تتفاعل الكائنات الحية ومنها النباتات مع بعضها ومع الوسط الحيوي المحيط بها مما يؤثر على النبات الطبيعي بصورة مباشره أو غير مباشره يتمثل التأثير المباشر للعوامل الإحيائية من خلال عملية التنافس بين الكائنات الحية على المواد اللازمة لنمو النباتات، وتشتد عملية التنافس في المناطق ذات الموارد المحدودة أو التي تزداد فيها كثافة النباتات ولاسيما إذا كانت النباتات تنتمي إلى مجموعه واحده وفي مرحلة نمو واحدة إذ يعمل ذلك على تشابه صفات الجذور والسيقان والأوراق مما يعمل على تشابه الاحتياجات اللازمة لنموها وازدهارها وبقائها على قيد الحياة.

إن عملية التنافس على الموارد في الوسط الحيوي يؤثر في سرعة نمو النباتات وعمق تغلغل الجذور ومساحة الأوراق وحجم الإنتاج وإذا زادت شدة التنافس فقد يؤدي إلى موت النباتات التي ليس لها القدرة على الاستمرار في تنافس النباتات الأقوى.

أما التأثير غير المباشر للعوامل الإحيائية على النباتات يتمثل من خلال دور النباتات في تغير خصائص الوسط الحيوي، إذ تعمل النباتات على امتصاص الماء والمواد الغذائية من محلول التربة كما تقوم النباتات بإفراز مركبات كيميائية مختلفة وتراكم أوراق النباتات وبقاياها على سطح التربة مما يسهم في تغير خصائص التربة. كما تعمل النباتات على تغير خصائص المناخ المحلي إذ أن عمليات النتح المستمرة تعمل على زيادة مقدار الرطوبة الجوية، كما أن الظل الذي تشكله النباتات الكبيرة الحجم ولاسيما الأشجار يعمل على حجب أشعة الشمس لذلك تنخفض شدة الإشعاع الشمسي الواصل إلى سطح الأرض.

إن تغير خصائص الوسط الحيوي يؤثر في نوع المجموعات النباتية المتواجدة في هذا الوسط وعلى سبيل المثال تنمو نباتات الظل وتزدهر في المناطق الاستوائية على الرغم من ارتفاع شدة الإشعاع الشمسي على مدار السنة السبب في ذلك إلى أن تواجد الأشجار العالية والكثيفة في الغابات الاستوائية يعمل أشعة الشمس وتمنع تغلغلها إلى سطح الأرض مما يعمل على تكوين الظل ويهيئ البيئة الملائمة لنمو نباتات الظل فيها.