شرح متن زيارة الأربعين (اَشْهَدُ اَنَّكَ اَمينُ اللهِ وَابْنُ اَمينِهِ) |
216
09:48 صباحاً
التاريخ: 2024-08-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-11
275
التاريخ: 22-1-2023
3994
التاريخ: 2024-08-20
247
التاريخ: 17-10-2016
1826
|
الأمين: المؤتمن على الشيء ومنه محمد (صلى الله عليه وآله) أمين الله على رسالته، ورجل أمين أي له دين ([1]).
ان الله تعالى جعل الإمام الحسين (عليه السلام) أميناً على دينه أي إنه تعالى ائتمنه على دينه في حفظه من التغيير والتبديل والتحريف عن مواضعه، كما أراد يزيد ومعاوية لعنهم الله وأعوانهم تغيره وتحريفه، فالإمام الحسين (عليه السلام) بسفك دمه وبذل مهجته، احيىٰ دين جده رسول الله وحفظه عن التغيير، ولذلك أدى الأمانة بأحسن صورها إلى من بعده من الاُمناء والأوصياء.
إذن معنى كون الإمام الحسين (عليه السلام) وأمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) اُمناء على الخلق: أي مطهرون عما ينافي الأمانة من الخيانة ومبرّاون عنها لأن الله عصمهم من الزلل كما في زيارة الجامعة «عصمكم الله من الزلل» وفي حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام): « ...اختصهم لدينه وآتاهم ما لم يؤت احداً من العالمين وجعلهم عماداً لدينه ومستودعاً لمكنون سرّه واُمناء على وحيه» ([2]).
فإن الله تعالى علم منهم الوفاء بما اشترط عليهم فهم (عليهم السلام) مؤتمنون على أنفسهم فحبسوها على طاعته وحفظوها عن معصيته، ثم إن الله تعالى جعل قلوبهم محل مشيّة الله تعالى وارادته، وإنما جعلها محلاً لهما لما ائتمنهم عليها، وعلم تعالى انهم لا يشاءون ولا يريدون إلّا ما شاء الله وأراد، قال تعالى في حقهم (عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)، فهم أول مصداق لأداء الأمانة حتى بالنسبة إلى الفاجر، فهم اُمناء الله أي مؤتمنوه في ايصال الفيض إلى الفجار أيضاً بلا صدور شائبة خلاف أبداً، ففي الحديث: ان علي بن الحسين (عليه السلام) قال: «لو أن قاتل أبي جعل عندي السيف الذي قتل به أبي آمانة لأديته له إذا طلبه».
فهم ينظرون إلى الخلق بنظر الله إليهم حيث شملتهم الرحمة الواسعة منه تعالى فهم (عليهم السلام) بهذه الجهة والنظرة يتعاملون مع الخلق وهم اُمناؤه تعالى في ذلك، ولذلك أمير المؤمنين يرفق بقاتله كما في الحديث: «... ثم التفت إلى ولده الحسن (عليه السلام) وقال له: ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه واحسن إليه واشفق عليه ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في اُم راسه، وقلبه يرجف خوفاً ورعباً وفزعاً، فقال الحسن (عليه السلام): يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وافجعنا فيك... قال: نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب الينا إلّا كرماً وعفواً، والرحمة والشفقة من شيمتنا لا من شيمته، بحقي عليك فأطعمه يا بُني مما تأكله ».
فالخلاصة ان الله تعالى لم يعرض ولايتهم على الخلق إلّا بعد ما ائتمنهم على جميع ما استوى به من رحمانيته على عرشه فهم (عليهم السلام) مؤتمنون عليها وأمرهم الله تعالى أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها فأدوا الأمانة إلى انحاء الخلق بأنحاء الأداء، فادّوا إلى كل ذي حق حقه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|