوار أهل البيت غير معلومة لنا لكونها فوق ادراكاتنا فلا يعرفهم غيرهم، كما قال النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): يا علي ما عرفني إلّا الله وأنت وما عرفك إلّا الله وأنا ([1])، فلا ندرك مقامهم هذا سوى الاجمال كما لا ندرك في مقام الحق سوى ذلك وبيانه ان العالي محيط بالسافل دون العكس.

ورد في البحار([2]) عن قبيصة بن يزيد الجعفي قال: دخلت على الصادق (عليه ‌السلام) وعنده ابي ظبيان والقاسم الصيمري فسلمت وجلست وقلت: يابن رسول الله أين كنتم قبل أن يخلق الله سماء مبنية وأرضاً مدحية أو ظلمة أو نوراً؟ قال: « كنا أشباح نور حول العرش نسبح الله قبل أن يخلق آدم (عليه ‌السلام) بخمسة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم (عليه ‌السلام) فرغنا في صلبه فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر إلى رحم مطهّر حتى بعث الله محمداً (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) ».

فقوله أين كنتم يستفاد منه إنهم كانوا مخلوقين قبل خلق السماء والأرض وغيرهما وكان هذا أمراً مسلماً عند الشيعة آنذاك وإنما سؤاله عنه (عليه ‌السلام) من حيث إنهم أين كانوا فقوله (عليه ‌السلام): «  كنا أشباح نور حول العرش »، يشير إلى الخلق الأول وقوله: « فلما خلق آدم فرغنا في صلبه » يشير إلى الخلق الثاني.

فالإمام الصادق (عليه ‌السلام) في هذه الزيارة الأربعينية يشير إلى مقام نورانيته الذي يجب على كل مؤمن الاقرار به كما قال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) لسلمان: « يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنوارنيّة فإذا عرفني بذلك فهو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، وشرح صورة للإسلام وصار عارفاً بدينه، ومن قصّر عن ذلك فهو شاكّ مرتاب، يا سلمان ويا جندب: إن معرفتي بالنورانية معرفة الله ومعرفة الله معرفتي وهو الدين الخالص » إلى أن قال: « كنت ومحمد (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) نوراً نسبح قبل المسبحات ونشرق قبل المخلوقات، فقسّم الله ذلك النور نصفين: نبي مصطفى وعلياً مرتضى، فقال الله لذلك النصف، كن محمداً وللآخر كن علياً، ولذلك قال النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): أنا من علي وعلي مني » ([3]).

فلا ريب في كونهم أنوار مخلوقة من نور الله تعالى وكما ورد في زيارة الجامعة « خلقكم الله أنواراً، فجعلكم بعرشه محدقين »، والأخبار في هذا المجال فوق حد الاحصاء وبكونها متواترة، ففي البحار ورد: « يا محمد إني خلقتك وخلقت علياً (عليه ‌السلام) وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نور من نوري، وفرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين » ([4]).

في الأصلاب: أي مودعاً مستقراً في أصلاب الآباء الموحّدين الشرفاء النجباء وأرحام الاُمهات الموحّدات المطهّرات عن الخنا والسفاح العفيفات عن الزنا والفساد.

الشامخة: أي العالية يقال: شمخ بأنفه إذا ارتفع وتكبّر، وفي الفقرة اشاره إلى ما برهن عليه في محلّه من ان الأئمة (عليهم ‌السلام) لا يكون آباؤهم واُمهاتم مشركين من آدم (عليه ‌السلام)، ولا يخالط نسبهم فساد وعهر وذمّ ، وكيف وهم ذرية النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) وعترته ولا شك في طهارة عنصر النبي وطيب مولده من لدن آدم إلى أبيه، لأن آباء النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) كانوا موحدين ففي البحار ([5]): « اعتقادنا في آباء النبي أنهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله وإن أبا طالب كان مسلماً وآمنة بنت وهب كانت مسلمة واتفقت الامامية على أن والدي الرسول (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) وكل أجداده إلى آدم (عليه ‌السلام) كانوا مسلمين بل كانوا من الصدّقين »، وقال فخر الدين الرازي: ان قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) وجب أن لا يكون أحد من أجداده (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) مشركاً، وقال (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): ما افترق الناس فرقتين إلّا جعلني الله من خيرهما، فاخرجت من بين أبَوي فلم يصبني شيء من عهد الجاهلية، وخرجت من نكاح ولم اخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي واُمي فأنا خيركم نسباً وخيركم أباً.

والأرحام المطهرة: فعن النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله) قال: « خلقني الله وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ثم نقلنا إلى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في الأصلاب الطاهرين إلى ارحام الطاهرات ».


[1] مشارق انوار اليقين : 201 .

[2] بحار الأنوار 15 : 7 .

[3] من خطبة الإمام علي (عليه ‌السلام) المعروفة بالنورانية .

[4] بحار الأنوار 27 : 199 .

[5] بحار الأنوار 5 : 117 .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.